ومجرد دعواك أنهم أخطأوا العقائد الصحيحة يكذبها تفضل الله تعالى عليهم بتوفيقهم إلى الصلاح والعلم والتقوى وإنشاء التفاسير العظيمة وتخليد السير العطرة.
عفوا هذه مقدمة فاسدة ونتيجتها كذلك.
إذ قد تفضل الله بهذا الذي ذكرتَ وأعظم منه على أمم من العلماء ممن خالفوهم في الاعتقاد.
وأنه لا تلازم بين الأمرين.
ولعلي أوجه لك ما ذكرت لي فربما حاجتك له أكثر:
التأمل التأمل. أما إذا بحثت بتجرد وموضوعية ونظر عقلي سديد فتتيقن ذلك. والله يهدي إلى الصراط المستقيم.
ـ[أبو عبدالله الشافعي]ــــــــ[05 Oct 2008, 02:19 ص]ـ
فائدة:
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله - شارح صحيح البخاري و صاحب المصنفات البديعة في الفنون كلها - لما ذكر محنة الشيخ الإمام الحافظ تقي الدين عبدالغني المقدسي رحمه الله - صاحب الكمال في أسماء الرجال و العمدة و غيرها من الكتب البديعة التي شرحها الأشاعرة و استفادوا منها خصوصا في علوم الحديث رغم مخالفتهم له في الاعتقاد و رمي جماعة منهم له بالتجسيم و الحشو! لأنه كان أثريا سلفيا! فهم على منطق البعض هنا: عالة عليه! و مع ذلك طعنوا في عقيدته! فإنا لله و إنا إليه راجعون -
قال الحافظ ابن رجب: عند قول أحدهم على الحافظ المقدسي ((أجمع الفقهاء على الفتوى بكفره وانه مبتدع))
" فيا لله العجب كيف يقع الإجماع، وأحفظ أهل وقته للسنة، وأعلمهم بها هو المخالف؟ وما أحسن ما قال أبو بكر قاضي القضاة الشامي الشافعي، لما عقد له مجس ببغداد، وناظره الغزالي، واحتج عليه بان الإجماع منعقد على خلاف ما عملت به، فقال الشامي: إذا كنت أنا الشيخ في هذا الوقت أخالفكم على ما تقولون، فبمن ينعقد الإجماع؟ بك وبأصحابك؟
هذا مع مخالفة فقيه الإسلام في وقته الذي يقال: إنه لم يدخل الشام بعد الأوزاعي أفقه منه، ومعه خلق على أئمة الفقهاء، والمناظرين والمحدثين، هذا في الشام خاصة، دع المخالفين لهؤلاء المجتمعين في سائر بلاد المسلمين-بغداد ومصر وغيرهما من أمصار المسلمين- مع إجماع السلف المنعقد على موافقة هؤلاء المخالفين لهم، ولم يكن في المخالفين للحافظ من له خبرة بالسنة والحديث والآثار. ولقد عقد مرة مجلس لشيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية، فتكلم فيه بعض أكابر المخالفين، وكان خطيب الجامع فقال الشيخ شرف الدين عبد الله اخو الشيخ: كلامنا مع أهل السنة، أما أنت فأنا أكتب لك أحاديث من الصحيحين، وأحاديث موضوعة –وأظنه قال: وكلاماً من سيرة عنتر- فلا تميز بينهما أو كما قال فسكت الرجل. انتهى كلام ابن رجب رحمه الله. من ذيل طبقات الحنابلة عند ترجمة الحافظ عبدالغني
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[05 Oct 2008, 02:24 ص]ـ
وَلَكِنْ لاَ يَجُوزُ أَنْ يَتَصَدَّى لِدَعْوَةِ الحَقِّ إِلاَّ مَنْ كَانَ عَالمًا بِطُرِقِ النَّظَرِ وَوُجُوهِ العِبَرِ.
وَلَيْسَ لِلعَوَامِّ أَنْ يَأْمُرُوا وَيَنْهَوْا فِي الاِعْتِقَادِ.
للأخت العقيدة أن ترد: بأن هذا كلام لم يُذكر له دليل = فلا حجة فيه أصلا.
وهذا الجواب تبرعا:
الله عز وجل أمر بالدعوة إلى دينه، والنبي صلى الله عليه وسلم قال:"بلغوا عني ولو آية" والمسلمون منذ بعث نبيهم صلى الله عليه وسلم، وهم حين يتعلم الرجل منهم أمر الإسلام ينطلق داعيا إلى الله وينذر قومه ويأمرهم بالتوحيد، ولعلك تقرأ خبر الجن في آخر الأحقاف، وهذا واضح جدا.
قال الإمام العلامة جمال الدين ابن الحاجب في عقيدته ص 306 (بتحقيقنا ضمن شرحها المسمى تحرير المطالب لما تضمنته عقيدة ابن الحاجب)
(وَلاَ يَجِبُ القِيَامُ بِدَفْعِ شُبَهِ أَهْلِ الضَّلاَلِ إِلاَّ عَلَى مَنْ تَمَكَّنَ فِي النَّظَرِ فِي عُلُومِ الشَّرِيعَةِ تَمَكُّناً يَقْوَى بِهِ عَلَى دَفْعِهَا، وَهُوَ فَرْضُ كِفَايَةٍ.)
وهذا كسابقه كلام لم يُذكر له دليل = فلا حجة فيه.
كما أرجو أن تراعي أن من تنقل عنهم مخالفون لنا في الاعتقاد، فكيف تنقل لنا كلام مخالفنا محتجا به علينا ومع خلوه من الدليل؟!
فأين ذهبت الموضوعية في مثل هذا الفعل؟
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[05 Oct 2008, 04:17 ص]ـ
¥