تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والسيارات والراديو وسائر المخترعات في الإبتداع في الدين،الذي هو ضلال، وليس منه بناء الربط التي هي المساجد أن سلمت من البدع، وأحكامها معروفة، وكذلك تأليف الكتب وطبعها،الذي هو من صميم الدين الآمر بتعليم العلم وتبليغ الدين الواجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، والأمر بالمقاصد أمر بالوسائل،ومن التخليط في الموضوع عدم الفرق بين المناهي الشرعية والإبتداع، فإن ما ورد النهي عنه لا يدخل في البدعة،لأنها الحدث المخترع في الدين، وهذا واضح، ومن لم يفرق بينهما،وقع في الخلط الدال على عدم المعرفة كما تراه عند الشيخ علي محفوظ في كتابه الإبداع،وفي قول عبد المجيد التركي الذي وصفه الفقيه بالمحقق! وهو لا في العير ولا في النفير،وليس من التحقيق في شيء، ومثله ما قرره ابن حجر الهيتمي الشلفعي المتأخر في فتحه المبين، من القول بالبدعة الحسنة، وأقرب منه إلى الصواب النووي وشيخه أبو شامة،في كتابه: الباعث على إنكار البدع الحوادث، وإن كان لهما تخليط واضطراب في المسألة نشأ من سوء الفهم كما قلنا، والنووي خلافا لأصله،قرر بدعية قراءة القرآن جماعة بصوت واحد، وذكر محاذير في كتابه المفيد التبيان لآداب حملة القرآن، كما أنه وشيخه أبا شامة استنكر "صلاة الرغائب "ونحوها من الصلوات والأدعية المبتدعة،والقيام في ليلة عرفة مع أنها داخلة في عموم الذكر،وقد قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا، وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحث على عموم الذكر ما هو معروف، وفي الحديث الصحيح:"الصلاة خير موضوع"،فلا ينبغي إنكارها، وهي داخلة في الأمر العام،وهذا ما كنا استنكرناه على الغماريين خصوصا الشيخ عبد الله بن الصديق مؤلف إتقان الصنعة قي أحكام البدعة، الذين تمسكوا ببعض الأوضاع في زاويتهم بدعوى الحفاظ على السنة والوارد، كما فعلوا بصلاة الجمعة في زاويتهم،وأجازوا بدعا كثيرا فيها، منها الذكر جهرا عقب الصلاة بصيغ وأعداد مبتدعة، والذكر بالألحان عقب الأذان،والتهليل قبيل الفجر،وقراءة أحزاب

الشادلي، وممارسة الرقص والغناء بالطبل وآلات الطرب بدعوى أنها داخلة في البدعة الحسنة، وتشهد لها الأصول!!! وهكذا يفضي الأمر بهؤلاء إلى العبث بالدعاء، واتباع الهوى،نسأل الله العافية.

ومن العجائب: اعتماد الفقيه وفقه الله نقد حسن إسماعيل الشافعي لروايات أثر ابن مسعود رضي الله عنه،وهو شجى في حلوق المبتدعة،وحكم بضعفه، وهو نكرة غير مقصودة، والمرجع في مثل هذا إلى المحدثين المتخصصين،وأثر ابن مسعود منارة يهتدي بها من أراد الله تعالى هدايته،لما اشتمل عليه من حقائق وقواعد، ومن تمام الفائدة ذكره بتمامه سندا ومتنا.

قال الإمام الحافظ أبو محمد عبد الله الدارمي في مسنده المسمى سنن الدارمي

الذي هو أحق وأولى بعده من الكتب الستة، بدلا من سنن ابن ماجه التي لا تدانيه صحة وموضوعا وترتيبا كما قال كثير من العلماء، في باب كراهة أخذ الرأي:

أ خبرنا الحكم بن المبارك ,أنبأنا عمر بن يحيى، قال سمعت أبي يحدث عن أبيه قال:" كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قبل صلاة الغداة،فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد، فجاءنا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه،فقال: أخرج إليكم أبو عبد الرحمن؟ فقلنا:لا، بعد، فجلس معنا حتى خرج،فلما خرج قمنا إليه جميعا، فقال له لأبو موسى: يا أبا عبد الرحمن، لقد رأيت في المسجد أمرا فأنكرته ولم أرى والحمد لله إلا خيرا، قال:فما هو؟

فقال أن عشت فستراه،قال: رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة، في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصا، فيقول كبروا مائة، قال: فماذا قلت لهم؟ قال ما قلت شيء انتظار رأيك، أو انتظار أمرك،قال أفلا أمرتهمأن يعدوا سيئاتهم، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء، ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق، فوقف عليهم فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا:يا أبا عبد الرحمن حصى نعد بها التكبير والتهليل والتسبيح، قال: فعدوا سيئاتكم، فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء، ويحكم يأمة أمة محمد، ما أسرع هلكتكم، هؤلاء صحابة نبيكم متوافرن، وهذه ثيابه لم تبل، وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير