تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهو بهذا يحاول قطع الطريق أمام فريقين من الناسِ قومٌ يزعمون أن الوليَ يفعل ما يريد وأنه معصومٌ من الخطأ متجاهلين النصوص الشرعية الصريحة في هذا الموضوع، وقومٌ آخرون يزعمون أن الولاية شيء خارج عن اتباع الشريعة في الظاهر والباطن وأنها لا تتحقق إلا في من ظهرت على أيديهم الخوارق واتصفوا ببعض الصفات التي لم ترد في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان ابن بونا يدعو إلى الاعتدال في كل الأمور ويرى أن العالم هو المتوسط في كل شيء يقول:

وَلاَ تَكُن فِي الاِتِّبَاعِ مُفْرِطاً

وَلاَ مُفَرِّطاً وَلكِن أَقْسطَا

وَالْعاِلمُ اَلَّذِي فِي الأشيا يُقْسِط

وَالجَاهِلُ المفْرط وَالمُفَرِّطُ

وكان ابن بونا من أكثر علماء شنقيط اشتغالاً بعلم المنطق، وحاول أن يحسم الخلاف الموجود بين أهل العلم في جواز تعلمه والاشتغال به – وذلك لصالح الجواز فيرى أن المنطق الخالص من شوائب الشبه الفلسفية ليس فيه إلا النفع الخالص الذي لا يخالطه ضرر البتة. قال في نظمه للمنطق:

فَإِن تَقُلْ حَرَّمَهُ النَّوَاوِي

وَابْنُ الصَّلاَحِ وَالسُيُوطِي الرَّاوِي

وَخَصَّ بِالْمقَالَةِ الصَّحِيحَهْ

جَوَازَهُ لِكَامِلِ الْقريحَهْ

قُلْتُ نَرى الأقْواَل ذي المُخَالِفَهْ

مَحَلُّهَا مَا صَنَّف الْفَلاَسِفَه

أَمَّا الَّذي صَنَّفَهُ مَنْ أَسْلَمَا

لا بُدَّ أَنْ يُعْلَمَ عندَ الْعُلمَا

يشير إلى أن تعلم المنطق لرد الشبه فرض كفاية:

وَمَا بِهِ الرَّدُ عَلى أهْلِ الشُبَهْ

فَرْضُ كِفَايةٍ فتلك المَرتَبَهْ

ولا يستبعد العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي الجكني في كتابه "آداب البحث والمناظرة" هذا القول حين يقول: وقيل: إن القدر الذي يلزم لإبطال شبه خصوم الحق فرض كفاية وليس ببعيد (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=724495#_ftn16).

أما من الناحية الفقهية فإن ابن بونا، يمثل الفقهاء المتمسكين بالمذهب وبالفروع شأنه في ذلك شأن الكثيرين من معاصريه ويقول في هذا المعنى:

وَعَالِمُ الوَقْتِ إِذَا هُوَ اسْتَدلْ

بِالذِّكْرِ وَالْحَديثِ ضَلَّ وأَضَلْ (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=724495#_ftn17)

وموقفه هذا متَّفِق مع موقف كبار أصحابه. فالشيخ سيدي عبدالله (ت 1233هـ) وهو من كبار تلامذته يقول في مراقي السعود:

مَن لَّمْ يَكُن مُجْتهِداً فَالْعَمَلُ

مِنْهُ بمَعنَى النَّصِّ مِمَّا يُحْظَل (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=724495#_ftn18)

ويقول في موضع آخر:

والمُجمَعُ اْلَيْومَ عَلَيْهِ اْلأَرْبَعَهْ

وقَفْوُ غَيْرِهَا الْجميِعُ مَنعهْ

حَتَى يَجِىءَ الْفَاطِمِي الْمُجَدِّدُ

دينَ الهُدى لأَنَّهُ مُجْتَهِدُ (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=724495#_ftn19)

وظل هذا الاتجاه يشكل أغلبية في الأوساط الفقهية الشنقيطية ردحاً من الزمن مع أنه لم تَخْلُ فترة من وجود علماء يذهبون إلى وجوب الأخذ للأحكام من الكتاب والسنة عند القدرة على ذلك ومع مراعاة الضوابط المعروفة، وهو الاتجاه الذي تتبناه الأجيال الصاعدة من طلاب العلم في الوقت الحاضر.

أما من ناحية المعتقد فابن بونا أشعري متمرس مشتغل بنشر المذهب الأشعري مدافعا عنه معتبرا إياه مذهب الحق وقد اعتمد في نظمه الوسيلة على المذهب الأشعري وعلى كتب السنوسي خاصة يقول في مقدمة "الوسيلة":

نَظْماً حوى قَوَاعِدَ الشَّرِيفِ

مُحَمَّدِ السَّنُوسِي الظَّرِيِف

لخَّصْتُ فيه مَا حَوَتْهُ الصُّغْرى

مَعْ ضِمْنِ وُسْطَاهُ وَضِمْنِ الْكُبْرى

وهذا المذهب أيضاً هو الذي كان سائداً في الأوساط الشنقيطية مع وجود مدرسة سلفية في المعتقد يمثلها علماء ومدارس منتشرة في أنحاء البلاد ولها جذور عميقة في المجتمع.

مؤلفاته العلمية وبعض أشعاره (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=724495#_ftn20):

لقد ألف العلامة المختار بن بونا مؤلفات جليلة أغلبها في علم اللغة العربية والمنطق وعلم الكلام والأصول.

وهذه لائحة بمؤلفاته:

1ـ نظم جمع الجوامع المسمّى مبلغ المأمول يبلغ: خمسمائة وألف بيت يقول فيه:

سميته بمبلغ الْمَأْمُولِ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير