تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(2) وممن حكم عليه بالوضع ابن الجوزي كما مرَّ الآن، والجَوْرقانيُّ كما مرَّ أيضاً وقال: منكرٌ مضطربٌ، وقال أحمد: لا أصل له كما في " المقاصد الحسنه " للسَّخَاويِّ 626، دار الهجرة - بيروت 1406 هـ / 1986م، وأورده السُّيوطيُّ في" اللآلىء المصنوعة": 1/ 336 - 341 وتوسَّع في إيراده ولم يحكم بوضعه، وكذا فعل الفَتَّني في " تذكرة الموضوعات ": 96، المطبعه المنيرية - القاهرة سنة 1321 هـ.

المبحث الثّالث

توهُّم تعارض الحديث مع الواقع والمشاهدة

ويندرج تحت هذا المبحث أمران رئيسان وهما تعارض الحديث مع الواقع، وتعارضه مع الحِسِّ والمُشاهده، وقد يظنُّهما ظانٌّ شيئاً واحداً، إلاّ أنَّهما مفترقان والمطالب الآتية تبيِّن ذلك وتُجليه:

المطلب الأوّل: تعارض الحديث مع الحسِّ والمشاهدة.

والمراد بهذا الأحاديث التي تتعارض ظاهريَّاً مع ما يشاهده المرء في حياته العاديَّة، أو تعارض الحديث مع الأمورالمحسوسة الّتي تخضع للحواس، مثال ذلك ما رواه أبو داود (1) والنَّسائي (2) عن أبي هُريرة قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: " إذَا سَجَدَ أحَدُكُمْ فَلا يَبْرُكَ كَمَا يَبْرُكُ البَعِيْرُ، وَلْيَضَعَ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ ".

ووجه تعارض هذا الحديث مع المشاهده أشار إليه الطَّحاويُّ (3) بقوله: " فقال قومٌ هذا الكلام محالٌ لأنَّه قال: لا يبرك كما يبرك البعير، والبعير إنَّما يبرك على يديه، ثمَّ قال: ولكن َيضع يديه قبل ركبتيه فأمره هاهنا أن يصنع ما يصنع البعير، ونهاه في أوّل الكلام أن يفعل ما يفعل البعير ".

وللَّتحقُّق من التَّعارض وعدمه لابدَّ من مباحث هنا:

أولها: التَّحقُّق من صحَّة الحديث: فمن خلال تخريج الحديث من المصادرالمختلفة وجدته يدور الحديث على عبد العزيز محمد قال: ثنا محمد ابن عبد الله بن حسن، عن أبي الزِّناد، وعن الأعرج، عن أبي هُريرة. وفي هذا الإسناد مقالٌ من جهتين.

(1) السنن،الصلاة /كيف يضع ركبتيه قبل يديه: 1/ 222 رقم (840).

(2) السنن،الافتتاح /أول ما يصل إلى الأرض من الإنسان:2/ 207 وأخرجه كذلك أحمد في"المسند": 2/ 381، والدَّارميُّ،الصلاة /أول ما يقع من الإنسان على الأرض:1/ 303، والدَّارقُطنيُّ في " السنن ": 1/ 344 - 345، والطَّحاويُّ في " شرح معاني الآثار ": 1/ 255، و" شرح مشكل الآثار ": 1/ 168 - 169، والبّيْهقيُّ في " السنن الكبرى ": 2/ 99 - 100 " ومعرفة السنن والآثار ": 3/ 18 رقم (3494) وابن حزم في " المحلّى " 4/ 129.

(3) شرح معاني الآثار: 1/ 254 وانظر: شرح مشكل الآثار: 1/ 168 - 169.

الأُولى: رواية عبد العزيز بن محمد، وهو متكلَّمٌ فيه (1) وإن كان من رجال مسلمٍ، إلا أنَّ خلاصة رأى ابن حجرٍ (2) فيه: صدوقٌ، كان يُحدِّث من كتب غيره فيخطئ، قال النَّسائيُّ: حديثه عن عُبيد الله العُمريِّ منكرٌ.

فرواية عبد العزيز إن لم تكن عن عُبيد الله يتناولها اسم الحسن من الحديث، وهو ما يُفهم من قول ابن حجر صدوق.

والثَّانيه: قول البُخاريِّ (3): محمد بن عبد الله بن حسن، لا أدري أسمع من أبي الزِّناد أم لا،وهذا لا يعدُّ قدحاً لأنَّه من المعلوم أنَّ البُخاريَّ ينقد على أصله الذي يشترط في الرَّاويين، أن يُصرِّحا بصيغة التَّحديث، أو أن يثبت لقاءهما، ولهذا قال أحمد شاكر (4): وهذه ليست علَّة، وشرط البُخاريِّ معروفٌ لم يتابعه عليه أحدٌ، وأبو الزِّناد مات سنة 130هـ، ومحمدٌ مدنِيٌّ أيضاً غلب على المدينه ثمَّ قتل سنة 145هـ، وعمره 53 سنة، فقد أدرك أبا الزِّناد طويلاً."

(1) تكلّم العلماء فيه ما بين موثَّقٍ ومُجرِّحٍ: فأمَّا من وثَّقه الإمام مالك كما ذكر ذلك ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل ": 5/ 395 وابن حِبَّان في " الثقات ": 7/ 116 دائرة المعارف العثمانية - حيدر أباد الهند 1401هـ / 1981 م. والعِجْلي في " الثقات ": 306 رقم (1016) تحقيق د. عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية- بيروت ط الأولى1405 هـ / 1985 م. وذكر الذَّهبيُّ توثيقه عن ابن المديني في الميزان:2/ 634، ونقل ما يفهم أنَّه توثيقٌ له عن ابن معين فقال في"التاريخ ": 3/ 230 رقم (1079): فليح، وابن أبي الزِّناد، وأبو أُويس دون الدَّارَوردي،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير