ـ ثانياً: محنض باب ابن عبيد الديماني (ت 1277هـ) مؤلف كتاب الميسر في الفقه وسلم الوصول إلى علم الأصول وغيرهما.
ـ ثالثاً: عبدالله بن الفقيه الطالب أحمد القلاوي (ت 1209) صاحب التآليف النافعة في شتى العلوم فقد أربت مؤلفاته على أربعين مؤلفا.
ـ رابعاً: حُرمة ابن عبدالجليل العلوي (ت 1243هـ): وهو من أجل تلامذته وأكثرهم علماً بالعربية، وكانت له اليد الطولى في كل العلوم اللغوية والشرعية وكان وفيا لشيخه محبا له معترفا بفضله وفيه يقول:
فأنت أبو عُذْرِ العَوِيصِ الَّذِي بِنَا
نَبَا كُلُّ فَهْمٍ دُونَهُ وتثلَّمَا
فَمَنْ سهَّل التَّسهِيل بَعْدَ صُعُوبَةٍ
وَمَن لَخَّصَ التَّلخِيصَ دُراً مُنَظَّماً
وأَغْنى عَنِ الشَّيْخ السَّنُوسِيِّ مَنطِقاً
وَعِلم كَلامٍ مَنْ يُرِيدُ تَكَلُّمَا
ـ خامساً: عبدالله بن الفاضل المعروف ببلا بن مكبد الشقروي وهو من مشاهير علماء اللغة وله كتاب في معاني القرآن الكريم (ت 1273هـ).
ـ سادساً: محمد بن حبيب الله المعروف بـ "المجيدري بن (حَبَّلَّ) اليعقوبي" (ت 1206 هـ) تقريباً وهو الذي جرت بينه معه المخاصمات الشهيرة.
ـ سابعاً: سيدي عبدالله بن الفاضل اليعقوبي (ت 1209 هـ) وهو الذي شذ من اليعقوبيين في مناصرتهم للمجيدري فقد ظل مناصراً لشيخه ورد على ابن عمه رداً عنيفاً.
ـ ثامنا: الشيخ فحفو واسمه عبدالرحمن بن المختار بن الحبيب المسومي: وهو من أكثر طلابه ملازمة له وكان يحظى بمنزلة عظيمة عنده وهو صاحب نكتة مستملحة، مع الجدية والاستقامة وتروى حكايات كثيرة دارت بينه وبين شيخه تدل على ارتفاع الكلفة بينهما والمحبة العميقة المتبادلة بينهما، وفي نهاية المطاف نال التلميذ من شيخه تزكية ثمينة وثناء عطراً، وذلك في بيتين على سبيل المداعبة وهما:
حَلَفْتُ بِرَبِّ الرَّاقِصَاتِ إلى ِمِني
لَقَدْ فَاقَ هَذا العَصْرَ كُلَّهمُ فَحْفُو
فَفَاقَهُمُ عِلْماً ونَحْوَاً دِرَاَيةً
وَزَادَ عَلى ذا أنَّه لَمْ يكُنُ يَحْفُو (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=724495#_ftn25)
المبحث السادس
خلافه مع بعض علماء عصره:
لقد وقعت معارك فكرية بين ابن بونا وبين بعض علماء عصره سببها بعض الخلافات في العقيدة والمنهج التربوي والفكري.
ومن أبرز هذه المعارك ما دار بينه وبين تلميذه المجيدري بن حَبَّل اليعقوبي الذي شنع عليه شيخه ورماه بالبدعة فيقول المجيدري:
لَوْ كُنتُ بِدْعِياً لَمَا كَانَ الصَّوابْ
عِندي اْلأَحَادِيثُ الصِّحَاحُ وَالكِتَابْ
وقد انتصرت للمجيدري قبيلته مع أنَّ اليعقوبيين قد تتلمذوا على ابن بونا فنصروا ابنهم على حساب شيخهم ولم يشذ من اليعقوبيين عن نصرة المجيدري غير سيدي عبدالله بن الفاضل ت1209هـ الذي ناصر شيخه بن بونا ورد على ابن عمه ردَّا عنيفاً ومما خاطب به المختار اليعقوبيين قوله:
فَلاَ تُنِكرُوني آلَ يَعْقُوبَ وَاذْكُروا
لَيَالِيَ أَجْلُومَا عَلَى النَّاس أَظْلَمَا
وَحين أُحَلِّي مِنكُمُ كُلَّ عَاطِل
بدُرِّى وَأَسْقى بَارِدي كُلَّ أهْيمَا ... إلخ
وهي قصيدة طويلة:
واستمر الصراع بين الفريقين حتَّى رماهم بأُحْجيته الشهيرة يعمهم فيها ويخص مولود ابن أحمد الجواد ت 1243هـ يقول في مطلعها:
أُحَاجيكَ هَذَا النُّوُر قلْ مَا وُجُودُهُ
بِقْلبِ الَّذِي يَتْلوُ وَيقرَأ بِالْفَمِ
حتّى يقول فيها:
عَنيدي إنْ حَاجَيْتُهُ وَأجَبْتُهُ
وَلَمْ يَدْرِ عني مَا أقُول وَيَفْهَمِ
فَمَا ذَا عَسى يَوْماً يُنَاظِرُني بِهِ
ويُجْعَلُ أَهْلاً أنْ يكوُن مُكَلِّمِي
وقد ألغزلهم هذا اللغز وقال لهم: إن أجبتموه كفرتم وإن سكتم غُلبْتُمْ
وأطالوا الشقاق ثم استسمحوه بعد ذلك وقالوا له:} تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ {فقَالَ لهم:} لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ {[يوسف: 91 - 92] (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=724495#_ftn26).
¥