[أليس تشهدون أن لا إله إلا الله؟ نعم!!!]
ـ[عصماء]ــــــــ[27 - 11 - 2010, 12:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف أفهم الإجابة بنعم عن سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي صححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة 713 بلفظ
أبشروا أبشروا أليس تشهدون أن لا إله إلا الله و أني رسول الله؟ قالوا: نعم، قال: فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله و طرفه بأيديكم، فتمسكوا به، فإنكم لن تضلوا و لن تهلكوا بعده أبدا.
وفي المصنف لابن أبي شيبة في باب التمسك بالقرآن:
حدثنا أبو خالد الأحمر عن عبد الحميد بن جعفر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي شريح الخزاعي قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبشروا أبشروا؛ أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قالوا: نعم، قال: فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به، فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا.
هناك روايات فيها بلى،،، لكنني أريد فهم نعم في هاتين الروايتين ...
لكم وافر الشكر
ـ[الباز]ــــــــ[27 - 11 - 2010, 02:38 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يقول ابن عاشور في تفسير قول الله تعالى (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا):
و'بلى' حرف جواب لكلام فيه معنى النفي، فيقتضي إبطال النفي وتقرير المنفي،
ولذلك كان الجواب بها بعد النفي أصرح من الجواب بحرف 'نعَم'، لأنَّ 'نعَم' تحتمل
تقرير النفي وتقرير المنفي ...
وأيضا لا يوجد في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينفي الشهادة عنهم وإنما هو
تقريرٌ أُمِنَ فيه اللبس ولذلك جاز مجيء 'نعَم' جوابا لأنهم يعلمون أنه -صلى الله عليه وسلم-
لم ينف الشهادة عنهم جحدا لإيمانهم وإنما تقريرا.
والله أعلم
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[27 - 11 - 2010, 04:13 ص]ـ
لابن هشام في مغني اللبيب كلام حول هذه المسألة
وإذا قيل ألمْ يقمْ زيْد فهو مثل لم يقم زيد فتقول إذا أثبت القيام: بلى، ويمتنع دخول لا، وإن نفيته قلت: نعم، قال الله تعالى (ألمْ يأتِكمْ نذيرٌ قالوا بلى)، (ألستُ بربِّكمْ قالوا بلى) (أوَلمْ تؤْمِنْ قال بلى) وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه لو قيل نعم في جواب (ألست بربكم) لكان كفراً.
والحاصل أن بلى لا تأتي إلا بعد نفي، وأن لا لا تأتي إلا بعد إيجاب، وأن نعم تأتي بعدهما، وإنما جاز (بلى قدْ جاءتكَ آياتي) مع أنه لم يتقدم أداة نفي لأن (لوْ أنّ اللهَ هداني) يدلُّ على نفي هدايته، ومعنى الجواب حينئذٍ بلى قد هدَيتكَ بمجيء الآيات، أي قد أرشدتك بذلك، مثل (وأمّا ثمودُ فهديناهمْ).
وقال سيبويه، في باب النعت، في مناظرة جرت بينه وبين بعض النحويين: فيقال له: ألست تقول كذا وكذا فإنه لا يجد بداً من أن يقول: نعم، فيقال له: أفلست تفعل كذا؟ فإنه قائل: نعم، فزعم ابن الطراوة أن ذلك لحن.
وقال جماعة من المتقدمين والمتأخرين منهم الشلوبين: إذا كان قبل النفي استفهام فإن كان على حقيقته فجوابه كجواب النفي المجرد، وإن كان مُراداً به التقرير فالأكثر أن يجاب بما يجاب به النفي رعياً للفظه، ويجوز عند أمْنِ اللبس أن يجاب بما يجاب به الإيجاب رَعياً لمعناه، ألا ترى أنه لا يجوز بعده دخولُ أحد، ولا الاستثناء المفرغ، لا يقال: أليس أحد في الدار، ولا أليس في الدار إلا زيد، وعلى ذلك قول الأنصار رضي الله تعالى عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم - وقد قال لهم: ألست ترون لهم ذلك - نعم، وقول جَحْدَر:
أليسَ الليلُ يجمعُ أمَّ عمْرو ... وإيّانا فذاكَ بنا تدانِ
نعمْ، وأرى الهلال كما تراهُ ... ويعلوها النّهارُ كما عَلاني
وعلي ذلك جرى كلامُ سيبويه، والمُخطِّئ مخطئ.
وقال ابن عصفور: أجرت العربُ التقريرَ في الجواب مُجرى النفي المحض وإن كان إيجاباً في المعنى، فإذا قيل ألمْ أعطِكَ دِرهماً قيل في تصديقه: نعم، وفي تكذيبه: بلى، وذلك لأن المقرر قد يوافقك فيما تدعيه وقد يخالفك، فإذا قال نعم لم يعلم هل أراد نعم لمْ تُعطني على اللفظ أو نعم أعطيْتني على العنى؛ فلذلك أجابوه على اللفظ، ولم يلتفتوا الى المعنى، وأما نعم في بيت جحدر فجوابٌ لغير مذكور، وهو ما قدّره في اعتقاده من أن الليل يجمعه وأم عمرو، وجاز ذلك لأمنِ اللبس لعلمه أن كل أحد يعلم أن الليل يجمعه وأم عمرو، أو هو جواب لقوله وأرى الهلال ... البيت وقدمه عليه. قلت: أو لقوله: فذاك بنا تدانِ وهو أحسن، وأما قول الأنصار فجاز لزوال اللبس؛ لأنه قد علم أنهم يريدون نعم نعرف لهم ذلك، وعلى هذا يحمل استعمال سيبويه لها بعد التقرير.
ويتحرر على هذا أنه لو أجيب (ألستُ بربِّكم) بنعم لم يكفِ في الإقرار، لأن الله سبحانه وتعالى أوجب في الإقرار بما يتعلق بالربوبية العبارةَ التي لا تحتمل غير المعنى المراد من المُقرِّ، ولهذا لا يدخل في الإسلام بقوله لا إلهٌ إلا الله برفع إله لاحتماله لنفي الوحدة فقط، ولعل ابن عباس رضي الله عنهما إنا قال إنهم لو قالوا نعم لم يكن إقراراً كافياً، وجوز الشلوبين أن يكون مُرادُهُ أنهم لو قالوا نعم جواباً للملفوظ به على ما هو الأفصح لكان كفراً، إذ الأصلُ تطابُقُ الجواب والسؤال لفظاً، وفيه نظر لأن التفكير لا يكون بالاحتمال. اهـ
¥