تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فهل تقول بأن الساق هنا خلق من مخلوقات الله عز وجل أضيفت إلى الله عز وجل تشريفا وتعظيما؟

فإذا كان الجواب بنعم، فما هو هذا المخلوق الذي شرف وعظم بإضافته لله عز وجل؟

أما استدلالك بالأئمة الذين ذكرتهم، فإنك غفلت عن كثير من العلماء الذين أتوا قبلهم وبعدهم ممن أثبتوا الصفات كلها على ظاهرها ومنها صفة الساق.

واستدلوا برواية ابن مسعود رضي الله عنه.

وهم أعلم وأفهم منا بكلام السلف.

وهذا جزء من حوار طويل دار بين شيخ الحنابلة أبو إسحاق شاقلا المتوفي (369 هـ) وأبو سليمان الدمشقي، نقله ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة، والشيخ شاقلا يثبت الصفات على ظاهرها ويعتقده عقيدة السلف الصالح كما هو ظاهر في الحوار بأكمله:

[فقال (أبو سليمان الدمشقي) لي جوابا عن حديث أنس: " إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها " إنما هما نعمتان.

فقلت (أبو إسحاق شاقلا) له: هذا الخبر يقول: " إن الأصبعين نعمتان؟ " واليدين صفة للذات ولم يتقدمك بهذا أحد إلا عبد الله بن كلاب القطان الذي انتحلت مذهبه ولا عبرة في التسليم للأصابع والتأويل لها على ما ذكرت: إن القلوب بين نعمتين من نعم الله عز وجل.

ثم قال لي: وهذا مثل روايتكم عن ابن مسعود في قوله عز وجل يوم يكشف عن ساق إن الله عز وجل يكشف عن ساقه يوم القيامة؟.

فقلت له هذا رواه ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فأنكره عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال: هذا من كلام ابن مسعود وقد روي عن ابن عباس أنه قال: " الشدة ".

فقلت له: إنما نذكر ما جاء عن الصحابة إذا لم نجد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فقال لي: تحفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم؟.

قلت: نعم. هذا رواه المنهال ابن عمرو عن أبي عبيدة بن عبد الله عن مسروق بن الأجدع حدثنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم وينزل الله عز وجل في ظلل من الغمام وذكر الحديث بطوله وقال فيه: فيأتيهم الله تبارك وتعالى فيقول لهم: ما لكم لا تنطلقون كما انطلق الناس؟ فيقولون: لنا إله فيقول: هل تعرفونه إن رأيتموه؟ فيقولون: نعم بيننا وبينه علامة إن رأيناها عرفناه قال: فيقول: ما هي؟ فيقولون: يكشف عن ساقه. قال: فعند ذلك يكشف عن ساقه قال: فيخر من كان بظهره طبق ويبقى قوم ظهورهم كأنها صياصى البقر يريدون السجود فلا يستطيعون. وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون " في حديث فيه طول وقد روي أيضا من طريق أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فقال: أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري؟

فقلت له: هذا في صحيح البخاري فليس من شرطه أبو هارون العبدي لضعفه عنده وعند أئمة أهل العلم ولم يحضرني إسناده في وقت كلامي له وأخرجته من صحيح البخاري كما ذكرته: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد ابن زياد المقرئ يعرف بالنقاش قال: حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: حدثنا آدم قال: حدثنا الليث عن خالد ابن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " يكشف ربنا تبارك وتعالى عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد له في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا ".]

ـ[الجكني]ــــــــ[02 Oct 2008, 05:49 م]ـ

أرى البحث والنقاش خرج ويخرج عن مساره إلى " متاهات" وطرق " وعرة" سلكها العلماء الكبار قبل 8 - 10قرون ولم يصلوا في نهايتها إلى رأي اتفقوا عليه، وأحرى من جاء بعدهم واخص أهل عصرنا بأن لايصلوا إلى ذلك، وما الحال إلا أن " كل يغني على ليلاه" فالله تعالى قد كتب وجود المدرسة الحنبلية وخصمها المدرسة " الأشعرية"- ولكل أن يسمي ذلك بماشاء من أسماء - وحدث بينهما ماحدث ويحدث،والخاسر الوحيد من هذه الحوادث هو " توحيد " كلمة المسلمين.

هذا على العموم.

أما على التفصيل:

فأرى من خلال ما هو مكتوب أعلاه بقلم أكثر من أخ ادعاء أن مذهباً معيناً هو مذهب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أن الموجود عن بعضهم هو الأمر بالسكوت وأن التفسير إنما يكون بقراءة تلك النصوص فقط، وهذا إما أن بعض الباحثين وقف عليه ونسيه وإما أنه يعرفه وسكت عن ذكره، وفي كلتا الحالتين لايصح النقاش معه.

ثانياً:

رأيت إقحام الإمام مالك رحمه الله في هذا الباب مع أنه رحمه الله ليس عند من يستدل برأيه في هذا الباب غير موقفه وقوله وكلامه رحمه الله في مسألة " الإستواء "؟؟؟

فهل يصح أن نبني مذهب الإمام مالك - وأقصده كشخص وليس كإمام للمذهب -ورأيه في هذا الباب بناء على مسألة واحدة؟؟؟ أم أننا يجب علينا تتبع آرائه وأقواله في المسائل كلها ثم نعطي حكماً:

وأقول بكل صراحة قد لاتعجب الكثيرين:

من قرأ كتب المالكية وخاصة القديمة منها القريبة العهد بالإمام فسيجد اقوالاً في بعض المسائل غير مسألة " الإستواء" يقول فيها الإمام مالك قولاً قد لايعجب بعضهم.

وكلمة أخيرة لأختي الكريمة " العقيدة ":

لوأراد شخص أن يتعامل مع كلامك بالمصطلحات العلمية المتعارف عليها في هذا العلم- أعني علم الكلام - فلن يفهم إلا أنك -وأعيذك بالله أن تكوني كذلك - تقولين بالتجسيم تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً، فهذه الكلمات وأمثالها " الحسية - جزء من كذا .. يجب الحذر منها في استخدامها في جانب الله تعالى إلا إذا كنت قد نقلتيها من عالم معتبر فياليتك تحيلين عليه.

والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير