تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[محاولة لتفسير الحروف التي تبدأ بعض سور القرءان الك]

ـ[نائل عبد العزيز]ــــــــ[07 - 11 - 2010, 12:08 ص]ـ

نائل عبد المجيد عبد العزيز

القدس العربي 18/ 06/1998

بسم الله الرحمن الرحيم

تفتح كثير من سور القرءان الكريم، كما هو معروف، بحروف معزولة. ولقد قُدمت على مر العصور الاسلامية تفسيرات عديدة لهذه الحروف، فمن قائل بأنها بمثابة جرس تنبيه للسامعين يجلب انتباههم قبل البدء بقراءة السورة، او انها عبارة عن اسماء لسور معينة بدل القول باسم السورة. وهناك من قالوا بأنها اشارات ترمز الى اسماء الله وصفاته، في حين ان جمهور علماء البلاغة يرون فيها ادوات تحد واعجاز. وهناك اخرون يرون فيها رموزا رقمية (بعد تحويل التسلسل الابجدي لارقام) وان حساب مجاميعها يعطي تفسيرها. هذا وان الغالبية العظمى من الناس تقول بأنها سر من اسرار الله لا يعلم الا هو.

قبل ان ادلي بدلوي في هذا الموضوع، ارجو من القارئ الجليل ان يعتبر هذه الدراسة مجرد محاولة اجتهادية بل مساهمة متواضعة لتفسير بعض الغموض الحاصل في شأن هذه الحروف. عسى ان تكون الافتراضات التي نقدمها مدخلا لنقاشات توضح اكثر مما نعرفه حتى الان عن هذه الحروف.

ان تفسير هذه حروف الفواتح التي تبدأ، بالتحديد، تسعا وعشرين سورة قرءانية، يكمن في الدرجة الاولى، في فهم اصولها، ومعرفتها في مصادرها الغارقة في القدم وبعد ذلك يصار حل وتفسير اشارتها وايمائاتها الخصوصية في الكتب السماوية. يجب الانتباه الى انه عندما تبدأ هذه الفواتح فسيكون ذلك مشروطا بان يكون ضمن هذه السور آية او عدة آيات ستذكر حوادث او شخصيات دينية معينة مرموزا اليها بتلك الحروف التي بدأت السورة. لكن ايضا يجب القول بوجود آيات تذكر نفس الحوادث والشخصيات في سور اخرى دون وجود حروف الفواتح وليس في ذلك تناقض وانما يعني فقط ان العكس ليس صحيحا.

ان الابجدية العربية المستعملة في يومنا الحاضر مشتقة من الابجدية النبطية - الآرامية الاصل وان هذه الاخيرة مشتقة من الابجدية الفينيقية - الاوغاريتية والتي كانت تشتمل على حروف هي عبارة عن مصطلحات مرسومة، وان هذه الابجدية الفينيقية - الاوغاريتية هي التي ستكون محور دراستنا بشكل رئيسي. ان الحروف العربية، خلال تطورها، ابتعدت قليلا عن اصلها في الفينيقية الاوغاريتية رسما ولفظا، فمثلا حرف الباء في العربية كان ينطق (بيت) في الفينيقية ورسمه على هيئة حجرة ومعناه بيت في بعض اللهجات كلهجة اهل تونس، وحرف الياء في العربية يلفظ ياد في الفينيقية ورسمه في ابجديتها على هيئة يد انسان ومعناه كذلك. وهكذا فأن بعض حروف الفواتح قد استمدت مصطلحاتها ومعانيها من الابجدية الفينيقية – الاوغاريتية وبعضها الاخر من الكتب السماوية نفسها كتلك المتعلقة بالشخصيات او المواضع الجغرافية او الاحداث الدينية او التاريخية الهامة بعد ان اعطاها القرءان الكريم البعدين المجازي والرمزي كما سنراه فيما يلي من الفواتح القرءانية.

حرف النون:

كما في سورة (القلم): بسم الله الرحمن الرحيم، ن والقلم وما تسطرون الى اخر السورة. ان حرف النون هنا له نفس اللفظ والمعنى في اللغتين الفينيقية والعربية ومعناه السمكة او الحوت (1). ان القرءان الكريم والتوراة نعتا نبي الله يونس ع بذي النون او ذنون اي صاحب الحوت، فسورة القلم التي تبدأ بهذا الحرف انما ترمز الى النبي يونس ع صراحة في الاية (48) من السورة ذاتها.

حرف القاف:

كما في سورة (ق) بسم الله الرحمن الرحيم، ق والقرءان المجيد. ان هذا الحرف له نفس المعنى واللفظ في العربية والفينيقية ويعني الوقوف وهو يرمز الى يوم القيامة كما هو واضح في هذه السورة حيث تتحدث آياتها عن يوم القيامة التي ذكرت في الانجيل في رؤيا يحيى المعمداني ع التي رأى فيها يوم الخلاص وظهور عيسى ع (3)، حيث ان حرف القاف له معنى مجازي ايضا يشير الى عيسى ع وعلاقة ذلك بيوم القيامة، او ان يكون حرفا يختص بالله تعالى اذ ان عيسى ع هو كلمة الله تعالى.

حرف الصاد:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير