ويستعمل مصطلح (لغة) – أيضا – بمعنى اللسان كم يستعمل (اللسان) بمفهوم اللغة فعندما نقول: إننا نتكلم بالعربية، نريد بذلك اللسان العربي، وهو المفهوم الأكثر انتشارا فلا نفتأ نقول: نزل القرآن بالعربية، وألّفت كتابا بالعربية، وتكلمت مع فلان بالعربية، أي باللسان العربي.
ومن المفاهيم – أيضا – مفهوم النحو والقواعد، وغالبا ما يرد هذا المفهوم في مستوى المؤسسات التعليمية فيذكر الطلبة أن لديهم حصة لغة عربية، ويريدون بذلك قواعد اللغة المختلفة.
ومن المفاهيم الأخرى لمصطلح (اللغة): الكيفية، وهي طريقة نطق كلمة من الكلمات أولفظة من الألفاظ، فيقال: قال، وجال، وكال ……لغات في (قال)، أو كيفيات حيث تتغير الصورة الصوتية دون تغير دلالة الكلمة لأن (ق، ج، ك) ليست حروفا (فونيمات) مختلفة في مثل هذه الحال.
وربما كان الأصل في معنى (لغة) الانحراف، فالعرب يقولون: لغَا فلان عن الطريق أي انحرف عنه [10] ( http://rihabalkalimah.cultureforum.net/post.forum?mode=editpost&p=316#_ftn10) . ولذلك فاللهجات والكيفيات ما هي إلا تغيير وانحراف عن الأصل أو النموذج. ولعل ما جاء في القرآن الكريم في اشتقاقات (لغة) – مثل اللغو – ذو صلة بهذا المعنى، فليس اللغو إلا الكلام الباطل المنحرف عن جادة الحق والصواب والجد.
(والذين هم عن اللغو معرضون) [11] ( http://rihabalkalimah.cultureforum.net/post.forum?mode=editpost&p=316#_ftn11).
ص (6):ولذا نحن نقول الغِ ذلك الأمر أي دعه جانبا واتجه إلى مراد، وقال تعالى: إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين) [12] ( http://rihabalkalimah.cultureforum.net/post.forum?mode=editpost&p=316#_ftn12).
اللغة والإنسان:
لعل في ذاكرة الكثيرين منا تعريف بعض الفلاسفة للإنسان (أنه حيوان ناطق) وربما ظل هذا التعريف يثير سخرية بعض الناس وعدم رضا آخرين، انطلاقا من أن وصف الإنسان بالحيوان إهانة له وحط من كرامته، وهو المخلوق المميز الذي كرمه الله (ولقد كرمنا بني آدم) [13] ( http://rihabalkalimah.cultureforum.net/post.forum?mode=editpost&p=316#_ftn13) مع أن وصفه بالحيوانية ل يعني أكثر من أنه المخلوق الحي من الحياة ضد الأشياء والجمادات.
والحقيقة أن ميزة الإنسان وسبب تكريمه ورفعه فوق مستوى المخلوقات الحية أخرى علاوة على غير الحية أنه مفكر ناطق، ونظرا لعلاقة اللغة بالتفكير فإنه في النهاية حيوان ذو لغة، عندما نريد – باللغة – اللغة الإنسانية المقطعة المنطوقة، فالإنسان لم يكن إنسانا بالمعنى المفهوم للكلمة إلا عندما كان ناطقا مبينا وليس ناطقا فقط.
قال تعالى: (خلق الإنسان علمه البيان) [14] ( http://rihabalkalimah.cultureforum.net/post.forum?mode=editpost&p=316#_ftn14) وإلا لو لم يكن الإنسان متميزا بفكره ولغته فما الفرق بينه وبين غيره من حيث المادة التي تكوّن منها من لحم ودم وعظام؟.
وصدق الشاعر الذي قال:
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
المصارد والمراجع:
[ SIZE=5] المكتب الثقافي لتحقيق الكتب. لسان اللسان، إشراف عبد أ. وعلي رضا، دار الكتب العلمية ط/1 بيروت،93،ج/1، [1] (ص405.)
- وينظر أيضا: الفيروز آبادي. القاموس المحيط، دار العلم للجميع، بيروت ج/4،ص.265
-ينظر: فريدنانددي سوسير. دروس في الألسنية العامة، تعريب صالح القرمادي، محمد الشاوش، محمد عجينة. الدار [2] (العربية للكتاب، تونس، دون تاريخ، ص123.
- المسدي عبد السلام. اللسانيات من خلال النصوص، النشرة الأولى، الدار التونسية للنشر 1984،ص117 [3] ((نص للدكتور عبد الرحمان الحاج صالح).
- ابن جني. الخصائص، تحقيق محمد علي النجار-دار الكتاب العربي، ط/1،بيروت 1952،ج/1 ص33. [4]
- نفسه، الصفحة نفسها. 1
- لمسدي. اللسانيات من خلال النصوص (السابق)،ص43 وص50 (نص لكمال بشر). [6] (
- نفسه، ص147 (نص لمحمود أحمد السيد). [7]
سورة يوسف الآية/2. [8]
سورة الشعراء الآية/195. [9]
مجمع اللغة العربية بالقاهرة. المعجم الوسيط، دار إحياء التراث العربي، ج/2،ص830. [10]
سورة (المؤمنون (الآية/03. [11]
سورة (القصص) الآية/55 [12]
سورة (الإسراء) الآية/07 [13]) سورة (لرحمان) الآيتين (3 - 4). [14]
هذا الموضوع لأحد الباحثين (جزاه الله الجنة)
أختي يمكنك ِ الاستفادة من المراجع هنا كذلك / والله أعلم بالصواب وهو الموفق، والباقي للفصحاء.
ودمت ِ موفقة ومسددة
ـ[محبة عائشة]ــــــــ[24 - 10 - 2010, 05:48 م]ـ
شكراً كثيراً جداً لكِ اختى زهرة متفائلة.وجعله الله فى ميزان حسناتك وجزاكِ الجنة.فقد استفدتُ كثيراً مما ذكرتيه.