قال الشافعي - رحمه الله - في ((الرسالة)) 42 (لسانُ العرب أوسعُ الألسنة مذهباً، وأكثرها ألفاظاً، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي، ولكنه لا يذهب منه شيء على عامتها حتى لا يكون موجوداً فيها من يعرفه).
وهذا كلام حري أن يكون صحيحاً، ولم يَدَّعِ أحد ممن مضى حفظ اللغة كلِّها [2].
والمراد بكلام العرب المستشهد به كلامُ القبائل العربية الموثوق بفصاحتها، وصفاء لغتها في الجاهلية والإسلام إلى أن فسدت الألسنةُ بالاختلاط مع الأعاجم، وفشو اللحن.
وأفصح العرب قبيلة قريشٍ، ولهذا نزل القرآن الكريم بلغتها.
قال أبو نصر الفارابي في أول كتابه المسمى بـ ((الألفاظ والحروف)) [3]: (كانت قريش أجود العرب انتقاداً [4] للأفصح من الألفاظ، وأسهلها على اللسان عند النطق بها، وأحسنها مسموعاً، وأبينها إبانةً عمَّا في النفس، والذين عنهم نقلت اللغة العربية، وبهم اقتدي، وعنهم أخذ اللسان العربي من بين قبائل العرب هم: قيس، وتميم، وأسد، فإن هؤلاء هم الذين عنهم أكثر ما أخذ ومعظمه، وعليهم اتكل في الغريب، وفي الإعراب والتصريف، ثم هُذَيْل، وبعض كنانة، وبعض الطائِيِّينَ، ولم يؤخذ عن غيرهم من سائر قبائلهم) [5].
وقال أحمد بن ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%B6%D8%A7%D8%AD+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B6%D8%AF%D9%8A+%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%85%D8%AF+%D8%A8%D9%86+%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-11-16&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) فارس ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%B6%D8%A7%D8%AD+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B6%D8%AF%D9%8A+%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%85%D8%AF+%D8%A8%D9%86+%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-11-16&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) في ((الصاحبي)) 33 34 (… أجمع علماؤنا بكلام العرب، والرواة لأشعارهم، والعلماء بلغاتهم وأيامهم ومحالِّهم: أن قريشاً أفصح العرب ألسنةً، وأصفاهم لغة، وذلك أن الله جل ثناؤه اختارهم من جميع العرب واصطفاهم، واختار منهم نبيَّ الرحمة محمداً - صلى الله عليه وسلم -.
فجعل قريشاً قُطَّانَ حرمه، وجيران بيته الحرام، ووُلاتَهُ. فكانت وفود العرب من حُجَّاجها وغيرهم يفِدون إلى مكة للحج، ويتحاكمون إلى قريش في أمورهم. وكانت قريش تعلَّمهم مناسِكَهم، وتحكم بينهم…
وكانت قريش مع فصاحتها، وحسن لغاتها. ورِقَّةِ ألسنتها إذا أتتهم الوفود من العرب، تخيَّروا من كلامهم وأشعارهم أحسن لغاتهم، وأصفى كلامهم، فاجتمع ما تخيروا من تلك اللغات إلى نحائِزِهِمْ وسَلاَئِقِهِمْ التي طبعوا عليها، فصاروا بذلك أفصح العرب.
ألا ترى أنك لا تجد في كلامهم عَنْعَنَةَ تميم [6]، ولا عَجْرَفِيَّةَ قيس [7]، ولا كَشْكَشَة أسد [8]، ولا كَسْكَسَةَ ربيعة [9]، ولا الكَسْرَ الذي تسمعه من أسد، وقيس مثل: يِعْلَمُون ونِعْلَم، ومثل: شِعير وبِعير؟) [10].
والنحاة اعتمدوا في تقعيد القواعد، وتثبيتها على لغات هذه القبائل، فاعتمدوا على لغة قريش، وسموها: اللغة الحجازية، ويأتي بعدها في الفصاحة لغةُ تميم، وتُقْرَنُ بكتب النحو والصرف بلغة الحجاز.
وللنُّحاة عانية بذكر لغة قيس، وقد تقرن بلغة الحجاز، وبلغة تميم، كما يعتنون بلغة بن ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%B6%D8%A7%D8%AD+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B6%D8%AF%D9%8A+%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%85%D8%AF+%D8%A8%D9%86+%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-11-16&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) ي أَسَدٍ، وبلغة طيء.
¥