تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وصف أعضاء آلة النطق:

ينبغي أن نذكر في البدء أن علماء العربية منذ الخليل و سيبويه قد أوردوا في أثناء حديثهم عن مخارج الحروف معظم أسماء أعضاء آلة النطق و لكن علماء التجويد قد تميزوا في دراستهم هذا الموضوع عن علماء العربية بنواح هي:

1 - وصف أعضاء النطق.

2 - الاستعانة بعلم التشريح.

3 - تخصيص فصل مستقل لوصف بعض أعضاء النطق.

4 - الاستعانة بالرسم التوضيحي.

وهذا بيان لهذه الأمور الأربعة التي تتميز بها علماء التجويد في كلامهم عن أعضاء النطق

(1) وصف أعضاء النطق:

لم يكتف علماء التجويد بذكر تلك الأعضاء في اثناء تحديد مخارج الحروف وإنما قدموا وصفا لها وتحديد ا لمدلولاتها وقد حدد بعضهم أعضاء آلة النطق إجمالا مثل قول مكي:" ورتب- تبارك وتعالى اسمه – لها مخارج تخرج منها عند النطق بها من أخر الصدر الاعلى وما يليه من الحلق والفم وأطراف الشفتين والى الخياشيم وقول عبد الوهاب القرطبي:"فحيث ما عرض ذلك المقطع سمي حرفا وسمي ما يسامته ويحاذيه من الحلق والفم واللسان والشفتين مخرجا" وكان الاستراباذي أكثر تحديدا في قوله:"فلولا اختلاف اوضاع الة الحروف – واعني بالتها مواضع تكونها في اللسان والحلق والسن والنطع (سقف الفم) والشفة وهي المسماة بالمخارج لم تختلف الحروف "

و قد ذكر علماء التجويد أن أعضاء النطق أثنا عشر عضوا ألا و هي: الرئة و القصبة و الحنجرة و الحلق و اللهاة و الغار و اللثة و اللسان و الشفتان و الخياشيم و الأسنان و الجوف.

2 - الاستعانة بعلم التشريح:

الناحية الثانية التي تميز بها علماء التجويد في كلامهم عن أعضاء النطق هي الاستعانة بكتب الطب و خاصة كتب التشريح و بالرغم من أن معظم علماء التجويد كانوا يعتمدون على الملاحظة الذاتية في وصف الأعضاء نجد من بعض المتأخرين من يستعين بكتب الطب فقد استعان الدركزلي في (خلاصة العجالة) بأكثر من كتاب من كتب الطب في وصف أعضاء النطق.

وهذه ظاهرة جديدة تستحق الذكر وهي تبين منهجا صحيحا في دراسة الموضوع فإن كلمة علماء التشريح و وظائف الأعضاء تظل هي المستند العلمي الذي ينبغي على دارسي الأصوات اللغوية في وصف أعضاء النطق.

فقد كان الدركزلي ينقل من كتب الطب في و صف أعضاء النطق و قد ذكر تلك الكتب في مذكرته و التي ألفها داوود الأنطاكي الحكيم و هي: تذكرة أولي الألباب و الجامع للعجب العجاب و كتاب النزهة المبهجة و كتاب مختصر المسيحي.

و أهمية هذه الظاهرة لا تنبع من قيمة المادة المنقولة و إنما من المنهج الذي اتبعه الدركزلي و الذي لم يسبقه إليه إلا ابن سينا في رسالته (أسباب حدوث الحروف) مع العلم إن ابن سينا نفسه كان طبيبا لغويا و من ثم جاء كلامه أكثر مساسا بحاجة دارسو الأصوات و سار المحدثون على هذا النهج.

3 - تخصيص فصل مستقل لوصف بعض أعضاء النطق:

يحرص دارسو الأصوات المحدثون على كتابة فيصل في صدر أبحاثهم لوصف أعضاء آلة النطق و لم يكن علماء العربية يفعلون ذلك بل كانوا يكتفون بتسمية تلك الأعضاء في اثناء حديثهم عن مخارج الحروف و تبعهم في ذلك متقدمو علماء التجويد و لكنهم تميزوا بوصف تلك الأعضاء في أثناء الحديث عن المخارج.

وقد خصص محمد المرعشي في كتابه (جهد المقل) الفصل الرابع للحديث عن الأسنان في الإنسان وهذا نهج جديد سلكه المحدثون.

4 - الاستعانة بالرسم التوضيحي:

الرسوم التوضيحية إحدى الوسائل التي يستعين بها المحدثون من علماء الأصوات،لتوضيح أعضاء آلة النطق أو لبيان الحالة التي تتخذها تلك الأعضاء عند النطق بصوت معين.و كان علماء التجويد قد استخدموا هذه الوسيلة لبيان مخارج الحروف و توزيعها على أعضاء النطق، فوزعوا تلك الأعضاء و بينوا مخارج الحروف في آن واد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير