لقد قال لك الفاضل الجكني كلمة لو تدبرتها لفهمت كثيرا مما غاب عنك، وهي أن الاختلاف ليس في النصوص الشرعية، فهل ترى مثلا ابن حجر أو القرطبي أو النووي يردون حديثا صحيحا ولا يقبلون دلالته إن كانت قطعية؟؟ لكن الاختلاف إنما هو فهم تلك النصوص الشرعية، وشتان بين الأمرين. والفهم والجمع بين النصوص على مقتضى القواعد الشرعية والعقلية واللغوية هو ما ينقص إخواننا من "أهل الحديث" "وبقية السلف الصالح" الذين احتكروا هذه الألقاب وجعلوها علما عليهم.
ما بالك تتغافل عن العلماء الذين أتوا قبلهم رحمهم الله؟
ألم يكن هناك مفسرون ومحدثين قبلهم؟
نحن نحترم هؤلاء العلماء، والشيخ عبد الرحمن السديس لم يذكر أي اسماء عندما قال ما قال
وبعض من ذكرتم ليس له كتب مخصصة في العقيدة حسب ما أعلم مثل ابن حجر رحمه الله.
والإمام البيهقي كتبه مسندة
وابن كثير وابن عبد البر والبغوي رحمهم الله عقيدتهم موافقة لعقيدة السلف وأهل السنة.
ومن ذكرتهم من العلماء (النووي والقرطبي وابن حجر رحمهم الله) كلهم اتوا بعد 600 هـ، فأين العلماء قبل 600 هـ؟ ألم يكن هناك علماء على العقيدة الصحيحة قبلها أم ماذا؟
وما قولك في المفسرين مثل الإمام الطبري رحمه الله؟ فعقيدته كانت موافقة لعقيدة أهل السنة وأكبر دليل على ذلك هو كتابه التبصير في الدين ثم تفسيره
وما قولك في علماء الحديث الذين اتوا قبلهم ولهم تعليقات على كثير من الأحاديث في كتبهم كالإمام ابن خزيمة وابن عبد البر وهما على عقيدة أهل السنة والجماعة
ما قولك في طعن بعض علمائكم في العلماء المتقدمين من أهل السنة من المحدثين وغيرهم؟
ألم يخدموا الدين واستفاد علماء المسلمون من كتبهم وحفظهم للسنة؟
وكون العالم له علم كثير وجهود في نشر العلم وحفظه وخدمة الدين لا يعني أنه معصوم ولا يقع في الخطأ حتى في مسائل العقيدة
ووقوعه في خطأ في مسألة أو مسألتين في العقيدة لا يخرجه كليا من أهل السنة
كالإمام ابن حجر والنووي رحمهما الله جميعا
ونحن نعتقدهم من أهل السنة وليسوا أشاعرة فهم لم يوافقوا الأشاعرة في كل أصولهم.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[03 Oct 2008, 11:56 ص]ـ
الإخوة الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الغاية من الحوار ما هي؟
الوصول إلى الحق أم الوصول إلى الاتفاق؟
الاتفاق أظن انه غير ممكن لا أريد أن أقول إنه مستحيل فهي مسائل لو ذهب كل منا ينقل ويبحث في بطون الكتب المعتمدة والشروح والحواشي ووو لطال بنا الحوار لعدة سنوات دون جدوى وخلال هذه الفترة من الحوار ستكون الدنيا تغيرت مرة أخرى ...
ونحن لا نزال ننقل وندافع ووو ونحتج ...
أما الحق فلا شك أنه مع أحد الفريقين المتحاورين ولكن هل الفريق الآخر المخطئ ضال أم مأجور ومثاب عند الله عز وجل؟
لا أدري لماذا مثل هذه الموضوعات تستهوي البعض للحوار فتجد المشاركات تزداد تضخماً ... وانا استغربت حين رأيت هذا العدد من المشاركات والردود ... مع أن هناك مسائل طُرحت مهمة جداً تجاوزها الناس ولم تجد تعقيباً واحداً عليها .. ولا مشاركات ولا إضافات ...
السبب هو أن المسائل الجديدة تحتاج إلى بناء ومشاركات فعالة تحتاج إلى جهد وإعمال للعقل والتفكير والتأمل وهذا ما لا نجد له وقتاً ...
أما التذكر لتلقينات العلماء ولما في بطون الكتب والقص واللصق فهو يسير على من يسره الله عليه ..
وهكذا تظل الدائرة تدور في مكانها لا تتحرك وإنما تتسع فقط ..
الخلافات العقدية والكلامية القديمة ستظل تلقي بأثقالها فوق رؤسنا وتشغلنا عما يلزم لزماننا وما يلزم زماننا كثير جداً جداً بحيث نحتاج إلى كل ذرة وقت وذرة جهد حتى نستطيع البدء في البناء ....
إخوتي ليدخل أحدكم إلى منتدى الملحدين العرب مثلاً ... ولينظر كم هناك من المقالات التي تحتاج منا إلى جهد ورد ومناقشة وحوار وكم نحن مقصرون في الجهاد الفكري بالقرآن والسنة // وجاهدهم به جهاداً كبيرا // ...
علماً إخوتي الكرام أن هذا العمل أعني مواجهة الملاحدة لا يشكل إلا جزءاً من مهمتنا والأهم من ذلك أن ننهض نحن من تحت الركام: الاستعمار - التخلف - الجهل - الأمية - الفقر - الاستبداد - المرض - الشقاق والفرقة - النفاق - علماء السلطان - العلمانية -
العولمة - الغلاء ....
إخوتي الكرام: لقد نشرت في الملتقى بحثاً عن " العلاقة بين العلمانية والغنوصية " وهو مبحث في أطروحتي للدكتوراه وقد عدلت فيه واستغرقت كتابته مني على الأقل ثلاثة أشهر وقد تمت زيارته أكثر من خمسمائة مرة من قبل رواد الملتقى ....
تمنيت لو ان أحداً عقب بكلمة أو أضاف شيئاً نافعاً ... أو حتى كلمة شكر تجبر الخاطر .. باستثناء الأخ المصري وفقه الله ...
أرجو المعذرة لهذه الملاحظة ولكن انظروا إلى موضوعات الصفات والخلافات القديمة حولها كم تستهوينا وتشغلنا وتجرنا إلى هاويتها ... وتضيع وقتنا ... بينما ما يتصل بالواقع والحال والزمان يرمى في زوايا الإهمال ...
السؤال المهم: لماذا؟!
¥