[فرائد الشوارد في اللغة!!!]
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 04:56 م]ـ
فرائد الشوارد في اللغة:
1. أبٌ: يجمع جمع مذكر سالماً: أبون، أبين. حكى ذلك سيبويه، و قال الشاعر:
فلمّا تبينّ أَصواتنا = بكينَ وفديننا بالأبينا
(انظر البحر المحيط 1/ 402).
وفي خزانة الأدب؛ للبغداديّ:
(على أن الأب يجمع على "الأبين" علة حدّ جمع المذكر السالم، كما في هذا البيت.
قال سيبويه: وسألته - يعني الخليل - عن أب فقال: إن ألحقت فيه النون والزيادة التي قبلها قلت أبون، وكذلك أخ تقول أخون، لا تغيّر البناء، إلاّ أن تحدث اللعرب شيئاً كما يقولون دمون، ولا تغيّر بناء الأب عن حال الحرفين لأنّه بني عليه، إلاّ أن تحدث العرب شيئاً، كما بنوه على غير بناء "الحرفين". وقال الشاعر:
فلمّا تبيّنّ أصواتنا ......... البيت
أنشدناه من نثق به، وزعم أنه جاهليّ. وإن شئت كسّرت فقلت: آباء وآخاء. انتهى نصّ سيبويه.
وأورد ابن جنّي في "المحتسب" بعد هذا البيت - عند قراءة ابن عبّاس والحسن: و"إله أبيك" على أنّه أبين، حذفت النون للإضافة - قول أبي طالب نظيراً له:
ألم تر أنّي بعد همّ هممته = لفرقة حرّ من أبين كرام
وقول آخر:
فهو يفدّى بالأبين والخال = ...............
قال الأعلم: جمع أب جمع سلامة غريبٌ، إذ حقّه للأعلام والصفات الجارية على فعلها، كمسلمين.
2. (أنَ) بمعنى (لعلّ):
في قوله تعالى:"وما يشعركم أنّها إذا جاءت لايؤمنون" (الأنعام/109).
قرأ سيد القرّاء أُبيّ بن كعب:
" وما يشعركم لعلها إذا جاءتهم لايؤمنون" (معاني القرآن للفرّاء 1/ 350). وقد حكى الخليل عن العرب:
"اِئتِ السوق أنّكَ تشتري لنا شيئاً"؛ أي: لعلّك (سيبويه 1/ 463 بولاق).
3. (بعض) بمعنى (كُلّ): كقول الشاعر:
ترّاك منزلة إذا لم أرضها = أو يعتلقْ بعضَ النفوس حِمامُها
فالموت لايأخذ بعضاً، ويدع بعضاّ. (المُخَصَّص 17/ 131)، ويُنظر مجالس ثعلب 1/ 50.
4. البضع: بكسر الباء، وبعضهم يفتحها: ما بين الثلاث إلى التسع. تقول: بضع سنين، وبضعةَ عشرَ رجلاً، و بضعَ عشْرةَ امرأةً؛ فإذا جاوزتَ لفظ العشْر، ذهب البضع، لا تقول: بضعٌ و عِشرون.
(هذا رأي الجوهري في الصِحاح 3/ 1186).
قال الرضي: والمشهور استعماله في جميع العُقُود. (يُنْظر تفصيل معنى البضع في كتاب الزّاهر 2/ 354 وما بعدها).
5. البُكا: الدمع. قال كُثّير:
وما كنت أدري قبل عَزَّةَ ما البُكا = ولا موجعات القلب حتى تولتِ
وقال أبو خِراش الهُذَليّ:
إذا ذكرتْه العين أغرقها البُكا = وتَشْرَقُ من تهمالها العينُ بالدَّم
[يُنظر شرح أشعار الهُذليين 3/ 1223 تحقيق عبد السّتّار فرّاج، ط القاهرة بلا تاريخ]
هذا، و تُكتب "البُكا": البُكى؛ لأنّ ما جاء على وزن (فُعَل وفِعَل) يُكتب بالألفَين؛ من مثل: ذُرَا، رُبا، رِبا، زِنا. هذا كله جائز كتابته بالألفَين.