تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أحوال المحتضر]

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[02 - 04 - 06, 08:19 م]ـ

تأليف:

محمد عبد العزيز أحمد العلي

دراسة وتحقيق:

الناشر:

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

السنة السادسة والثلاثون العدد الرابع والعشرون بعد المائة - 1424هـ.

عدد المجلدات:

[1]

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[02 - 04 - 06, 08:20 م]ـ

المقدمة

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

أما بعد ..

فإن معرفة الاحتضار ودراسة أحوال المحتضر، الثابتة في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، من أصول الإيمان عند أهل السنة والجماعة، التي بمعرفتها والإيمان بها يحصل صلاح الباطن المترتب عليه صلاح الظاهر واستقامة السلوك، وقد لحظت خلو المكتبة الإسلامية من كتاب يحقق أحوال المحتضر، فيثبت ما ثبت في النصوص الشرعية، ويترك ما لم يثبت في مصدري التلقي، فلم تفرد ـ حسب علمي ـ أحوال المحتضر، مع أهميتها العقدية والشرعية، في كتابة مستقلة محققة، وإنما وجدت منثورة في بعض الكتب التي تحدثت عن الموت واليوم الآخر، ودون تحقيق وتمحيص، يثبت ما أثبته الشارع من تلك الأحوال، ويستبعد ما يذكره بعض الوعاظ والقصاص من الأمور التي ليس لها سند من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ولذا عقدت العزم على جمع مسائل هذا الأمر العظيم، وتحقيقها، إسهاماً في نشر عقيدة أهل السنة والجماعة، وزيادة في نشر العلم الشرعي، وعظة وعبرة لأولي الألباب.

وقد بدأت هذا البحث بمقدمة ذكرت فيها أهمية الموضوع وأسباب اختياره إجمالاً، ثم كتبت تمهيداً عرفت فيه بألفاظ الاحتضار والموت والوفاة، وبينت فيه أن الموت حق لازم لكل مخلوق.

وبعد ذلك قسّمت البحث إلى عشرة مباحث.

تحدثت في المبحث الأول عن سكرات الموت وغمراته، وجعلته في ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: في تعريف السكرات والغمرات.

المطلب الثاني: في الأدلة من الكتاب والسنة على سكرات الموت وأقوال بعض أهل العلم في ذلك.

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[02 - 04 - 06, 08:21 م]ـ

المطلب الثالث: بيان أن سكرات الموت تحصل لكل المخلوقات، وأنها تختلف في درجة الإحساس بها.

المبحث الثاني: تحدثت فيه عن وصف حال توفي الملائكة الكفار.

المبحث الثالث: كتبت فيه عن حضور الملائكة مع ملك الموت لقبض الروح وتبشيرهم المحتضر، وفيه ثلاثة مطالب.

المطلب الأول: ذكرت فيه أن مع ملك الموت ملائكة يعاونونه في قبض الروح.

المطلب الثاني: بيان بشارة الملائكة المؤمن برضوان الله ورحمته، وفرحه بذلك.

المطلب الثالث: بيان بشارة الملائكة الكافر بالعذاب.

المبحث الرابع: تحدثت فيه عن انقطاع التوبة بحضور الموت.

المبحث الخامس: بينت فيه أن العبد يطلب الرجعة إلى الدنيا عند الاحتضار.

المبحث السادس: تكلمت فيه عن حضور الشيطان عند العبد لإغوائه عند الاحتضار.

المبحث السابع: ذكرت فيه مشروعية تلقين المحتضر: لا إله إلا الله وقول الخير عنده.

المبحث الثامن: تحدثت فيه عن وجوب إحسان الظن بالله تعالى وبخاصة عند الموت.

المبحث التاسع: تحدثت فيه عن تخيير الأنبياء بين الحياة والموت.

المبحث العاشر: بينت فيه أن الأعمال بالخواتيم، وفيه ثلاثة مطالب.

المطلب الأول: الأدلة على أن الأعمال بالخواتيم.

المطلب الثاني: حسن الخاتمة وأبرز علاماتها.

المطلب الثالث: سوء الخاتمة وأبرز أسبابها.

ثم ختمت هذا البحث بخاتمة ذكرت فيها خلاصته وأهم فوائده إجمالاً.

أسال الله إخلاص النية وصلاح العمل

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[02 - 04 - 06, 08:22 م]ـ

المطلب الأول: تعريف السكرات والغمرات

المبحث الأول: سكرات الموت وغمراته

المطلب الأول: تعريف السكرات والغمرات

أولا. تعريف السكرات:

السكرات جمع سَكْرة، مأخوذة من الفعل سَكِرَ يَسْكَرُ سُكْراً وسُكُراً وسَكْراً وسَكِراً وسَكَرَاناً فهو سَكِرٌ وسَكْرانُ، والأنثى سَكِرَةٌ وسَكْرَى وسَكْرَانةٌ، والجمع سُكَارَى وسَكَارَى وسَكْرَى.

والسَّكْرَانُ: خلاف الصاحي، والسُّكْرُ: نقيض الصَّحْوِ، وقولهم: ذهب بين الصحوة والسكرة إنما هو بين أن يعقل ولا يعقل.

وسكرة الموت: شدّته، وسكرة الميت غشيته التي تدل الإنسان على أنه ميّت1. قال الراغب الأصفهاني ت 502?:

“السكر حالة تعرض بين المرء وعقله، وأكثر ما يستعمل في الشراب المسكر، ويطلق في الغضب والعشق والألم والنعاس، والغشي الناشئ عن الألم وهو المراد هنا”2.

فالمراد بالسكرات، إذن، شدائد الموت وأهواله وكربه التي تصيب المحتضر، بسبب نزع الروح.

ثانيا. تعريف الغمرات

الغمرات جمع غَمْرَة، وهي الشدة، وغَمْرةُ كل شيء: مُنْهَمَكه وشدّته، كغمرة الهم والموت ونحوهما، وغَمَراتُ الحرب والموت وغِمَارُها: شدائدها.

وأصل الغَمْر: الماء الكثير، يقال: ماء غَمْر، أي: كثيرٌ مُغرِّق بيّن الغُمورة،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

1 انظر لسان العرب 2/ 170، 171.

2 انظر مفردات القرآن ص236، وفتح الباري شرح صحيح البخاري 11/ 362.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير