[موضوع أعجبني وأحببت أن تشاركوني به ـ الاحتباك ـ]
ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[30 - 10 - 2010, 06:39 م]ـ
الاحتباك وأثره في تماسك النص
د. أنس بن محمود فجّال
يمكننا تناول مصطلح الاحتباك من خلال معطيات علم اللغة النصي، وذلك ببيان دور الحذف في التماسك النصي:
فالتماسك النصي يتحقق بوساطة الحذف من خلال محورين أساسيين يحتوي عليهما ([1] ( http://www.iwan7.com/editpost.php?do=updatepost&postid=12911#_ftn1)):
1 . التكرار: حيث اشترط النحويون كون المحذوف من لفظ المذكور ما أمكن، أو من مرادف له ومتعلق به ([2] ( http://www.iwan7.com/editpost.php?do=updatepost&postid=12911#_ftn2))، بمعنى أن يكون التكرار باللفظ أو بالمعنى أو بكليهما.
2. الإحالة: وذلك بنوعيها القبلية أو البعدية.
وقد أدرك السيوطي أن الحذف يحقق التماسك بين عناصر النص، وأطلق عليه مصطلح (الاحتباك)، «وهو أن يحذف من الأول ما أثبت نظيره في الثاني، ومن الثاني ما أثبت نظيره في الأوّل ... وقال الزركشي: هو أن يجتمع في الكلام متقابلان، فيحذف من كل واحد منهما مقابله لدلالة الآخر عليه. اهـ. وقد أطلق عليه مصطلح (الحذف التقابلي).
ومن ذلك قوله تعالى: (فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة) آل عمران: 13، أي: فئة (مؤمنة) تقاتل في سبيل الله، و (فئة) أخرى كافرة (تقاتل في سبيل الطاغوت). فقد دلّلنا على (مؤمنة) في الجملة الأولى ما يقابلها في الجملة الثانية، وهو (كافرة)، ودلّنا على المحذوف (فئة) في الجملة الثانية ما يقابلها في الجملة الأولى وهو (فئة)، ودلّنا على (تقاتل في سبيل الطاغوت) في الجملة الثانية ما يقابلها في الجملة الأولى (تقاتل في سبيل الله).
ومنه أيضًا قوله تعالى في قصة موسى (وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء) النمل: 12. والتقدير: وأدخل يدك في جيبك (تدخل غير بيضاء)، (وأخرجها) تخرج بيضاء. فدلّ لفظ (بيضاء) في الأواخر على عبارة (غير بيضاء) المحذوفة من الأوائل، ودلّت عبارة (وأدخل) في الأوائل على عبارة (وأخرجها) المحذوفة من الأواخر، فتمّ الاحتباك ([3] ( http://www.iwan7.com/editpost.php?do=updatepost&postid=12911#_ftn3)).
ومصطلح (الاحتباك) له أهميته عند دارسي التماسك؛ لأنّه يشير إلى الخيوط الأولى لنظرية التماسك النصي في تراثنا العربي. ومنه اشتقّ النصّيون مصطلح (الحبك) للدلالة على الانسجام المعنوي في النص.
ومأخذ هذه التسمية من الحبك الذي معناه الشدّ والإحكام، وتحسين أثر الصنعة في الثوب، فحبك الثوب سدُّ ما بين خيوطه من الفُرَج وشدّه وإحكامه، بحيث يمنع عنه الخلل مع الحسن والرونق. وبيان أخذه منه من أنّ مواضع الحذف من الكلام شُبّهت بالفُرَج بين الخيوط، فلمّا أدركها الناقد البصير بصوغه الماهر في نظمه وحوكه، فوضع المحذوف مواضعه كان حابكًا له مانعًا من خلل يطرقه، فسدّ بتقديره ما يحصل به الخلل» ([4] ( http://www.iwan7.com/editpost.php?do=updatepost&postid=12911#_ftn4)).
ونلحظ من خلال قوله تعالى: (وقيلللذين اتّقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا) النحل:30، أنّ التماسك فيها تمّ عن طريقين:
1. التكرار: فالمحذوف هو عينُه الدليل المذكور في السؤال السابق.
2. الإحالة: لأنّ المتلقي لم يتعرّف على المحذوف إلا بالرجوع إلى الدليل، عن طريق الإحالة الداخلية القبلية.
ولا بدّ من الإشارة إلى دور المتلقي في ملء هذا الفراغ الذي أحدثه الحذف، وذلك عن طريق الدليل الموجود في النص، سواءً أكان ملفوظًا أو ملحوظًا أم استبداليًّا، ولأجل أن يقوم المتلقي بهذا الدور فلا بدّ من إحالة، وهذه الإحالة تكون إلى الدليل كما سبق بيانه، وكلما كانت المسافة بين الفراغ (المحذوف) والدليل عليه أبعد كان أثر الحذف أقوى في تماسك النص وربط جمله ومكوناته.
المرجع: الإحالة وأثرها في تماسك النص في القصص القرآني. د. أنس بن محمود فجّال. 111، 113.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[30 - 10 - 2010, 11:13 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
أختي الحبيبة: هدى عبد العزيز
جزاك الله خيرا، موضوع قيم ومفيد، كتب الله لك ِ الأجر والمثوبة، وجعله الله في موازين حسناتك يوم تلقينه، ونفع الله بكِ الأمة الإسلامية / اللهم آمين.
ودمت ِ موفقة ومسددة.
ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[31 - 10 - 2010, 08:22 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
أختي الحبيبة: هدى عبد العزيز
جزاك الله خيرا، موضوع قيم ومفيد، كتب الله لك ِ الأجر والمثوبة، وجعله الله في موازين حسناتك يوم تلقينه، ونفع الله بكِ الأمة الإسلامية / اللهم آمين.
ودمت ِ موفقة ومسددة.
أختي زهرة متفائلة الفاضلة
بل الشكر لكِ على ذوقك العالي وجميل دعمك وتأييدك وحُسن كلماتك وتواضعك الجم
بارك الله فيكِ
تقديري
¥