تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فروق النسخ أثناء التحقيق.]

ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[04 - 10 - 10, 08:14 م]ـ

الحديث عن فروق النسخ لإخراج النص يحتاج إلى شرح مفصل، وبالبدء لابد من الإشارة إلى طرائق التحقيق ليتم بعد ذلك الدخول في الفروق. كتبت هذا لتتم المذاكرة مع إخواني بما ينفع ويفيد .... والله المستعان.

أنواع التحقيق من حيث النسخ:

1 ـ التحقيق بالتلفيق.

2 ـ التحقيق على نسخة وحيدة.

3 ـ التحقيق على نسخة واحدة.

4 ـ التحقيق على عدة نسخ يسيرة.

5 ـ التحقيق على عدة نسخ بنظام الفئات أو المجموعات أو العوائل.

الشرح من غير تفصيل:

1 ـ التحقيق بطريقة التلفيق: من لفق الثوب يلفقه أي ضم شقة إلى أخرى فخاطهما. والمشتهر عن التلفيق المعنى السلبي وهو هنا غير مراد.

وإنما المراد بالتحقيق على طريقة التلفيق هي أن يكون لديك أكثر من نسخة فلا تستطيع أن ترجح الأم لتقارب النسخ من بعضهما في المستوى فتكتب السطر وما نقص من سقط أو تصحيف أو تحريف تعدله من النسخ الأخرى في المتن مع استحضار مراد المؤلف من غير ذكر الفروق بتاتا في الحاشية.

ويبدو لي والله أعلم أن أسلوب التحقيق على طريقة التلفيق بدأ ينقرض إلا بعض الأعمال التجارية الصرفة التي لازالت تمارس التلفيق فأصبحت أعمالهم بمعنى التلفيق السلبي.

2 ـ التحقيق على نسخة وحيدة: وهذا لا يناسب إلا المنتهي في علم التحقيق ويراد بالوحيدة هي التي لا ثان لها في العالم بحسب البحث وبذل الطاقة، والوحيدة في العالم تختلف من حيث الإقدام وعدمه فبعض المخطوطات كتبت بخط واضح وجميل وكاملة وخالية من التصحيف والتحريف وهي وحيدة، فهذه من نعم الله على المحقق.

أما إن كانت ناقصة أو مخرومة أو فيها أي شكل من أشكال العيب، فإن المحقق مهما كان حاذقا فهو في موقف لا يحسد عليه، وربما احتاج إلى أن يقابل النص بمنقولات المؤلف ومن نقل من المؤلف وخلاف ذلك مما يشبه الترقيع في العمل. ومع هذا لا يوفق إلى الضبط والإتقان الذي يريده مؤلف النص.

3 ـ التحقيق على نسخة واحدة: وهذا بحسب الحالة:

أ ـ حالة مشروعة ومبررة: أن تكون نسخة بخط المؤلف؛ فيكتفى بها إن كانت واضحة وخالية من العيوب ولو قابل على نسخة أخرى للتأكد كان أولى من غير ذكر الأخرى.

ب ـ حالة غير مشروعة مهما كان التبرير: أن تكون نسخة واحدة واضحة فيما يبدو للمحقق ولم يجلب النسخ الأخرى فهذا سيكون وبال على المحقق بسبب تكاسله والعجلة وكأن مثل هذا الأمر مشتهر عند الأخوة المغاربة وبعض المستشرقين.

ج ـ حالة مشروعة ومبررة نسبيا: وهي أن يكون للكتاب نسخة مخطوطة ونسخة مطبوعة وفي هذه الحالة تسمى المطبوعة نسخة أخرى تجوزا وإلا فإنها ليست نسخة أخرى على الحقيقة، أما إن كانت النسخة المطبوعة سقيمة فلا تعتبر ولا يعتد بها في المقابلة للترجيح.

