تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تحقيق نسبة مختصر أحاديث الأحكام لابن المبرد]

ـ[حازم الحنبلي]ــــــــ[05 - 04 - 06, 10:26 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، وبعد: فقد سررتُ بكتاب «مختصر أحاديث الأحكام» لأبي المحاسن: يوسف بن حسن ابن عبد الهادي الشهير بابن المِبْرَدِ المتوفى سنة 909هـ، الذي رفعه إلى الملتقى أبو يعلى البيضاوي ـ وفقه الله ـ.

وما إن أخذتُ بتقليب ترجمة ابن المِبْرَدِ في أكثر من مصدر، لأحقق صحة نسبة الكتاب إلى ابن المِبْرَدِ، حتى بدأت فرحتي تتلاشى شيئاً فشيئاً، إذ لا ذكر لهذا الكتاب ـ أي بهذا العنوان ـ في مصنفات ابن المِبْرَد؟

ثم بدأ سروري يعود عندما وقع نظري على عنوان كتاب مشهور النسبة إلى ابن المِبْرَد، وهو: «الصوت المسمع في تخريج أحاديث المقنع».

فقلتُ: لعل هذا هو ذاك.

فقرأت مقدمة «مختصر أحاديث الأحكام» فإذا هو يقول: «فهذا كتاب مختصر فيه جملة من أحاديث الأحكام في الحلال والحرام، ألَّفتُه من أحاديث المسند للإمام، والصحيحين، والسنن الأربعة للأئمة الأعلام، وغيرها من كتب المحدثين حفاظ الإسلام.

وجعلتُه مبوَّباً على أبواب الفقه؛ ليسهل تناوله على من أراد ذلك أو رام، وقرَّبتُه من أبواب كتاب المقنع في الفقه؛ لينتفع به من أراده من جميع الأنام» اهـ.

والشاهد ما تحته خط , فإنه يدل على أن هذا الكتاب هو نفسه «الصوت المسمع في تخريج أحاديث المقنع». ويؤكِّدُ ذلك: أن هذا الكتاب ـ أي الصوت المسمع ـ ليس على شاكلة كتب التخريج، وإنما على شاكلة كتب أحاديث الأحكام؛ لأن كتاب «المقنع في الفقه» ليس إلا متناً فقهياً خالياً من الأدلة كما يعرفه من له أدنى معرفة من العلم؛ فهو مثل كتاب: «الانتصار في الحديث على أبواب المقنع» أو «كفاية المستقنع لأدلة المقنع» لأبي المحاسن يوسف بن محمد المرداوي المتوفى سنة 769هـ، وكتاب: «المطلع في الأحكام على أبواب المقنع» لابن عبيدان المتوفى 734هـ، فـ «كلاهما على شاكلة كتب أحاديث الأحكام، لكنهما جريا في ترتيب الكتب والأبواب على نمط: المقنع» [المدخل المفصل: 2/ 734]، ونحوها كتاب الحافظ ابن كثير: «إرشاد الفقيه إلى أدلة التنبيه».

أقول: هذا الرأي الذي ارتأيته اجتهاد شخصي، فمن كان عنده زيادة علم بخصوص هذا الكتاب، فليتحفنا بها، دون تردد، فالكتاب مهم.

وتتجلى أهميته بهذه الأمور:

1ـ أنه كتاب حديثي؛ اجتهد مصنفه في بيان درجة الأحاديث من الصحة أو الضعف.

2ـ أنَّ فيه خدمة لكتاب المقنع في الفقه، الذي يعتبر عمدة الحنابلة المتأخرين.

3ـ أنه يمثل الحنابلة.

4ـ أن مصنفه هو العلامة ابن المِبْرَدِ، وكفى.

والحمد لله رب العالمين.

ـ[حازم الحنبلي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 09:52 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

استدراك

وقعتُ في خطأِ نسبة كتاب «مختصر أحاديث الأحكام» إلى ابن المِبْرَدِ اعتماداً في بادىء الأمر على ما ذكره أبو يعلى البيضاوي في بيانات الكتاب حيث قال: «هذه تحفة نفيسة من تحف المكتبة الازهرية ـ حفظها الله ـ وهي مخطوطة كتاب مختصر [أحاديث] الأحكام للشيخ العلامة يوسف بن عبد الهادي الحنبلي المشهور بابن المبرد صاحب التصانيف الكثيرة المتوفى رحمه الله سنة 909هـ» اهـ

وبناءً على ذلك أخذت في إثبات نسبة الكتاب إلى المِبْرَدِ، وأنه في حقيقة الأمر نفس كتابه المشهور «الصوت المسمع في تخريج أحاديث المقنع».

ثم بعد ذلك كنت أقرأ في «الجوهر المنضد» لابن المِبْرَدِ: (ص/177) في ترجمة أبي المحاسن جمال الدين يوسف بن محمد بن عبد الله المقدسي المرداوي الحنبلي قاضي القضاة المتوفى سنة 769 هـ صاحب كتاب «الانتصار في الحديث على أبواب المقنع»، فوقع نظري على ما نصه: «وله كتاب «مختصر محرر شمس الدين ابن عبد الهادي» ... ذكره الذهبي في «المعجم المختص» وقال: .... وجمع كتاباً في «أحاديث الأحكام» حسناً يشبه «المحرر» لابن الهادي» اهـ.

ثم علق محققه الشيخ عبد الرحمن العثيمين في الحاشية: «وكتابه يوجد في الأزهرية بعنوان «مختصر أحاديث الأحكام» تحت رقم 255» اهـ.

فقلتُ: لعل هذا وهم من المحقق، وفي الفور رجعتُ إلى غلاف المخطوط لأحقق الاسم وأطابق بينهما؛ فإذا الكتاب من «تأليف الشيخ الإمام العالم العلامة شيخ الإسلام قاضي القضاة جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن محمد بن عبد الله المقدسي تغمده الله برحمته»

وهذا يعني صدق ما قاله الشيخ عبد الرحمن العثيمين؛ إذ أن نسب ابن المِبْرَد غير هذا؟ فهو يوسف بن الحسن بن أحمد بن حسن بن عبد الهادي!؟

وإنما أتيتُ ـ كما ذكرتُ ـ من قِبَلِ البيضاوي!! وجلَّ من لا يسهو، وإن كبا القلم جاء الاستدراك والتصحيح ماحياً لهفوته.

وخلاصة القول: أن هذا الكتاب هو مختصر «المحرر في الحديث» لابن عبد الهادي، أو يشبه «المحرر» على قول الذهبي، مؤلفه هو صاحب كتاب (الانتصار في الحديث على أبواب المقنع)، والحمد لله رب العالمين.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير