تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إذا أراد طالب العلم أن يبحث مسألة تاريخية، التأريخ يرد لك، إما في كتب أهل العلم موضع من التاريخ أو من السيرة أو تَرِد عليك شبهة أو إيراد أن الصحابة كانوا كذا أو حصل في وقعة كذا، تريد أن تحقق المسائل، طبعا كتب التاريخ المتأخرة أخذت كما قلنا [ .... ]، كتب المتقدمين في التاريخ كانت بالأسانيد ما قبل الطبري من الكتب كتب ابن أبي إسحاق؛ بل ما قبله كتاب عروة بن الزبير، وكتب التابعين في السيرة والتاريخ وكتب وهب بن منبه في التاريخ وكتب ابن جرير وكتب بن أبي خيتمة إلى آخره، ثَم كتب كثيرة في التاريخ كانت تروى بأسانيدها ما ثم واقعة إلا بأسانيدها، فتأتي فتنظر في كتب المتأخرين فتجد أن ثَم وقائع بلا إسناد، تبدأ من ابن الجوزي بل ما قبله ابن الجوزي في [المبتغي] إلى ابن الأثير في الكامل إلى ابن كثير في البداية والنهاية إلى آخره، مع أن ابن كثير حافظ من حفاظ الأحاديث تحرّى ودقق لكنه أيضا اعتمد على ما ساقه من قبله.

إذن التاريخ يروى هكذا؛ لكن إذا أردت أن تبحث مسألة فهل تبحثها بوجودها في البداية والنهاية، يقول لك قائل ذكرها في البداية والنهاية هل معناه انتهى، إذن ثم كتب قبل البداية والنهاية عرض فيها للمسألة إلى أن تصل إلى مصدر هذه القصة أين هو، فإذا بحثت وبحثت ستجد المصدر، فإذن مسائل التاريخ تروى هكذا فإذا أتينا إلى قضية في محك وأردنا أن نبحث فيها لابد من التدقيق وإلى الرجوع في التاريخ أول ما طَبعوا طبعوا التاريخ للطبري، وطبعوا كتب في التاريخ متنوعة مثل سير ابن هشام أول من طبعها، وتواريخ مختلفة تاريخ مكة والمدينة وتاريخ بغداد وتاريخ مصر وتواريخ المغرب إلى آخره، تواريخ فارس هم الذين طبعوها، أخذوا من هذه الكتب أشياء وقالوا هذا الموجود في تاريخ المسلمين.

فإذن الباحث لا يقول هذا ذكره الطبري هذا غير مستقيم في أصول البحث؛ بل لابد أن ينظر إلى استقامة ما أورد إذا كان مستقيما، فقصص التاريخ تذكر للعبرة؛ لكن إذا كان فيه ثم إشكال لابد أن يحقق المسألة ويبحث هذه القضية إلى أن يصل إلى الزمن الأول.

لم يكتب للتاريخ مصطلح وأصول في بحث التاريخ، إلا من أحد الباحثين في الزمن الحاضر، وسمَّى كتابه مصطلح التاريخ واعتمد في كتابه على أصول أهل الحديث أصول الحديث ومصطلح الحديث الدراسات التاريخية يعني مع النظر في الدراسات التاريخية يعني مع إضافات وهذا لاشك مهم لأن التاريخ نقل بالأسانيد، نعم أسانيد التاريخ لا ينظر إليها نظرنا إلى الحلال والحرام والعقيدة؛ لكن إذا كان المقام مقام استدلال فلا بد أن يبحث الباحث. ()

خذ مثلا علما آخر فيما يبحث طالب العلم وما يبحثه -في مسائل التوحيد ذكرنا لكم في ذلك لكن نعيدها- في مسائل التوحيد سيبحث مذهب السلف في مسألة هل يبحثها في كتب السنة المتقدمة مباشرة أم يرتب البحث؟ نقول: لابد أن يرتب البحث كما ذكرنا من مختصرات الأئمة من مختصرات كتب أئمتنا أئمة الدعوة كابن تيمية وابن القيم أين ذكروها؟ كيف عرضوا المسألة؛ صوروها؟ ثم بعد ذلك تبدأ تنتقل إلى الكتب المطولة حتى تصل إلى كتب السنة المتقدمة بالأسانيد، هذا يعطي ثراء في تصور المسألة، ثم تبدأ تتوسع؛ لأن المتأخر من أئمة السنة يسَّر لك عرض المسألة وأعطاكها في قالب قاعدة منتهية، وفي كتب السلف قد تجد نقلا عن إمام يمثِّل بعض القاعدة عقدية ونقل عن آخر يكملها إلى آخره فمجموع كلام السلف صاغه الأئمة المتأخرون.

فإذن طالب العلم يرتب بحثه بالتوسع في ذلك إذا أراد أن يبحث في مسألة من مسائل اعتقاد أهل البدع مثلا في كتب الأشاعرة من مسائل الأشاعرة ينظر أين ذكرت المسالة كيف صوروها أولا ترجع إلى كتب الأئمة تنظر كيف عرضوا للمسألة، كيف صوروا مذهب أهل السنة وكيف صوروا المخالفين من الأشاعرة والمعتزلة والخوارج إلى آخره.

ثم تنتقل منها إلى كتب القوم ولابد للباحث المتخصص في العقيدة ليس كل طالب علم أن يعرف هذه الكتب ومميزاتها إلى آخره، ثم بعد ذلك يرجع إلى الرد عليها عند شيخ الإسلام وابن القيم والأئمة رحمهم الله تعالى.

كتب الحديث وهي آخر المطاف كثيرة جدا ومناهج علماء الحديث في الشروح مختلف، وكما ذكرت لك في كلمة سبقت يظن الظان أن المسألة إذا ذكرها شراح الحديث معناه أنها هي مذهب أهل الحديث أو أن هذا القول هو الأحق بأن يلقى وهذا ليس على إطلاقه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير