سبب عدم تدخلي في بداية الحوار (وأظنه سبب عدم تدخل كثيرين ممن لهم عناية بعلم الاعتقاد) أن الموضوع قد وجه أولاً على كلام الشيخ مساعد الطيار وكان في مسألة محددة (وهي مسألة صفة الساق)
والجواب عن هذا الإيراد ودفعِه بيِّنٌ ميسور لو أجاب عنه في حينه ...
ومع ذلك أجاب الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري في أول تعقيب له في الموضوع بجواب بيّن مختصر فيه مقنع في المسألة التي أثير الحديث عنها
ولكن الحديث تشعب جدا حتى أثيرت مسائل كثيرة، ورأيت أنه قد تولى الرد والإجابة اثنان من أهل المعرفة بهذا الشأن ولهم إجابات حسنة موفقة في كثير من التعقبات فلم أشأ التكثير بالرد
وإن لم أكن راضياً عن الطريقة التي جرى بها الحوار
وأقترح عند إثارة مثل هذه المناظرات الإلكترونية أن تدار بطريقة منهجية منظمة
فإما أن يسلك المتناظرون تلك الطريقة المنهجية في المناظرة فلا ينتقل من مسألة إلى مسألة حتى يستوفى قول الطرفين فيها وتتبين حجة صاحب الحجة منهما
وإلا فالمتوجه أن يتولى إدارة المناظرة طرف ثالث ينظم النقاش فيها حتى ينتفع القراء والمشاركون، فلا يشارك أحد المتناظرين إلا حين يوجه إليه السؤال أو يتاح له المجال ليبدي ما لديه، وإذا أورد أحد المتناظرين أسئلة ذات صلة بالمسألة على مناظره تعينت عليه الإجابة وإلا عد ناكلاً عن الجواب، منقطع الحجة.
والمناظرات العلمية إذا شملها أدب الحوار والتناظر وكانت مبنية على أساس علمي فإن فوائدها عظيمة، ونفعها متعدٍ للقراء والمشاركين، فربما يرجع صاحب القول الباطل إلى الحق بعدما يتبين له، وليس في ذلك منقصة له، بل هو والله شرف له عظيم.
ومن تأمل مناظرات الأنبياء لأقوامهم، ومناظرات أئمة الهدى لمن خالفهم وجد فيها من النفع العظيم وبيان الحق والرحمة بالخلق وكشف الباطل ودفع الريب والشك ما يزيد به اليقين والبصيرة في الدين.
وما يورده مؤولة الصفات شبه قديمة مكررة قد بين الأئمة بطلانها مراراً عديدة وصنفوا فيها مصنفات بينوا فيها الحق بياناً شافياً كافياً لا يستطيع له أهل الباطل رداً ولا تحويلاً.
ولم يبق معهم إلا كيل التهم لأهل السنة والإثبات ورميهم بما هم براء منه، إما بتكفيرهم أو تجهيلهم، أو دعوى استبدادهم.
ولا يخلو زمان من قائم لله فيه بحق، ينافح عن دينه، ويعلي رايته.
وهذه سنة باقية ما بقي الصراع بين الحق والباطل.
فتجدهم يحتجون بأمور يكررونها كثيراً هي مخالفة للواقع مخالفة بينة ظاهرة:
منها:
-الاحتجاج بالكثرة، ودعوى أن السواد الأعظم من الأمة على مذهبهم ومنهجهم (المحدَث) وهذه دعوى باطلة يكررونها كثيرا، وذُكرت في هذا الموضوع وأجاب عنها المنافحون عن مذهب أهل السنة – أثابهم الله، ودفع عنهم – بما يشفي ويكفي
- ومنها: تصوير الخلاف في مسألة الصفات أنه خلاف بين الأشاعرة والحنابلة (وانظر إلى هذه المقابلة العجيبة بين مذهب فقهي ومذهب اعتقادي)
فإذا ذهبنا نحشد أقوال أئمة أهل السنة من المالكية والشافعية والأحناف وغيرهم سكتوا وتحولوا إلى شبهة أخرى، فإذا بعد العهد أو كانوا في مجلس آخر عادوا لما بُيّن لهم بطلانه ...
وأعجب من هذا أن يدعي بعضهم على بعض الأئمة ما لم يقولوه قط، بل ما اشتهر عنهم التحذير منه.
فالله المستعان ...
ـ[الجكني]ــــــــ[05 Oct 2008, 04:29 ص]ـ
عتب على أخي عبد الرحمن السديس
الحمدلله رب العالمين الملك الحق المبين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين ورسوله الكريم، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد:
كنت قد ختمت آخر مشاركة لي في هذا الموضوع بالدعاء لي ولأخي عبد الرحمن بأن يغفر الله لنا والمسلمين جميعاً.
وكنت عزمت على عدم كتابة أي حرف بعد ذلك، لا تسليماً لكل ما قاله، ولا خوفاً منه ولا طمعاً يعلم الله – ولكن لما لاحظته في أسلوبه من التهكم والاتهام بالتفريع والهروب؟؟؟ فخرجت صوناً لما بقي في النفس من أدب واحترام لشخصه الكريم وللقراء ولإدارة المنتدى المبارك.
ولكني فوجئت قبل ساعات باتصال من أحد إخواني وهو يقول لي: إن الكلام الذي ذكرته في ملتقى التفسير ونقاشك مع الشيخ عبد الرحمن السديس هل اطلعت عليه في " ملتقى أهل الحديث"؟
فقلت له: لا، وما في ذاك:
فقال: افتح عليه واقرأه.
فقلت له: نعم إن شاء الله.
¥