تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولكن هذا الكلام يخرجنا عن الموضوع الذي فتحته هنا، وهذا ما لا أريده، فإن شئت كان هذا في موضع آخر.

وإن شئت أن تحادثني على (المسنجر) فأعطني بريدك، وأنا أرحب بذلك.

ـ[أبو العوض]ــــــــ[03 - 12 - 2008, 06:34 م]ـ

أخي الأستاذ الفاضل ...

اعلمْ أنّ البعضَ نفى أنْ يكونَ هناك كلامٌ تُجوِّزَ به عن موضوعه الأصلي، إلى غير موضوعه الأصلي، لنوع مقاربة ٍ بينهما كما بيّنتُ في مشاركتي، لأنّ هذا يستدعي منقولاً عنه متقدِّما، ً ومنقولاً إليه متأخرا، ً وليس في لغة العرب تقديمٌ وتأخير، بل كل زمان قدِّر أنَّ العربَ نطقوا فيه بالحقيقة، فقد نطقوا فيه بالمجاز.إذن فهم ينكرون أنْ يكون هناك وضعٌ أولٌ وثانٍ كما بيّنتَ أنتَ، ولا ينكرون المعنى الثاني.

مثال ذلك:

إطلاق لفظ "الأسد" على الرجل الشُّجاع، ولفظ "الحمار" على الشَّخص البليد، فالقائلون بالمجاز يروْن أن المعنى الموضوعَ للفظ "الأسد" هو البهيمة، وقد نقل لمعنىً آخرَ، وهو الرجل الشجاع، لعلاقةٍ بينهما، وكذلك في لفظ "الحمار".

أما منكرو المجاز فإنهم يمنعون أنْ تكون اللفظة نقلت من موضوعها الأصلي إلى غيره لمجرد وجود هذه العلاقة، ولكنهم في المقابل لا يمنعون إطلاق لفظ "الأسد" على الرجل الشجاع، ولفظ "الحمار" على الشخص البليد، فهم يروْنَ أنّ العرب استخدمت هذا اللفظ لهذين ِ المعنيين ِ ابتداء.

وعلى هذا فالخلاف لفظيّ، بين قائل ٍ بالنقل ِ من معنىً إلى معنىً، وقائل ٍ بالاشتراك بين هذه المعاني، والنتيجةُ واحدة بناء على القولين، وهذا المذهب منقولٌ عن الأستاذ أبي إسحق الإسفراييني كما بيّنه السيوطي في المزهر وإن كانت هذه النسبة ضعيفة جداً.

لكنّ المشكلة أخي الكريم معَ من ينفي المعاني المجازيّة أصلاً، كمن ينفي أن تكون اليدُ بمعنى القدرة، والوجه بمعنى الذات، والعين بمعنى الرعاية وغير ذلك، فهنا يصبح الخلافُ ليسَ لفظيّاً وهذا ما قصدتُّه بكلامي.

أمّا بخصوص كلامي السابق فمن الواضح أنّي وجّهته لبعض الإخوة المجتهدين الّذين حسموا الخلاف من أصله فضلاً عن أن يكون لفظيّا أو له ثمرةً. والله تعالى أعلم.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 12 - 2008, 06:52 م]ـ

لكنّ المشكلة أخي الكريم معَ من ينفي المعاني المجازيّة أصلاً، كمن ينفي أن تكون اليدُ بمعنى القدرة، والوجه بمعنى الذات، والعين بمعنى الرعاية وغير ذلك، فهنا يصبح الخلافُ ليسَ لفظيّاً وهذا ما قصدتُّه بكلامي.

هذا خارج عن موضوعنا هنا تماما، ولذلك فأنا لا أريد أن أتطرق إليه على الإطلاق؛ لأن الكلام فيه قتل بحثا، وفيه مصنفات مفردة، بل فيه رسائل علمية أيضا، ومن قرأها اكتفى بها عن النقاش هنا.

ولكن ينبغي أن يعلم أن هذه المعاني إن كانت موجودة في لغة العرب، فلا معنى لنفيها، بغض النظر عن تسميتها مجازا أو حقيقة، ولكن يكون الكلام عن نفيها في موضع من المواضع، وهذا خارج عن موضوعنا أيضا؛ لأننا حتى لو قلنا إن اليد بمعنى القدرة موجود في كلام العرب، فلا يعني هذا أنها بهذا المعنى في كل موضع كما هو واضح.

وإن لم تكن هذه المعاني موجودة أصلا في كلام العرب، فلا إشكال في نفيها؛ ومثبتها يحتاج إلى أن يثبت أولا أنها موجودة في كلام العرب ثم بعد ذلك يتفرع النقاش في كونها حقيقة أو مجازا.

خلاصة كلامي أن كلامنا هنا يختلف تماما عن مسألة نفي المعاني وإثباتها؛ لأن هذا النفي أو الإثبات ممكن على الحالين على القول بالمجاز وعلى عدمه.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 12 - 2008, 06:59 م]ـ

ويخطئ من يظن أن شيخ الإسلام ومن وافقه ينفون وجود (اليد) بمعنى (القدرة) في كلام العرب، أو غير ذلك من المعاني التي تسميها مجازية، فشيخ الإسلام لا ينفي وجود هذه الألفاظ بهذه المعاني، ومن نسب لشيخ الإسلام ذلك فقد غلط عليه.

ولهذا وغيره من الأسباب قلت فيما سبق إن كلام شيخ الإسلام لم يفهمه كثير من المعاصرين، حتى الذين ينصرون مذهبه!

بل إن سيبويه والشافعي وغيرهم يقولون أقوالا ويفسرها كل فريق من الفريقين بحسب مذهبه، كما في قوله تعالى: {واسأل القرية} بمعنى (أهل القرية)، فهذا يسميه بعض المجازيين مجاز الحذف، ولكن كثيرا من العلماء لا يسمي هذا مجازا أصلا، مع أنهم يثبتون المجاز، إلا أنهم فقط ينازعون في تسمية هذا ونحوه مجازا؛ اعتمادا على أنه ليس فيه نقل لفظ من معناه لمعنى آخر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير