[الدرس الأول في سنن أبي داود وبلوغ المرام للشيخ أحمد العتيق]
ـ[نادر]ــــــــ[13 - 07 - 03, 04:51 ص]ـ
الحمدلله رب العلمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
هذا هو الدرس الأول للشيخ أحمد العتيق, في كتابي: (سنن أبي داود, وبلوغ المرام): أما درس سنن أبي داود فقد بدأ به في الدورة المكثفة التي أقيمت في جامع الوكيل بحائل, وإمامه الداعية: محمد النونان وفقه الله. وقد وصل في الشرح أثناء الدورة إلى الحديث رقم (50) ثم ضُمَّ الدرس بعد ذلك ضمن الدروس الأسبوعية في مسجد المهوس, وما زال الشيخ يشرح فيه, وما سننزله في هذا الملتقى إنما هو تفريغ الطلاب من الأشرطة.
وأما درس بلوغ المرام فقد بدأبه قبل أكثر من ثلاث سنين وانتهى الآن من فقه العبادات وسيبدأ بكتاب البيوع. وميزة درس البلوغ أنه مُراجع من قِبَل الشيخ بخلاف السنن.
سنن أبي داود
? مؤلفه:
سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشر بن شداد بن عمرو الأزدي, من قبيلة الأزد, وهو من سجستان, إقليم مجاور للهند ينسب إليه رحمه الله, ويقال السجستاني. كنيته أبو داود, وهو شيخ السنة في زمانه, وإمام من أئمة السنة, وعلم من أعلامها، ولد في أول القرن الثالث سنة اثنين ومائتين, ونشأ في طلب العلم منذ نعومة أظفاره, حتى إنه بدأ يكتب الحديث ويحفظه وهو طفل صغير, وابتدأ في الرحلة في طلب الحديث قبل العشرين، رحل إلى البصرة, والكوفة, وبغداد, والحجاز, ومصر, وخرسان, ودمشق, وحلب, وسمع من كبار الحفاظ في زمانه, كأحمد بن حنبل, وعلي بن المديني, ويحيى بن معين, وعبدالله بن مسلمة القعنبي, وسليمان بن حرب, وأبي داود الطيالسي, ومسلم بن إبراهيم وجماعة من الحفاظ الكبار, وتتلمذ عليه كبار المحدثين الذين عاصروه وجاؤوا بعده, كالترمذي, والنسائي, وابن أبي الدنيا صاحب المؤلفات الكثيرة, وأبي عوانة صاحب المستخرج, وتتلمذ عليه ابنه عبدالله, وشاركه ابنه في الرحلة في طلب العلم وهو ابن عشر سنين, حيث كان السلف يهتمون بأبنائهم الصغار, ويحثونهم على حفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والإمام أبو داود مشهور بالعلم, والفقه, والزهد, والورع, والإتقان, وكان يُشَبَّه بالإمام أحمد رحمه الله, وأثنى عليه جماعة من العلماء الكبار. والكبارُ إذا أثنوا على رجل فليُعلم أنه كبير.
فابن حبان يقول: أبو داود أحد أئمة الدنيا حفظاً, وورعاً, ونسكاً, وإتقاناً.
ويقول أبو عبدالله الحاكم صاحب المستدرك: أبو داود إمام أهل الحديث في عصره دون مدافعة.
ويقول أبو عبدالله بن منده: انتهى التخريج والتمييز بين الثابت, والمعلوم, والصحيح, والضعيف, إلى أربعة: البخاري, ومسلم, وبعدهما أبو داود, والنسائي.
وفاته: توفي رحمه الله سنة خمس وسبعين ومائتين.
مؤلفاته:
1ـ كتاب السنن.
2ـ كتاب المراسيل.
3ـ مسائل الإمام أحمد في الفقه.
4ـ سؤالات الإمام أبي داود الإمام أحمد في علم الرجال.
5ـ كتاب الزهد.
6ـ رسالة أبي داود إلى أهل مكة في وصف سننه, ينبغي قراءتها لأهميتها.
وله مؤلفات في حكم المفقود ذكرها المِزِّي في تهذيب الكمال في ترجمته لأبي داود رحمه الله.
قال أبو داود رحمه الله: كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, خمسمائة ألف حديث, انتخبت منها أربعة آلاف وثمان مائة حديث، ضمَّنْتُها هذا الكتاب (يعني السنن) وقصده الأحاديث المسندة, وإلا فالأحاديث المرسلة في السنن قرابة ستمائة حديث.
قال: منها الصحيح وما يشبهه وما يقاربه.
? درجات الأحاديث في سنن أبي داود:
الدرجة الأولى: ما وافق فيه الشيخين البخاري ومسلم, وهذا يبلغ نصف الكتاب, كما قال ذلك الذهبي.
الدرجة الثانية: ما وافق فيها أحد الشيخين.
الدرجة الثالثة: ما لم يخرجه الشيخان, ولكنه جاء بإسناد جيد متصل سالم من الشذوذ والعلة, وهذا يعتبر من الأحاديث الصحيحة.
وهذه الدرجات الثلاث, كلها صحيحة مما يدل على أن أكثر سنن أبي داود صحيح.
الدرجة الرابعة: ما ورد من وجهين فيهما لين, أو أكثر من وجهين, ولكن يشد بعضها بعضاً, وهذا هو الحديث الحسن لغيره في اصطلاح المتأخرين, وهذا أيضاً حديث صحيح مقبول يجب العمل به.
¥