وقد صنف الشيخ المقترَح كتابا سماه "الأسرار العقلية في الكلمات النبوية" استنبط فيه العقيدة الإسلامية من الحديث الشريف الذي روته عَائِشَةَ بِنْت سَعْدٍ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنْ أَبِيهَا أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى امْرَأَةٍ وَهِيَ بِيَدِهَا نَوَى أَوْ حَصى تُسَبِّحُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «أُخْبِرُكِ بِمَا هُوَ أَيْسَرُ عَلَيْكِ مِنْ هَذَا وَأَفْضَلُ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي السَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي الأَرْضِ، وَسُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا بَيْنَ ذَلِكَ، وَسُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا هُوَ خَالِقٌ، وَاللهُ أَكْبَرُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَالحَمْدُ للهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ مِثْلَ ذَلِكَ.»
وقد ذكر في هذا الكتاب النافع قاعدة جليلة أسأل الله تعالى أن يشرح صدور إخواننا لفهمها وتأملها، فقال:
قَاعِدَةٌ:
كُلُّ لَفْظٍ يَرِدُ مِنَ الشَّارِعِ فِي الذَّاتِ وَالصِّفَاتِ فَلاَ يَخْلُو إِمَّا أَنْ يَكُونَ مُتَوَاتِرًا أَوْ آحَادًا:
• فَإِنْ كَانَ مُتَوَاتِرًا فَيَسْتَحِيلُ أَنْ يَكُونَ مِنْهُ نَصٌّ ـ لاَ يَحْتَمِلُ التَّأْوِيلَ ـ عَلَى أَمْرٍ مُحَالٍ عَقْلاً. وَإِنْ كَانَ ظَاهِرًا أَوَّلْنَاهُ كَمَا سَيَأْتِي ذِكْرُ ذَلِكَ.
• وَإِنْ كَانَ آحَادًا، فَمَا وَرَدَ مِنْهُ نَصًّا عَلَى المُحَالِ قَطَعْنَا بِكَذِبِ رَاوِيهِ، وَمَا كَانَ ظَاهِرًا فِي المُحَالِ عَلِمْنَا أَنَّهُ غَيْرُ مُرَادٍ.
فَإِنْ بَقِيَ احْتِمَالٌ وَاحِدٌ تَعَيَّنَ أَنْ يَكُونَ مُرَادًا، وَإِنْ بَقِيَ أَكْثَر مِنْهُ لَزِمَ الوَقْفُ وَتَحَقُّق إِبْهَام المُرَادِ مِنَ اللَّفْظِ.
وَلاَ يَجُوزُ تَرْجِيحُ أَحَدُ الاِحْتِمَالَيْنِ بِأَمْرٍ مُحَرِّكٍ لِلظَّنِّ؛ إِذْ الظُّنُونُ مُعْمَلَةٌ فِي الأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ فَحَسْب.
وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ حُذَّاقِ السَّلَفِ لَمَّا سُئِلَ عَن الاسْتِوَاءِ:
«الاِسْتِوَاءُ مَعْلُومٌ، وَالكَيْفُ مَجْهُولٌ، وَالإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ».
مَعْنَاهُ أَنَّ مَحَامِلَ لَفْظِ الاِسْتِوَاءِ فِي اللُّغَةِ مَعْلُومَةٌ، وَهُوَ الاِسْتِقْرَارُ وَهُوَ مُحَالٌ، وَالاِسْتِيلاَءُ وَالاِسْتِعْلاَءُ وَهُوَ جَائِزٌ، وَالقَصْدُ إِلَى خَلْقِ شَيْءٍ فِيهِ وَهُوَ مَحْمَلٌ صَحِيحٌ، وَإِلَيْهِ الإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ?ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء? [البقرة:29] أَيْ: قَصَدَ إِلَيْهَا.
فَإِذَا بَطَل قِسْمُ لِاسْتِحَالَتِهِ بَقِيَ لِلَّفْظِ احْتِمَالاَنِ، فَالسُّؤَالُ عَنْ تَعْيِينِ أَحَدِهِمَا مِنَ البِدَعِ؛ إِذْ لَمْ يَقُمْ قَاطِعٌ عَلَى تَعْيِينِهِ. نَعَمْ يَجِبُ التَّصْدِيقُ بِهِ وَإِنْ لَمْ يُعْلَمْ لَهُ وَجْهٌ. اهـ
أسأل الله تعالى أن يهدينا إلى الصراط المستقيم قولا وفعلا وحالا. اللهم آمين.
والتقريب ممكن، وليس الخلاف أمرا حتميا بحيث يستسلم له وننسى أوامر ربنا بجمع صفوفنا ومحاولة التوفيق فيما بيننا، سيما في العقائد فإن الحق فيها ثابت يمكن الوصول إليه بالإنصاف وترك الاعتساف وترك احتقار أجيال عديدة من العلماء الذين اتقنوا جميع العلوم الشرعية واتبعوا السلف الصالح عن فهم وعلم.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Oct 2008, 01:08 ص]ـ
ماهوقول الإمام مالك في حديث الصورة؟ وطلبته تحديداً لأبرهن لك أني لاأتكلم من فراغ ولاآتي بشبه على الإمام مالك، ولكن لتعرف قبل غيرك أنك ليس عندك من مسائل مالك - وهي أصلاً قليلة جداً - غيرمسألة " الاستواء".
إذا عرفت ذلك وأجبت عنه ستعرف أي الفريقين " فسد خاطره "وأيهما " يفرع " و " يهرب " ..
حسنا ما الذي يلزمني أن أجيب عن هذا؟!
أنت ادعيت أول مرة بهذا:
رأيت إقحام الإمام مالك رحمه الله في هذا الباب مع أنه رحمه الله ليس عند من يستدل برأيه في هذا الباب غير موقفه وقوله وكلامه رحمه الله في مسألة " الإستواء "؟؟؟
¥