ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 08:06 ص]ـ
ومن هؤلاء يا شيخنا الجليل؛
أي:
الذين أنكروا هذا الأسلوب (أثناء كذا) بغير (في):
زهدي جار الله في كتابه:
(الكتابة الصحيحة)؛ صفحة 60:
بحجة أن كلمة أثناء، لاتنصب على الظرفية؛
لأنها اسم.
فهي جمع: (ثِنْيٌ)، وأثناء الشيء: أوساطه ..
ولتمام الفائدة، ينظر:
مجمع اللغة العربية:
كتاب الألفاظ والأساليب، ص: 47.
(القاهرة، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية / 1977 م)
وشكرا لك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 02:35 م]ـ
جزيت خيرا شيخنا الفاضل على هذه الإفادة.
وشكر الله لكم هذا التواضع من فضيلتكم.
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 08:07 م]ـ
أخي الحبيب العوضي:
قولك: وهناك حجة خامسة واضحة البطلان لا نشتغل كثيرا بالرد عليها، وهي الاستناد إلى أن المجمع اللغوي أجاز مثل هذا الاستعمال، ونص عليه في المعجم الوسيط.
فيه نظر، فحبذا لو ذكرت أنّ رأي المجمع يستند على بعض الحجج السابقة، لأنّ كلامك يوهم بأن رأيهم إجازة بدون حجة
وشكراً لك على إطلالتك المتألقة دائماً
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 10:10 م]ـ
:::
لأننا نقول "في خلال" نقول "في أثناء" ...
الأساتذة الأفاضل،
ثني: ثَنَى الشيءَ ثَنْياً: ردَّ بعضه على بعض، وقد تَثَنَّى وانْثَنَى وأَثْناؤُه ومَثانِيه: واحدها ثِنْي ومَثْناة ومِثْناة؛ والجمع أَثْناء؛ وأَثْناء الحَيَّة: مَطاوِيها إِذا تَحَوَّتْ. وثِنْي الحيّة: انْثناؤُها، وهو أَيضاً ما تَعَوَّج منها إِذا تثنت، ومَثاني الوادي ومَحانِيهِ: مَعاطِفُه، وأَثْناءُ الوِشاح: ما انْثنَى منه.
فأثناء الشيء أو الثوب مثلا إذن هي ما يتخلله من طيات أو ثنيات أوانثناءات، وهي تضم وتشمل بالطبع ما تشكله تلك التعرجات والانثناءات من فجوات وفُرج وفَراغات وخِلال. وإذا ما استخدمت "أثناء" مع الحدث أو الفعل دلت أيضا على الفجوات والفرج والفراغات والخلال الزمنية التي يضمها ذلك الحدث أو الفعل.
وَكَم ذَمٍّ لَهُم في جَنبِ مَدحٍ --- وَجِدٍّ بَينَ أَثناءِ المُزاحِ
كَأَنَّ خيِلَكَ في أَثناءِ غَمرَتِها --- أَرسالُ قَطرٍ تَهامى فَوقَ أَرسالِ
ألذ من الوصل بعد الصدود --- وأحلى من الأمن أثناء ذُعر
لذلك فالأمر في "أثناء" هو هو في "خلال". خِلل السحاب هي فُرج السحاب، وخلل وخِلال مثل جَبَل وجبال، قال عز وجل: "فترى الوَدْق يخرج من خِلاله". فالخِلل في الأصل هي الفُرج والفجوات والفراغات التي تتخلل الشيء أو المكان، فتكون حينئذ ظرف مكان. لكن حين تكون الخلال أو الفرج في حدث أو في فعل ما فإنها تكون خلالا أو فرجا في زمن حدوث ذلك الحدث أو الفعل، وتكون عندئذ بمعنى أثناء.
مِن مُنادٍ وَمِن مُجيبٍ وَمِن تَص --- هالِ خَيلٍ خِلالَ ذاكَ رُغاءُ
خِلالَ ضَربٍ حَيثُ يَفلي المُفتَلي
بَكَت هذِهِ وارفَضَّ مَدمَعُ هذِه --- وأَذرَيتُ دَمعي في خِلالِ بُكاهُما
وَطارَت خِلالَ الضَربِ أَيدٍ وَأَرجُلٌ --- وَحانَت رِقابٌ لَم تُعَقَّد تَميمُها
جاء في المحلى لابن حزم ج 5:
من أقام في خلال سفره يوما وليلة لم يظعن في أحدهما فانه يتم ويصوم ...
وجاء في صبح الأعشى الجزء الرابع:
ما كان يكتب لنواب القلاع وولاتها إما عند استقرار النائب بها، وإما في خلال نيابته ...
وجاء في الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية للحافظ عمر بن علي البزار:
مع كونه في خلال ذلك يكثر من تقليب بصره نحو السماء ...
وهو في خلال ذلك كله في النهار والليل لا يزال يذكر الله تعالى ويوحده ويستغفره ...
وكنت في خلال الأيام التي صحبته فيها ...
والله أعلم،
منذر أبو هواش
:)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 10:56 م]ـ
أخي الحبيب العوضي:
قولك: وهناك حجة خامسة واضحة البطلان لا نشتغل كثيرا بالرد عليها، وهي الاستناد إلى أن المجمع اللغوي أجاز مثل هذا الاستعمال، ونص عليه في المعجم الوسيط.
فيه نظر، فحبذا لو ذكرت أنّ رأي المجمع يستند على بعض الحجج السابقة، لأنّ كلامك يوهم بأن رأيهم إجازة بدون حجة
وشكراً لك على إطلالتك المتألقة دائماً
وفقك الله يا شيخنا الفاضل
المجمع استند إلى الحجج التي ذكرتها أو بعضها، فإن كان الاستناد إلى هذه الحجج فقد ناقشناها.
وإن كان الاستناد إلى مجرد تقليد المجمع فهذا هو ما أعنيه بأنه لا يحتاج مناقشة لوضوح بطلانه.
وهذا يشبه الاستناد إلى أن العدناني أجاز ذلك أو أن فلانا أجاز ذلك، فهذا تقليد محض لا يصلح في المناظرة.
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 02:09 م]ـ
أحسنت بارك الله فيك
وأنا قصدت أن تنسب بعض الحجج إلى المجمع
كما أسندتها إلى بعض العلماء، حتى يتضح رأي المجمع
ويتضح نقاشك له وردك، وهو واضح لدي، ولكن هناك من يحتاج إلى إيضاح أكثر
وأشكرك مرة أخرى على الإفادات والمناقشات التي تطرحها دوما وتنبئ عن شخصية علمية كبيرة لها وزنها وثقلها
ونحن هنا نتتلمذ على يديك أستاذي