في قوله يوم يكشف عن ساق وكان ابن عباس يقول: كان أهل الجاهلية يقولون: شمرت الحرب عن ساق يعني إقبال الآخرة وذهاب الدنيا) اهـ
وفي مشكل القرآن لابن قتيبة:
(فمن الاستعارة في كتاب الله عز وجل (يوم يكشف عن ساق) أي عن شدة من الأمر، كذلك قال قتادة، وقال إبراهيم: عن أمر عظيم.
وأصل هذا أن الرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج إلى معاناته والجد فيه، شمر عن ساقه، فاستعيرت الساق في موضع الشدة) اه
* تأويل ابن عباس وغيره من السلف الإتيان بإتيان الأمر:
قال القرطبي في تفسيره 7/ 129:
(أو يأتي ربك) قال ابن عباس و الضحاك:
أمر ربك فيهم بالقتل أو غيره، وقد يذكر المضاف إليه والمراد به المضاف، كقوله تعالى: واسأل القرية [يوسف: 82] يعني أهل القرية. وقوله: وأشربوا في قلوبهم العجل [البقرة: 93] أي حب العجل.
كذلك هنا: يأتي أمر ربك، أي عقوبة ربك وعذاب ربك.) اهـ
* تأويل ابن عباس وغيره من السلف الكرسي بالعلم:
في تفسير ابن أبي حاتم 2/ 490
(حدثنا ابو سعيد الأشج، ثنا ابن إدريس، عن مطرف بن طريف عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس:
قوله: وسع كرسيه السموات والأرض قال: علمه.
وروى عن سعيد بن جبير، نحو ذلك)
وفي تفسير ابن جرير 3/ 6:
(حدثنا أبو كريب و سلم بن جنادة قالا، حدثنا ابن إدريس، عن مطرف، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:
وسع كرسيه، قال: كرسيه علمه.
حدثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا مطرف عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مثله، وزاد فيه: ألا ترى إلى قوله: ولا يؤوده حفظهما
ثم قال ابن جرير بعد ذلك:
(وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن، فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عنه أنه قال: هو علمه. وذلك لدلالة قوله تعالى ذكره: ولا يؤوده حفظهما على أن ذلك كذلك. فأخبر أنه لا يؤوده حفظ ما علم وأحاط به مما في السماوات والأرض، وكما أخبر عن ملائكته أنهم قالوا في دعائهم: ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما [غافر: 7]، فأخبر تعالى ذكره: أن علمه ومع كل شيء، فكذلك قوله: وسع كرسيه السماوات والأرض.
قال أبو جعفر: وأصل الكرسي العلم. ومنه قيل للصحيفة يكون فيها علم مكتوب كراسة، ومنه قول الراجز في صفة قانص:
حتى إذا ما احتازها تكرسا
يعني علم، ومنه يقال للعلماء الكراسي، لأنهم المعتمد عليهم، كما يقال: أوتاد الأرض، يعني بذلك أنهم العلماء الذين تصلح بهم الأرض، ومنه قول الشاعر:
يحف بهم بيض الوجوه وعصبة كراسي بالأحداث حين تنوب
يعني بذلك: علماء بحوادث الأمور ونوازلها) اه كلام ابن جرير
وفي الدر المنثور:
(وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس:
{وسع كرسيه السموات والأرض} قال: كرسيه علمه، ألا ترى إلى قوله {ولا يؤده حفظهما}
) اهـ
* تأويل ابن عباس وغيره من السلف الأيدي بالقوة:
في تفسير ابن جرير 11/ 472:
في قوله تعالى (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون)
(يقول تعالى ذكره: والسماء رفعناها سقفاً بقوة.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك.
حدثني علي قال: ثنا أبو صالح قال: ثني معاوية عن علي عن ابن عباس:
قوله والسماء بنيناها بأيد يقول: بقوة.
حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد:
قوله بأيد قال: بقوة.
حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة:
والسماء بنيناها بأيد: أي بقوة.
حدثنا ابن المثنى قال: ثنا محمد بن جعفر قال: ثنا شعبة عن منصور:
أنه قال في هذه الآية والسماء بنيناها بأيد قال: بقوة.
حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله والسماء بنيناها بأيد قال: بقوة.
حدثنا ابن حميد قال: ثنا مهران عن سفيان:
والسماء بنيناها بأيد قال بقوة) اهـ
و في الدر المنثور:
(وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {والسماء بنيناها بأيد} قال: بقوة.
¥