والدليل على أن تجلي الله عز وجل لم يكن كليا (يعني ظهور صفة من صفاته وليس كلها) هو الآية التي فيها ذكر تجلي الله عز وجل للجبل، حيث أن الآثار تدل على أن الله لم يتجلى كليا للجبل، جزء بسيط من الحجاب فقط انكشف.
فبجمع الروايات المختلفة يظهر لنا أن معناها كشف الله عن ساقه العظيمة اللائقة بجلاله.
ولا ننكر ارتباط الآية بالحديث، فهما مرتبطان، فالحديث يفسر الآية كما فسرها ابن مسعود رضي الله عنه، والأثر عن ابن عباس رضي الله عنه يفسر الآية بمعنى الأمر الشديد والعظيم.
ونجمع بينهما فلا تعارض بين التفسيرين.
والله أعلم
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[02 Oct 2008, 01:02 م]ـ
الأخت الكريم ..
وكأني بك أعلم من الإمام الخطابي والإمام القرطبي والإمام النووي والإمام ابن حجر وغيرهم من شراح الحديث وحفاظه بأقوال السلف الصالح، وهذا في الحقيقة ينبغي التورع من القول به منطوقا ومفهوما، وهل فيما نقلتيه نص صريح من علماء السلف الصالح على تعين حمل الساق في الحديث على الصفة الحسية كما تعبرين؟؟ وأن الله الحجاب يرفع عن جزء من الله تعالى كما تقولين؟؟ أين تلك النصوص الصريحة التي تغافلها شراح الحديث وحفاظه وكتموها وحملوا الساق في الحديث على غير ما حملتيه؟؟ الله تعالى يعرف بأفعاله أيضا التي لا يقدر عليها غيره، فمن أين لك حصر معرفة الله تعالى فقط بذاته؟؟؟ ثم كيف تجمعين بين عدم معرفة المؤمنين لذات الله تعالى واعترافهم بأنها لا تشبه شيئا، وبين طلبهم رؤية الساق التي يعرفونه بها من قبل وهي على قولكم محمولة على معناه الظاهر الذي كما تصرحين أنت بأنها جزء حسي من الله تعالى؟؟؟؟ وما المانع من الجمع بين كشف الساق التي هي الشدة للكافرين وبين رفع الحجاب عن أعين المؤمنين ليرون الله تعالى في ذلك الموقف الهائل، فكشف الساق للكافرين وكشف الحجاب للمؤمنين، لا أن المكشوف ساق الله تعالى التي تقولين بأنها جزء الإله الحسي.
أرجو منكم إسقاط شعارات السلف الصالح المرفوعة وتحميلهم ما لم يقولوه والنظر في الأحاديث الواردة في ذلك الباب وتفسير السلف الصالح للآية بعين الإنصاف، وعدم اتهام حفاظ الحديث بالزيغ في العقائد والانحراف عن المنهج الصحيح لأن ذلك أصلا يفتح القدح فيهم في باقي الأبواب والمسائل، فكيف يؤتمنون على الحديث وقد أنكروا ما يتعلق بالعقائد؟؟ فشراح الحديث المذكورين كانوا على الهدى والتقى ولم يكونوا لحقائق أصول الدين كاتمين، ولا ينبغي لأحد ممن جاء بعدهم سيما في عصرنا أن يصنفهم ويحكم عليهم بالضلال الجزئي في باب العقائد، وكأنه فاقهم علما وحفظا وهم من هم في العلم والزهد والورع، ونحن نغترف من فضلهم ومصنفاتهم إلى يومنا هذا هي المعتمدة، بل كتبهم اليوم هي شعار أهل السنة والجماعة كالخطابي والنووي وابن حجر والقرطبي وغيرهم من الحفاظ الأثبات المتقنين. والله تعالى أعلم.
أرجو من الأخت أن تتجنب وصف الله تعالى بالجزء والحسي وغير ذلك مما أشرت إليه، فإنه لا يليق ولا يجوز.
قال الإمام القرطبي: فأما ما رُوِي أن الله يكشف عن ساقه فإنه عز وجل يتعالى عن الأعضاء والتبعيض وأن يكشف ويتغطى. ومعناه أن يكشف عن العظيم من أمره. وقيل: يكشف عن نوره عز وجل. وروى أبو موسى: عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: «عَنْ سَاقٍ» قال: " يكشف عن نور عظيم يخرون له سجدا ".
وأذكر بأن المقصود من المشاركة بيان عدم صحة القول بأن حديث الساق الذي في البخاري نص صريح قطعي لا يحتمل التأويل يراد به كما عبرت الأخت العقيدة جزء حسي للإله يكشف للمؤمنين يوم القيامة. فقد ظهر ولله الحمد بطلانه.
ـ[مالك حسين]ــــــــ[02 Oct 2008, 01:22 م]ـ
فقد أخرج الإمام أحمد عن أبي بُردة عن أبي موسى قال حدّثني أبي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا كان يوم القيامة مُثِّل لكل قوم ما كانوا يعبدون في الدنيا فيذهب كلُّ قومٍ إلى ما كانوا يعبدون ويبقى أهل التوحيد فيقال لهم ما تنتظرون وقد ذهب الناس فيقولون إن لنا ربًّا كنا نعبده في الدنيا ولم نره ـ قال ـ وتعرفونه إذا رأيتموه فيقولون نعم فيقال فكيف تعرفونه ولم تروه قالوا إنه لا شبيه له فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله تعالى فيخرون له سجدًّا وتبقى أقوام ظهورهم مثل صَيَاصِي البقر فينظرون إلى الله تعالى فيريدون السجود فلا
¥