4 ـ التحقيق على عدة نسخ يسيرة: وهذا هو الذي يجعل العمل متوازنا والمعيار في عدد النسخ قلة وكثرة هو مدى صحة النص وموافقته لمؤلفه، فلو قيل لك بأن الكتاب هذا نسخه في العالم ثمان فإنك تنظر في فهارس هذه الثمان لتطالع الوصف وتحدد الذي يُعنى به أولا ثم تجلب الكاملة وتبدأ بالنسخ لتستفيد من الوقت أثناء وصول باقي النسخ وبعد حضور كل ما يناسبك من النسخ تبدأ بمسألة الترجيح أيها يكون أصلا، فلكل حقل مثلا نقطة تبدأ بمسألة الأقدمية وتجعل أقدمها لها نقطة ثم تبدأ بمسألة الكمال وتجعل الكاملة منها تحصل على نقطة والمصححة والمقابلة لها نقطة والواضحة لها نقطة وهكذا فإذا انتهيت من تجميع النقاط تتضح لك معالم الترجيح، ومسألة النقاط عندما يكون المحقق بين نسخ المخطوطة مترددا فإنه يستطيع أن يميل إلى رأي.

5 ـ التحقيق على عدة نسخ ذات الفئات: من المعلوم أنه بعض المخطوطات قد كتبت في بقاع العالم وانتشرت بين المتعلمين فمن الصعب على المحقق أن يحوي نسخ المخطوط في العالم ـ مجرد استقصاء الأمر فيه صعوبة ـ فكيف جلب أو مقارنة، وبالمناسبة ليس هناك أي تميز لمن يحقق كتابا على عدد كبير من النسخ بل ربما أداه هذا العمل إلى الشوشرة أو التشكيك.

والغرض من المقابلة على النسخ هو إخراج النص كما أراده مؤلفه بحسب اجتهاد المحقق وثقافته وفطنته ومهنيته.

فإن كان لديك كتاب نسخه في العالم أكثر من مئة نسخة ماذا تعمل؟

تنظر في فهارس المخطوطات التي تكلمت على هذه النسخ وبعد الجرد يتبين لك أفضل هذه؛ فتجلب الأنسب للتحقيق من حيث التمام والكمال والضبط والإتقان، فإن كثرت هذه النسخة فإنك تقسم النسخ إلى مجموعات أو فئات أو عوائل لأن بعض النسخ ينقل من بعض وهذا يتضح من خلال نفس الأوهام ونفس التصحيفات وخلاف ذلك، فتقسم النسخ إلى فئة (أ) وتحتها كل من النسخ التي تولدت عنها وهذا رمزها (أ) ثم تبدأ بفئة (ب) وهكذا ويرمز لها في الحاشية حال الفروق برمزها وهكذا.

لا أريد أن أطيل وأعلم أنني أطلت، لكن هناك أمور لا بد من التنبيه عليها:

1 ـ الرموز المختارة للنسخ أثناء الفروق راجعة للمحقق ويفضلون أن تختار حرفا لكل نسخة ما عدا الأصل أو الأم ويكون الحرف له معنى إما للدولة أو اسم المكتبة أو ما شابه ذلك.

2 ـ فروق النسخ من حيث التنظير المنهجي بعضهم يجعلها ضمن ضبط النص وبعضهم يجعلها ضمن التعليق على النص، والبعض الآخر يجعلها عمل مستقل قائم بذاته.

3 ـ الفروق التي تذكر: بعضهم يكتفي بالفروق التي يقدرها المحقق أنها ذات أهمية، وبعضهم يضيف إلى ذلك بعض الحروف التي، وفريق آخر عاشق للفروق فيذكر كل فرق مهم أو غير مهم.

4 ـ فروق النسخ بعضهم يجعلها ضمن حواشي التعليق على النص، وبعضهم يجعلها في حاشية مستقلة تحت النص، وفريق آخر يرى وضعها في ملحق آخر الكتاب خاصة إن كانت كثيرة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير