لعلكِ تقصدين بهذا ما ذهب إليه عبد الصبور شاهين في كتابه " أبي آدم " من التمييز بين كلمتي "البشر" و"الإنسان" وأن كلمة "بشر" تطلق على الأطوار القديمة التي كان عليها الإنسان قبل استصطفاء الله لآدم من بين بقية المخلوقات التي يطلق عليها "بشر". فالبشر: "تسمية لذلك المخلوق الذي أبدعه الله من الطين". فبين (البشر والإنسان) عموما وخصوصا مطلقا، فـ (البشر) لفظ عام في كل مخلوق ظهر على سطح الأرض، يسير على قدمين، منتصب القامة، و (الإنسان) لفظ خاص بكل من كان من البشر مكلفا بمعرفة الله وعبادته، فكل إنسان بشر، وليس كل بشر إنسانا.
إن كنتِ تقصدين ذلك .. فإنّ هذا التفريق ساقط ولا دليل عليه لا من الناحية العلمية ولا الشرعية، فكلمة بشر إنما هي مرادف لكلمة إنسان من الناحية اللغوية وبينهما فروق تذكر على سبيل اللطائف والطرائف
* وسوف أضع لكِ أنا هذه الفروق التي أقتبتسها من مشاركة أحد الأخوة الأفاضل واسمه " أبو منذر " جزاه الله خيرا " من كتاب " الفروق اللغوية" للأديب أبي هلال العسكري-رحمة الله عليه- (395هـ):
* "الفرق بين الناس والبشر*:
أن قولنا: البشر يقتضي حسن الهيئة، وذلك أنه مشتق من البشارة، وهي حسن الهيئة؛ يقال: رجل بشير، وامرأة بشيرة إذا كان حسن الهيئة؛ فسمى الناس بشرا لأنهم أحسن الحيوان هيئة.
ويجوز أن يقال: إن قولنا بشر يقتضي الظهور، وسموا بشرا لظهور شأنهم؛ ومنه قيل لظاهر الجلد بشرة.
وقولنا الناس يقتضي النَّوس وهو الحركة.
والناس جمع والبشر واحد وجمع، وفي القرآن {ما هذا إلا بشرمثلكم}، وتقول: محمد خير البشر؛ يعنون الناس كلهم.
ويثنى البشر، فيقال: بشران وفي القرآن {لبشرين مثلنا}، ولم يسمع أنه يجمع"اهـ
قلت: ويؤكد أن البشر من حسن الهيئة أو من الظهور ... قوله تعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28)}
1 - من حسن الهيئة: بدليل أن الله تعالى سماه أولا إنسانا ثم لما اكتملت هيئته سماه بشرا؛ كما قال {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} فالسجود بعد تسويته، لذا سماه بشرا.
2 - من الظهور: لأن آدم ظهر على الملائكة بسجودهم له.
ويكفي دليلاً على تهافت هذا الرأي " الذي يقول: إنّ كل إنسان بشر، وليس كل بشر إنسانا.: قوله تعالى: ?إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُون? (آل عمران:59) , فهذا يؤكد أن آدم - وهو يطلق عليه "إنسان" باعتراف الدكتور عبد الصبور شاهين خلقه الله خلقا مباشرا من طين (تراب). والآية: ?خَلَقَ الإنسانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ? (الرحمن: 14)، وهي صريحة في خلق الإنسان من طين.
كما وأن كلمة "بشر" استعملت في القرآن الكريم في الإنس حسب تقسيم الدكتور عبد الصبور شاهين:
قال تعالى: "قالت رب أنَّى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر" (آل عمران، 47).
وقال تعالى: "وقلن حاشا لله ما هذا بشرا" (يوسف31).
وقال تعالى: "ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلِّمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين" (النحل103).
وغيرها من الآيات .. والمهم أن نعلم أن هذا التفريق لا دليل عليه فضلاً عن استغلاله بطريقة غير علمية من قبل من لا خلاق له لتمرير نظرية داروين لتوافق أهوائهم المريضة.
هذا بتصرف، وتحويل الخطاب من مذكر إلى مؤنث ودمج بعض المشاركات.
والله أعلم بالصواب، وهو الموفق، وانتظري كذلك
* أهل العلم * لعل لديهم إضافة
ـ[يحيى عيسى الشبيلي]ــــــــ[13 - 12 - 2010, 08:44 م]ـ
التمييز بين كلمتي "البشر" و"الإنسان" وأن كلمة "بشر" تطلق على الأطوار القديمة التي كان عليها الإنسان قبل استصطفاء الله لآدم من بين بقية المخلوقات التي يطلق عليها "بشر". فالبشر: "تسمية لذلك المخلوق الذي أبدعه الله من الطين". فبين (البشر والإنسان) عموما وخصوصا مطلقا، فـ (البشر) لفظ عام في كل مخلوق ظهر على سطح الأرض، يسير على قدمين، منتصب القامة، و (الإنسان) لفظ خاص بكل من كان من البشر مكلفا بمعرفة الله وعبادته، فكل إنسان بشر، وليس كل بشر إنسانا.
كلام مفيد ومعلومة جميلة من زهرة فواحة