ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[03 Oct 2008, 10:59 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه
للأسف بعض الأعضاء - مثل العبد الفقير - لا يتيسر لنا الاشتراك كثيرا في المواضيع المطروحة لقلة اتصالنا بالنت، فتظهر بعض تعليقاتنا القليلة وكأنها شاذة عن الاتجاه الأساسي للمنتدى،
وعلى كل حال فهذا الموضوع - بكثرة النقاش فيه - قد أغراني بالمشاركة التي ستكون مختصرة إن شاء الله، في نقاط قليلة موجزة:
1 - ندرك جميعا أننا نختلف كثيرا في العقائد،بل وفي بعض أساسياتها، والذي يجمعنا هنا في هذا المنتدى هو كوننا مسلمين مختصين في دراسة القرآن الكريم وما يتعلق به، وغالب من يتردد على الموقع قد بلغ في الدرس مبلغا يجعله مستقرا على مذهب في الصفات والعقائد يكاد يستحيل إقناعه بتركه، وعليه فإن طرح الموضوع أصلا لم يكن هذا مكانه، ولم يكن على الأخ الكريم نزار أن يتفاجأ حين سمع رأي الشيخ مساعد
2 - كما أسلفت لا يتوقع هنا أن يقنع أحد الطرفين الآخر برأيه، وما يذكر من أدلة وأدلة مضادة لن يحيط بالموضوع، فلا بد أن تبقى لدى المحاور - حتى ولو كان مستعدا للاقتناع - إشكالات كثيرة لن يتسع لها هذا المنتدى
3 - مهما اختلفنا فلا نختلف في أن التقليد في العقائد لا يجوز خصوصا مثل هذا الباب، وعليه فيجب على كل منا أن ينقذ نفسه بالبحث في الموضوع دون تقليد حتى يطمئن إلى الصواب، لا يعتمد فيه على الآخرين مهما كانوا معظمين في النفوس
4 - من شرط أي حوار أن يتفق الطرفان على أسس مشتركة تكفي للاقتناع، ونحن وإن اتفقنا على بعض الأسس فهي غير كافية، وأكبر ما نختلف فيه هنا هو مسألة ورود المجاز في نصوص القرآن والسنة وما أكبرها من مسألة! ولذلك فلا فائدة أبدا في النقاش،
5 - بالنسبة لي فإني مقتنع - عن بحث - بما وصل إليه الإمام ابن دقيق العيد كما نقله الإمام ابن حجر في الفتح: (نَقُول فِي الصِّفَات الْمُشْكِلَة إِنَّهَا حَقّ وَصِدْق عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي أَرَادَهُ اللَّه، وَمَنْ تَأَوَّلَهَا نَظَرْنَا فَإِنْ كَانَ تَأْوِيله قَرِيبًا عَلَى مُقْتَضَى لِسَان الْعَرَب لَمْ نُنْكِر عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ بَعِيدًا تَوَقَّفْنَا عَنْهُ وَرَجَعْنَا إِلَى التَّصْدِيق مَعَ التَّنْزِيه. وَمَا كَانَ مِنْهَا مَعْنَاهُ ظَاهِرًا مَفْهُومًا مِنْ تَخَاطُب الْعَرَب حَمَلْنَاهُ عَلَيْهِ كقَوْلِهِ " عَلَى مَا فَرَّطْت فِي جَنْب اللَّه " فَإِنَّ الْمُرَاد بِهِ فِي اِسْتِعْمَالهمْ الشَّائِع حَقّ اللَّه فَلَا يَتَوَقَّف فِي حَمْله عَلَيْهِ، وَكَذَا قَوْله " إِنَّ قَلْب اِبْن آدَم بَيْن إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِع الرَّحْمَن " فَإِنَّ الْمُرَاد بِهِ إِرَادَة قَلْب اِبْن آدَم مُصَرَّفَة بِقُدْرَةِ اللَّه وَمَا يُوقِعهُ فِيهِ، وَكَذَا قَوْله تَعَالَى (فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنْ الْقَوَاعِد) مَعْنَاهُ خَرَّبَ اللَّهُ بُنْيَانهمْ، وَقَوْله (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّه) مَعْنَاهُ لِأَجْلِ اللَّه، وَقِسْ عَلَى ذَلِكَ
والله يوفقنا جميعا لما فيه رضاه
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[04 Oct 2008, 12:06 ص]ـ
حياك الله تعالى أخي الكريم محمد الأمين
وبارك الله تعالى فيك على هذا النقل الممتاز للإمام القدوة ابن دقيق العيد. ولا أحسب أحدا من إخواننا "أهل الحديث" ينكرون فضله وعلمه وصلاحه واتباعه لهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
فهو كلام محقق صادر عن محقق عالم بأقوال السلف وفاهم لمقاصدهم.
وأحب أن أضيف إلى معلوماتك أخي الكريم شيئا حول الإمام ابن دقيق العيد، وهو أن والدته رحمها الله تعالى هي بنت الإمام مظفر بن عبد الله الشافعي المعروف بتقي الدين المقترَح (لكونه كان حافظا لكتاب المقترَح في المصطلح للبروي) المصري المتوفى سنة 612هـ.
وهذا الشيخ المقترَح هو تلميذ الشيخ الحافظ أبي طاهر إسماعيل بن مكي بن اسماعيل بن عيسي بن عوف الزهري (ت 581هـ) الذي ينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه. وعنه أخذ علوم الحديث الشريف.
¥