تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الحروف داخل اغلب مصادرها لا على حروف جر فقط بالمعنى الذي نعرفه في باقي اللغات وإنما أيضا على أصوات حروف ( phoneme)، تُبقي جوهر وقيمة المصدر، مؤثرة في تضخيم أو تخفيف معناه، كما في إضافة حرف الهاء في وسط ـ نار- يعطينا نهار وهي كلمة أوسع وأشد وقعا من نور النار والهاء هنا ليست حرف جر ولكنها صوت لدلالة الكم. وهناك مصادر ليست عددها بقليل مدموجة بين جذرين متكاملين أو أكثر متجسدة بحروف لفظية تحجرت إن جاز التعبير في حروف الجر المستخدمة اليوم، وسنعرج إليها فيما بعد. ولا نقصد به تلك الكلمات ألتي مصدرها صوتي محض ( Onomatopoeia) ككلمة زمجرة أو قرقعة أو عواء الخ.

لقد حدث إندماج لاحق مصاحب إسقاط حروف وإبدال بالأصوات في فترات متأخرة نحو زمن تكوين العربية الفصحى المحكية اليوم وتعود تقديرا إلى ما قبل 1500عام على غرار دمج ضمير هو مع ذا لتؤلف -هذا-، أو أل التعريف إلى ذي في- ألذي- و لا على –لعل- وبإسقاط أللام تصبح علَ، ومن ذو= منذ ومذ الخ. دراستنا تذهب إلى المصدر العربي القح والقابل فقط للتصريف وليس المستعار من لغات أخرى وتم تعريبه، أو أسماء أجناس كعنكبوت وفردوس. وسنهتم بالمصدر العربي في نهاية صيرورته حوالي 10000 - 6000 عام قبل الحاضر بمعنى الفترة الزمنية ألتي مضى في تحوله إلى ثلاث حروف، وبناءا عليه ولأجل تأصيل المصدر العربي وجذره البدائي سنستعين أحيانا بالأكدية ألتي اُكتشفت قبل ظهور اللسان العربي الفصيح (القرءآني) إن صح القول على مسرح التاريخ، واللهجة الأكدية هي اقرب لفظا من اللهجة المهرية العربية الأصل موطنها اليمن وعُمان. سنرجع لشرح (فرضية) هذه التواريخ، وأقدمية اللغة العربية المذكورة أعلاه فيما بعد.

أما عن اللغة السومرية فهي بالتأكيد ساهمت بغناء اللغة العربية، وأن تاريخ هذه الحضارة ولغتها قد اكتنفها الغموض بسبب طريقة تفسير وقراءة الباحثين الغربيين للكتابة السومرية، بالرغم من الفضل ألذي يعود إاليهم بحل رموزها، وإهمال رُقِمِهم ألتي تعج بها مخازن المتاحف والجامعات في أوربا وأمريكا دونما القيام بمسحها وترجمتها منذ أكثر من قرن ليومنا ولكن بحوث اليوم العلمية لباحثين أمثال W. Nutzel ، Kurt Lambeck ، Gary A. ***** ، P. Johnston ، C. Smither K. Fleming ، Y. Yokoyam وغيرهم في الجيولوجية والمناخ والبيئة في المنطقة بدأت تعطي بعض المؤشرات المهمة لمعالم أصل وموطن هذه الحضارة العريقة وألتي تؤدي إلى الإعتقاد بأنهم أبناء المنطقة المحليين أي لم يأتو من خارجها كما زُعم عشوائيا سابقا، وأنها قد عاصرت العرب منذ القدم البعيد جدا وإلا كيف نفسر ظهور ونشوء حضارة كبيرة كالسومرية "فجأة" وسلميا في المنطقة إن لم تكن مطبوعة ومعجونة ببيئتها منذ القدم القديم. أن الخطأ الذي تم بقرن السومرية القديمة في تركيبتها بالعربية ولهجاتها جعلنا أن نقع نحن في الخطأ نفسه ونخرج بالإستنتاج "المدمر" أن السومرية تختلف جذريا عن العربية ولكن إذا تفحصنا بعمق سنجد جذور مصادر وحروف الجر العربية القديمة قريبة جدا من الجذور والحروف السومرية في زمن ما قبل تكوين المصدر العربي الثلاثي الأحرف أي اكثر بكثير من 6000 عام. أن هذا الموضوع ليس مادتنا في هذا المقال وإنما سنتناوله في بحث آخر آجل.

هذا البحث هو بالحقيقة عبارة عن مقدمة في تأصيل مصادر اللغة العربية القديمة حيث لم يسبقه أي بحث آخر في ذات المضمار وما هو سوى قطرة ماء من بحر بحوث هذه اللغة الفريدة. وهو أيضا دعوة للتحقيق والبحث مفتوحة للجميع متخصص أو غير متخصص في الموضوع ألذي بقى مهملا في الوقت ألذي يشن فيه هجوما متوترا هستيريا وعنيفا من قبل أعلام العولمة وخصوم اللغة العربية يهدفون تشويه وقطع شجرتها المثمرة وهي ألتي عروقها الراسخة تمتد لتصل إلى بداية نشأة الإنسان نفسه.

تطور المصدر الثلاثي الأحرف

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير