تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2ـ وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الماء طهور لا ينجسه شيء " أخرجه الثلاثة وصححه أحمد. الحديث صحيح. رواه المذكورون من طريق أبي أسامة عن الوليد بن كثير عن محمد بن كعب عن عبيد الله بن عبد الله بن رافع بن خديج عن أبي سعيد الخدري قال: قيل يا رسول الله أنتوضأ من بئر بضاعة، وهي بئر يلقى فيها الحِيَض ولحوم الكلاب والنتن؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم … فذكره " قال الترمذي رحمه الله: هذا حديث حسن، وقد جود أبو أسامة هذا الحديث فلم يروي أحد حديث أبي سعيد في بئر بضاعة أحسن مما روى أبو أسامة، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي سعيد. أنتهى. وأبو أسامة هو حماد بن أسامة القرشي. قال ابن الملقن في البدر المنير بعد تخريجه للحديث " وقال الإمام أحمد: هذا حديث صحيح نقله الحافظ جمال الدين المزي في تهذيبه وغيره عنه. وقال النووي في كلامه على سنن أبي داود: صححه يحيى بن معين والحاكم وآخرون من الأئمة الحفاظ. انتهى.

وبحث هذا الحديث مستوفى في البدر المنير لابن الملقن رحمه الله وقد صحح الحديث. وقال الشيخ ناصر الألباني في الإرواء 1/ 14: رجال اسناده ثقات رجال الشيخين غير عبيدالله بن عبد الله بن رافع وقال بعضهم عبد الرحمن بن رافع وهو وهم كما قال البخاري وعبيد الله هذا مجهول الحال لم يوثقه أحد غير ابن حبان وقد روى عنه جماعة وقال الحافظ مستور. وللحديث شاهد عند الدارقطني عن سهل بن سعد. وله شاهد آخر عند أحمد وابن خزيمة عن ابن عباس قال أبو داود بعد هذا الحديث: سمعت قتيبة بن سعيد قال: سألت قيم بئر بضاعة عن عمقها قال: أكثر ما يكون فيها الماء إلى العانة. قلت فإذا نقص؟ قال: دون العورة. وقال أبو داود بعد هذا الحديث: وقدّرت أنا بئر بضاعة بردائي مددته عليها ثم ذرعته فإذا عرضها ستة أذرع، وسألت الذي فتح لي باب البستان فأدخلني إليه، هل غُيِّر بناؤها عما كانت عليه؟ قال: لا, ورأيت فيها ماءً متغير اللون. انتهى. وبئر بضاعة: قال صاحب عون المعبود: أهل اللغة يضمون ويكسرونها. والمحفوظ في الحديث الضم كذا في المفاتيح. وقال في البدر المنير بضاعة: قيل: هو اسم لصاحب البئر, وقيل: اسم لموضعها … والحِيَض: بكسر الحاء جمع حيضة وهي الخرقة التي تستعملها المرأة في دم الحيض. والنتن: هو الشيء الذي له رائة كريهة. قال في عون المعبود: قال الإمام الحافظ الخطابي " قد يتوهم كثير من الناس إذا سمع هذا الحديث أن هذا كان منهم عادة (1)، وأنهم كانوا يأتون هذا الفعل قصداً وتعمداً، وهذا مما لا يجوز أن يُظن بذمي بل بوثني فضلاً عن مسلم، فلم يزل من عادة الناس قديماً وحديثاً مسلمهم وكافرهم، تنزيه المياه وصونها من النجاسات فكيف يُظن بأهل ذلك الزمان وهم أعلى طبقات أهل الدين وأفضل جماعة المسلمين، والماء ببلادهم أعز والحاجة إليه أمس، أن يكون هذا صنعهم بالماء، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من تغوط في موارد الماء ومشارعه، فكيف من اتخذ عيون الماء ومنابعه رصداً للأنجاس ومطرحاً للأقذار، ولايجوز فيهم مثل هذا الظن ولا يليق بهم، وإنما كان ذلك من أجل أن هذا (2) البئر موضعها في حدور من الأرض، وأن السيول كانت تكشح هذه الأقذار من الطرق والأفنية وتحملها وتلقيها فيها، وكان لكثرته لا يؤثر فيه هذه الأشياء ولا تغيره، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شأنها ليعلموا حكمها في النجاسة والطهارة. انتهى. وأورد المؤلف رحمه الله هذا الحديث في باب المياه لبيان أن الأصل في الماء الطهارة فلا ينجسه شيء إلا بالتغير كما سيأتي.

3ـ وعن أبي أمامه الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الماء لاينجسه شيئ , إلا ماغلب على ريحه وطعمه ولونه". أخرجه ابن ماجه, وضعفه أبو حاتم.

4ـ وللبيهقي:" الماء طاهر إلا إن تغير ريحه, أو طعمه, أو لونه, بنجاسة تحدث فيه".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير