تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثالثا: تستخدم لفظ أو كلمة " هيكل: Temple " في الكتاب المقدس مرادفة لكلمة: " بيت الرب: the house of the Lord " . وكما هو معلوم أن لفظ: " بيت الله " .. أو .. " بيوت الله " .. هو نفس اللفظ الذي يطلقه الإسلام على المساجد .. كما يأتي هذا في قوله تعالى ..

[فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36)] (القرآن المجيد: النور)

وبهذا المعنى يصبح الهيكل هو المسجد في الدين الإسلامي.

رابعا: وبهذا المعنى السابق .. طالما وأن الهيكل ـ في حقيقة الأمر ـ هو المسجد في الدين الإسلامي .. ونظرا لكون داود وسليمان (عليهما السلام) من أنبياء الله .. ويدعون بنفس دعوة الأنبياء جميعا .. وهي ألا وهي الإسلام .. وعبادة الله الواحد الأحد .. فلابد وأن يكون ما قام سليمان (عليه السلام) ببنائه هو مسجد .. وليس معبدا يحوي أصناما .. !!! لذا؛ لا ينبغي أن يحوي هيكل سليمان (أو بمعنى أدق مسجد سليمان) في داخله أي تماثيل لملائكة أو شياطين (الكاروبيم) أو مذبح .. أو خلافه .. كما هو الحال مع الهيكل المزمع إنشاؤه ـ في الوقت الحاضر ـ من واقع وصف الكتاب المقدس (على النحو الذي بيناه في مقال: هيكل سليمان وعبادة الشيطان).

فمثل هذه الأوثان أو الأصنام هي ما حاربه الإسلام منذ بداية ظهوره. فقد كانت التماثيل أو الأصنام وصور الملائكة تملأ الكعبة (بيت الله الحرام) قبل ظهور الإسلام. ثم أمر الرسول بهدم هذه التماثيل أو الأصنام وإزالة الصور منها عقب فتحه لمكة. وهنا يمكننا رؤية الخلاف الجوهري بين اليهودية الحالية وأصنامها في المعابد (تماثيل الكاروبيم .. والمذبح) .. والمسيحية الحالية وأصنامها في الكنائس (تماثيل المسيح .. والصليب .. والعذراء .. والمذبح) .. وبين الإسلام .. دين التوحيد الخالص .. الذي لا يحوي أيا من هذه الوثنيات الفكرية داخل المساجد.

خامسا: والآن .. إذا ما قطع اليهود أو ادعوا ـ أو حتى برهنوا ـ بأي صورة من الصور .. على أن المسجد الأقصى قد بني في مكان الهيكل .. فلن يكون معنى هذا سوى أن المسجد الأقصى نفسه ـ ميراث الخلافة الإسلامية ـ هو الهيكل الحق .. لأنه ميراث النبي سليمان

(عليه السلام) الداعي للإسلام.

وتفيد الروايات التاريخية ـ عن الرسول (ص) ـ بأن المسجد الأقصى قد شيد بعد المسجد الحرام بأربعين سنة. ولما كان إبراهيم (عليه السلام). هو الذي رفع قواعد المسجد الحرام بمكة حوالي سنة 2150 ق. م.، لذلك يعتبر هو أول بان للمسجد الحرام. وبالتالي؛ يكون المسجد الأقصى قد شيد بعد المسجد الحرام وفي نهاية أيام إبراهيم (عليه السلام) تقريبا .. أي حوالي سنة 2100 ق. م. أي قبل بداية أول ظهور لبني إسرائيل في التاريخ بأكثر من 100 سنة على أقل تقدير .. لأن بني إسرائيل هم أحفاد إبراهيم (عليه السلام). وهناك روايات أخرى تفيد بأن المسجد الأقصى قد شيده يعقوب أي إسرائيل (عليه السلام) وجدده فيما بعد سليمان .. وبالتالي يكون " هيكل سليمان " هو " المسجد الأقصى.

وبذلك تكون المساجد الثلاثة الأولى التي بنيت على كوكب الأرض هي: المسجد الحرام (بمكة) بني حوالي سنة 2150 ق. م. / ثم المسجد الأقصى (بالقدس) بني حوالي سنة 2100 ق. م. ـ وقد جُدّده أو أعاد بنائه سليمان (عليه السلام) سنة 959 ق. م. / ثم المسجد النبوي والذي تم بنائه في المدينة سنة 622 ميلادية.

هذا وقد عمل الإسلام ـ منذ بداية ظهوره ـ على إزالة كل آثار الوثنية من أصنام وتماثيل وصور ومذابح من داخل بيوت الله .. !!! وبالتالي يكون الإسلام قد صحح فكر بيوت الله (أي المساجد) وما ينبغي أن يكون عليه: " الهيكل " أي: " بيت الرب " الحق. وبالتالي يصبح المسجد الأقصى .. هو مسجد سليمان (?) الحق .. وليس " هيكل سليمان الوثني " المزمع إنشاؤه في الوقت الحاضر (أنظر مقال الكاتب السابق: هيكل سليمان وعبادة الشيطان ـ دراسة من واقع نصوص الكتاب المقدس).

ومما سبق نرى؛ حتى بفرض صحة زعم اليهود بأن سليمان قد قام ببناء " هيكله الوثني " في سنة 959 ق. م. في منطقة المسجد الأقصى .. فليس لهم الحق في المنطقة لكون وجود المسجد الأقصى قبل هذا التاريخ بحوالي 1200 سنة .. !!!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير