تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مدارسة كتاب (متخير الألفاظ) لابن فارس]

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - 12 - 2010, 01:05 م]ـ

يسأل كثير من طلبة العلم عن المنهجية المناسبة والترتيب الملائم لدراسة (متن اللغة)

والجواب الذي ينصح به أهل العلم أن يبدأ بكتاب (فصيح ثعلب) أو نظمه لابن المرحل.

ثم بعد ذلك تأتي مرحلة أوسع باختيار كتاب من كتب الألفاظ وحفظه أو دراسته (ويقصد بالدراسة هنا استحضار المعاني عند السؤال، دون اشتراط تسميع الكتاب).

ومن الكتب الملائمة لهذه المرحلة:

- كتاب الألفاظ الكتابية للهمذاني (وهذا الكتاب لم يصلنا أصله، وإنما وصلتنا روايتان له: رواية ابن خالويه، ورواية ابن الأنباري، وفي كل منهما زيادات على الأصل)

- كتاب جواهر الألفاظ لقدامة بن جعفر

- كتاب عمدة الكتاب ليوسف الزجاجي

- كتاب متخير الألفاظ لابن فارس

- كفاية المتحفظ لابن الأجدابي

وغيرها.

وقد اخترت كتاب (متخير الألفاظ) للمدارسة، مع أن جميع هذه الكتب مفيد ومناسب؛ إلا أنني اخترته لمكانة ابن فارس في العلم، ولأن كتابه أقلها شهرة، ويسهل الحصول على باقي الكتب دونه، ولأنه يذكر شواهد مفيدة من كلام العرب منثورها ومنظومها.

أخوكم ومحبكم / أبو مالك العوضي.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - 12 - 2010, 01:08 م]ـ

وقد رفعت الكتاب مصورا على هذا الرابط:

http://www.archive.org/details/Motakyr-Fares

وتفضل الأخ مصطفى قرمد مشكورا بتنسيقه وفهرسته على هذا الرابط:

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=70115

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[06 - 12 - 2010, 01:19 م]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:

الأستاذ الفاضل: أبا مالك العوضي

جزاك الله خيرا، ونفع بكم، وأحسن الله إليكم.

جاري تحميله.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - 12 - 2010, 04:53 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وبه نستعين، وصلى الله على محمد وآله أجمعين.

قال الشيخ الجليل أبو الحسين أحمد بن فارس رحمه الله:

هذا كتاب متخير الألفاظ مفردها ومركبها، وإنما نحلته هذا الاسمَ لما أودعته من محاسن كلام العرب، ومستعذب ألفاظها وكريم خطابها منظوم ذلك ومنثوره. ولم آل جهدا في الانتقاء والانتخاب والتخير.

وهو كتاب كاتب عرَف جوهر الكلام وآثر الاختصاص بجيده، أو شاعر سلك المسلك الأوسط، مرتقيا عن الدون المسترذل، ونازلا عن الوحشي المستغرب. وذلك أن الكلام ثلاثة أضرب:

ضرب يشترك فيه العِلْية والدون، وذلك أدنى منازل القول. وضرب هو الوحشي كان طباعَ قوم فذهب بذَهابهم. وبين هذين ضرب لم ينزل نزولَ الأول، ولا ارتفع ارتفاعَ الثاني، وهو أحسن الثلاثة في السماع، وألذها على الأفواه، وأزينها في الخطابة، وأعذبها في القريض، وأدلها على معرفة من يختارها.

وإنما ألفت كتابي هذا على الطريقة المثلى والرتبة الوسطى.

وجعلت مفاتح أبوابه الألفاظ المفردة السهلة، وختمته بالألفاظ المركبة الجارية مجرى الأمثال والتشبيهات والمجازات والاستعارات. وعولت في أكثره على ألفاظ الشعراء بعد التنقير عن أشعارهم والتأمل لدواوينهم.

فليعلم قارئه أنه كتاب يصلح لمن يرغب في جزل الكلام وحسنه، ولمن يجود تمييزه واختياره، فأما من سواه فسواءٌ هذا عنده وغيره. ونعوذ بالله من كلال الحد وبلادة الطبع وسوء النظر.

وليعلم أن أول ما يجب على الكاتب والشاعر اجتباءُ السهل من الخطاب، واجتنابُ الوعر منه، والأنس بأنيسه، والتوحش من وحشيه، فهذا زمان ذلك. ولن يتسنم أحد ذروةَ البلاغة مع التكلف للفظ الغلق، والتطلب للخطاب المستغرب. وقد تحريت في هذا الكتاب الإيماء إلى طرق الخطابة، وآثرت فيه الاختصار، وتنكبت الإطالة. فإن سمت به همته إلى كتاب أجمع منه، قرأ كتابي الذي أسميته (الحبير المذهب) * فإنه يوفي على سائر ما تركت ذكره هاهنا من محاسن كلام العرب إن شاء الله.


* بحثت عن هذا الكتاب وسألت عنه فلم أجد جوابا شافيا.

ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[08 - 12 - 2010, 05:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 12 - 2010, 10:19 ص]ـ
وجزاكم الله خيرا جميعا

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 12 - 2010, 10:21 ص]ـ
بابُ متخيَّر ألفاظ العرب في الكلام والبلاغة

يقولون: هذا رجل مِقوَل، فَتِيق اللسان، ذَرِب اللسان. ولسان طُلَق ذُلَق [وفيها لغات أخرى تراجع في اللسان].
وقد لسِن الرجل لسَنا. قال قطرب: يقال إنه لابنُ أقوال، وابنُ قَوْل، إذا كان ذا كلام ولسان، وإنه لذو عارضة إذا كان مُفوَّها، وهو حُذاقيّ، فصيحٌ، بيِّن اللهجة، ورجل نَقِل: حاضرُ الجواب. ويقال للرجل إذا خلطَ لِينَ الكلام بالشدة: قد شمَط. وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: اشمِطوا، أي خوضوا مرة في الشعر ومرة في الحديث. وبنو فلان شَمِيط، أي شُبّان وشِيب. ويقال: طرَقَ الكلام وماشَه. ويقال: هو جيدُ السياق للحديث. وهو يسرُد الحديثَ سردا. وهو خطيبٌ مِصقَع، ومُسهِب [بكسر الهاء هنا لأنه بفتحها يذكر في الذم على قول من فرّق بينهما]، وخاطبٌ سَلاَّقٌ، ورجل سَفَّاح، إذا كان قادرا على الكلام، قال الشاعر:

وقد ينطِقُ الشعرَ الغبيُّ ويلتوي = على البينِ السفاحِ وهو خطيبُ

ويقال: هو فصيحٌ صَنَع، وهو أعضبُ لسانا، وأعذبُ بيانا، وأبلُّ ريقا، وأرقُّ حاشيةً، وأفصحُ لهجةً، وأشدُّ عارضةً، وأصحُّ قريحةً، وأحصفُ عُقدةً، وأحسن سياقةً، وألبقُ إشارةً، وأبدهُ حجةً، وإنه لكما قال الشاعر:

تضعُ الحديثَ على مواضعه = وكلامُها مِن بعدِه نَزْرُ

وإن كلامَه لصريحٌ، وإن لسانه لفصيحٌ، وكأن بيانَه لؤلؤٌ منثورٌ، ورَوضٌ مَمطورٌ.

[انتهى الباب]
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير