تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Oct 2008, 06:22 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى

لقد تشرفت اليوم لأول مرة بمشاهدة برنامج بينات بتقديم الشيخ عبد الرحمن الشهري (الذي أراه لأول مرة) وضيفه الشيخ مساعد الطيار، وهو برنامج فعلا نافع ومتميز وغير مسبوق ..

أشكر أخي الكريم الأستاذ نزار حمادي على حسن ظنه وتشجيعه وأسأل الله أن يوفقنا دوماً لخدمة كتابه على الوجه الذي يرضيه عنا سبحانه وتعالى، ويسعدني تلقي أي مقترحات للنهوض بهذا البرنامج.

لكن وقع الكلام في هذه الحلقة على بعض المسائل العقدية في تفسير ما ورد في حديث صحيح البخاري تحديدا في كتاب التوحيد باب قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة، والذي جاء فيه: (فيكشف عن ساقه)، وقد حمله الشيخ مساعد على مقتضى مذهبه في الصفات فعد الساق صفة لله تعالى، بل وجزم بذلك جزما، وهذا ما لفت انتباهي وأحببت التعليق عليه.

فكون الشيخ مساعد يعتقد أنها صفة لله تعالى على مقتضى مذهبه، شيء خاص به لأنه مسؤول على معتقداته أمام الله سبحانه وتعالى، أما أن يجزم جزما بأن ما جاء في الحديث لا يحتمل التأويل إطلاقا مطلقا، بحيث هو ناص نصا على أن "الساق" صفة لله تعالى، خلافا لما ورد في آية سورة القلم وتسليمه أنها تحتمل التأويل باعتبار أنها ليست من آيات الصفات، مع أن التفريق بين الآية والحديث محض تحكم، أقول: فجزمه بأن ما جاء في الحديث لا يحتمل التأويل مطلقا كما صرح بذلك فيه نظر، والحقيقة أن أدنى اطلاع على كتب شراح البخاري مثلا تبين أن حكم الشيخ مساعد بأن الحديث لا يحتمل التأويل حكم مخالف للواقع ...

نعم صدقت هذه المسألة قد أثيرت في الحلقة الأخيرة تعليقاً على سؤال أحد المشاهدين عن قوله تعالى في سورة الذاريات (والسماء بنيناها بأييد وإنا لموسعون) ورأيتُ أنا أن قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساقً) في سورة القلم نظيرة لها في كونهما ليستا من آيات الصفات. فطرحت السؤال للنقاش مع الدكتور مساعد الطيار من هذا الجانب.

وبالنسبة لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ففي رأيي ورأي الدكتور مساعد الطيار أنه لا يحتمل التأويل مطلقاً، وأن قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: (فيكشف ربنا عن ساقه ... ) واضحة لكل من يعرف العربية على وجهها. ولستُ أرى إشكالاً في فهمها على هذا الوجه لا في حق الله سبحانه وتعالى، ولا في حق العبد المؤمن ولا في أسلوب العربية الفصحى.

وأنا على قناعة يا أخي الكريم نزار أنك تكتب ما تكتب عن قناعة، وكذلك من يخالفك، ولسنا في شك من هذه الأمور العقديَّة ولله الحمد، ولسنا على جهلٍ بلغتنا وكتابِ ربِّنا وكلام علماءنا من الصحابة والتابعين وأتباعهم بإحسان إلى اليوم لهذه الدرجة التي تتوقعها وتظهر من طريقة كلامك بالرغم من قوة الأدلة التي ذكرتها لكم الأخت التي تكتب باسم العقيدة وكلام الزميل عبدالرحمن السديس.

وسامحني فلن أجاملك في هذه المسائل مع تقديري الشديد لشخصك الكريم حفظكم الله ورعاكم. ولكن ما دمت قد طرحت المسألة فتقبل رأينا حفظك الله بصدر من يبحث عن الحق.

وتالله إن مقصودنا هو الحق فقط، ولو ثبت لنا بطريق صحيح أن الله لا يليق به أن نثبت له ساقاً أو يداً أو غيرها من الصفات التي أثبتها لنفسه أو أثبتها له رسوله لنفيناها عنه، وماذا يضرنا في ذلك؟

ولكن هي مسألة علمية بحتة ثبتت بطريق علمي صحيح فقلنا بها لا أقل ولا أكثر.

وكثرة ترداد أن الإمام النووي أو ابن حجر أو الخطابي من قبلهما رحمهم الله جميعاً يستحيل عليهم الخطأ في هذه المسائل فهذا كلام لا أرى حاجة لترداده ما داموا قد خولفوا بمن هو أكثر وأقدم وأعلم وأرسخ في العلم وكلهم لهم مكانتهم الكبيرة عندنا لكن بقدر واعتدال وعدم غلو فيهم.

وقد كنتُ أكره الدخول في هذه الحوارات لأسباب:

1 - عدم تعلقها بموقعنا بشكل دقيق وإن كانت العلاقة قائمة لتعلقها بآيات القرآن الكريم غير أن هناك مواقع مختصة تعرفها جيداً أخي الكريم نزار.

2 - أنَّ الوصول لقناعة من خلال مثل هذه الحوارات فيه صعوبة لكثرة جذورها كما ذكر الزميل العزيز محمد الأمين وفقه الله.

ختاماً أؤكد على التلطف في حوار بعضنا مع بعض، في هذا الموضوع وفي غيره. نسأل الله أن يوفقنا للرفق في أمورنا كلها.

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[04 Oct 2008, 02:11 م]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير