ضعفه العراقي ايضاً وهو من الأحاديث التي حشرها بن أبي الدنيا في كتابه (الموت) وهذا الرجل سامحه الله مغرم بحشد الأحاديث الضعيفة والموضوعة!
5 - وقال الأوزاعي (بلغنا أن الميت يجد ألم الموت ما لم يبعث من قبره)!
قلت: الأوزاعي ذكر هذا ولم يسنده والرجل شامي وليس صحابياً ولا تابعياً
وتلك المقولة التي ذكرها الأوزاعي هي خرافة إسرائيلية رواها ابن أبي الدنيا عن كعب الأحبار! وكعب الأحبار استعمله معاوية للوعظ بمسجد دمشق!!
(يتبع).
وكذلك أحاديث موضوعة وآثار كثيرة جداً
الهدف منها تخويف الناس وليس معرفة الحقيقة
وهي تسيء لصفة رحمة الله عز وجل
فيذكرون شدة الموت في صور مخيفة لم ترد في كتاب ولا سنة
بل نصوصهما على رد ذلك\
ومن تلك الصور البشعة التي يوردها الوعاظ عن شدة الموت
والتهويل منه أنه:
1 - كألف ضربة بالسيف
2 - أو كسلخ الشاة حية!
3 - أو كسفود داخل قطن!
4 - أو كعصفور يقلى حياً!
5 - أو كنعجة تلقى من فوق جبل!
وغير ذلك من الآثار المكذوبة
التي لو استعرضتها لطال المقام.
أبداً
كل هذه الصور غير صحيحة
نعم قد تكون بعض حالات الحياة
أو المرض مؤلمة
ويكون لصاحبها الأجر
أما أن يكون الموت من حيث هو موت
له الصور السابقة أو بعضها فهذا باطل
فكم سمعنا من رجل يصلي ثم يعود لفراشه ويموت فجأة مبتسماًُ
(يا أيتها النفس المطمئة ارجعي إلى ربك راضية مرضية ... ).
ومن الأحاديث المشهورة الضعيفة
(اللهم أعني على سكرات الموت)!!
وهذا حديث ضعيف رواه الترمذي
في إسناده موسى بن سرجس
لم يوثقه أحد
وإنما اللفظ الصحيح للحديث
(إن للموت سكرات)
ومعنى السكرات هنا الغيبوبة مشتقة من السكر
وهي الحالة التي تعرض من غياب العقل عن بعض المشاهدات
ليس لها ألم وإنما هي كالنعاس
نعم الجسد يكون متعباً
لكن السكرة نفسها ليس لها ألم.
والدليل على ذلك
أن بعض الناس ينام فيموت وهو نائم
ولو كان للسكرة ألم لقام من نومه ثم تألم ثم مات!
ومن الأحاديث التي يستدلون بها في غير معناها
حديث ابن مسعود
أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال
(يارسول الله إنك توعك وعكاً شديداً، فقال: أجل إني أوعك كما يوعك الرجلان منكم).
والوعك في اللغة يعني الحَر
ومعنى الحديث أن الحمى اشتدت برسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذا لا دخل له بتلك القصص التي ينشرونها عن (شدة الموت)
هذه حمى شديدة فقط.
ومن الأحاديث الصحيحة المخالفة لما يذكره الوعاظ
حديث البخاري ( ... المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله تعالى وكرامته فليس شيء احب إليه مما أمامه)
هذا في صحيح البخاري
وهو قبل الموت
وهذا دليل على أنه ما يتبع هذا لا عذاب فيه
ولا ألم موت كما يصورونه من تلك الأهوال
فالمؤمن عندما يبشر يكون كل شيء سيأتي عليه محبوباُ
من موت وقبر وبعث ... الخ.
وحديث آخر في البخاري
(مستريح ومستراح منه)
فالمؤمن بالموت مستريح
والكافر والظالم مستراح منه
فالموت راحة للمؤمن
من شغب الدنيا ومتاعبها
وليس كما يصوره الوعاظ
من تلك الصور المقززة التي يعذبون بها الناس نفسياً!
قبل الحساب!
ما بعد الموت
هو برزخ إلى يوم البعث
وما يمسى (عذاب القبر ونعيمه)
إنما أضيف إلى القبر لأن القبر هو الغالب
وإلا فبعض الناس يموتون في البحر
أو يلتهمهم السبع
أو يصيبهم حريق ...
فأين القبر هنا؟
إنما هو برزخ
والدليل قوله تعالى
(ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون).
لكن بما أن أغلب الناس يقبرون سمي (نعيم القبر وعذابه)
والصواب (نعيم البرزخ وعذابه)
أو لنقل أن هذا اللفظ الأدق
وهو اللفظ القرآني
وهو أشمل
لمن قبر
ومن لم يقبر.
وهو الذي أؤمن به
أعني
أؤمن بنعيم البرزخ وعذابه
كما سيأتي بيانه
أما دليلي:
1 - من القرآن سبق (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون).
2 - من السنة (إذا حضر المؤمن أتته ملائكة الرحمة ... فيقولون: اخرجي راضية مرضية عنك إلى روح وريحان ورب غير غضبان فتخرج كأطيب ريح مسك .... ) ثم ذكر الحديث صعودها إلى السماء وتساؤل الملائكة عن هذه الروح الطيبة.
وأن الكافر تقول له الملائكة (اخرجي ساخطة مسخوطة عليك إلى عذاب الله ... فتخرج كأنتن ريح)
فهذا نعيم البرزخ وعذابه
وهذا الحديث رواه النسائي بسند صحيح
ولا يعارضه معارض
وأفضل من هذا الحديث
قوله تعالى
((فلولا إذ بلغت الحلقوم
وأنتم حينئذ تنظرون
¥