تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذه و الله اعلم احدى النقاط المنهجية الكبرى التي لن تجعل هذا الحوار ينتهي و هي التي فارق فيها المتكلمون أهل السنة و الحديث ... أخذت بزمامها في أول الأمر الجهمية و المعتزلة ثم شيئا فشيئا و تحت ضغط العقلانية المطلقة التي يورثها التزام المنطق اليوناني كمعيار وحيد للصواب و الخطأ بدأ يلتزمها فحول الأشاعرة ممن كانوا انتدبوا للدفاع عن عقيدة الاتباث عند اهل السنة و بدأ بفعلها الشرخ يكبر بينهما و ينقلب أساس التقديس من النقل الى العقل .... فأنت ان قرأت كلام المتقدمين من أهل السنة ممن ناظروا الجهمية و المعتزلة كأحمد و ابن راهويه و داوود و ابن المبارك والبخاري بل و حتى متقدمي الكلابية تجدهم يحتجون بأقوال من قبلهم و من كان أقرب منهم الى عهد النبوة و لولا أن مجموع اقوالهم و كونها اقرب لعهد النبوة حجة عندهم لما احتجوا بها على المخالف ... و ان نظرت الى كلام المتقدمين من الجهمية و المعتزلة كالمريسي و ابن ابي دواد و عمرو بن عبيد و الجاحظ و غيرهم تجدهم على ما عليه متأخرو الأشاعرة-و تبعهم عليه معظم الحداثيين كالجابري في نقد سلطة السلف في كتابه نقد العقل العربي- من قلب هذا الميزان و الطعن فيه بالقول ان الأسبقية و القرب من عهد النبوة ليست معيارا للصحة و الصواب و أن المتقدم من الصحابة و غيرهم الواحد منهم ليس بمعصوم و ما نجا أحد منهم من الزلل و يجعلون الكلام في الواحد منهم كالكلام في الكثرة و هذا المذهب من نفي تأثير القرب من نور النبوة و البعد عنها -وهو عينه المعبر عنه بالمقولة الشهيرة مذهب السلف أسلم و مذهب الخلف أحكم - لا زمه عند تأمله الطعن حتى في ما كان عليه الصحابة لأنه ان تأمل وجد انهم لم يستحقوا ذلك الفضل الا بقربهم من نور النبوة حتى استنكروا على أبي هريرة حديثه بهذا الأصل ... أي قربه من النبي صلى الله عليه و سلم ... و رد عليهم رضي الله عنه أيضا بهذا الأصل أي ببيان قربه منه صلى الله عليه و سلم و لم يقل لهم: ليس القرب او البعد من نور النبوة بمؤثر في صواب الرواية و القول أو خطئه بل ما صح في العقل وحده هو المؤثر و يجوز أن أنفرد بالصواب في رواية كل هذه العلوم الضرورية في الدين و التي يتشوف اليها كل ذي نفس حرة و تتعطش اليها الأفئدة أن أنفرد بها و بروايتها عن كل من سبقني من المهاجرين و الأنصار و لازم نور النبوة أكثر مني ... لم يقله لعلمه أن نور النبوة هو العاصم للعقل و القلب و اللسان و كل قوى المعرفة الانسانية من الزلل لا مجرد المنطق .... و ان تأملت عمل كبار الصحابة تجدهم على ترتيب الناس على طبقات قربهم من نور النبوة و عمل عمر رضي الله عنه و غيره في ذلك مشهور ... و العجب ممن يرشده -و هو في غيبة عبادته- كشفه و قلبه ووجدانه و ذوقه الى خطر النور النبوي و أولويته و عظم هيمنته على غيره ... ثم ان حضر في شهود علمه أرشده عقله الى تقديم غيره عليه ... و الحق واحد لا يختلف ...

ـ[أبو عبدالله الشافعي]ــــــــ[05 Oct 2008, 06:18 ص]ـ

ففرق بين إثبات الصفة و كراهة الرواية.

أقصد: كراهة التحديث , و لم استطع التعديل لانتهاء الوقت

ـ[الجشتمي]ــــــــ[05 Oct 2008, 06:38 ص]ـ

قال الامام الدارمي في الرد على المريسي

وقال بعضهم: إنا لا نقبل هذه الآثار، ولا نحتج بها، قلت: أجل، ولا كتاب الله تقبلون، أرأيتم إن لم تقبلوها، أتشكون أنها مروية عن السلف، مأثورة عنهم، مستفيضة فيهم، يتوارثونها عن أعلام الناس وفقهائهم قرنا بعد قرن؟ قالوا: نعم، قلنا: فحسبنا إقراركم بها عليكم حجة لدعوانا أنها مشهورة مروية، تداولتها العلماء والفقهاء، فهاتوا عنهم مثلها حجة لدعواكم التي كذبتها الآثار كلها، فلا تقدرون أن تأتوا فيها بخبر ولا أثر، وقد علمتم، إن شاء الله، أنه لا يستدرك سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأحكامهم وقضاياهم إلا بهذه الآثار والأسانيد على ما فيها من الاختلاف، وهي السبب إلى ذلك، والنهج الذي درج عليه المسلمون، وكانت إمامهم في دينهم بعد كتاب الله عز وجل، منها يقتبسون العلم، وبها يقضون، وبها يقيمون، وعليها يعتمدون، وبها يتزينون، يورثها الأول منهم الآخر، ويبلغها الشاهد منهم الغائب احتجاجا بها، واحتسابا في أدائها إلى من لم يسمعها، يسمونها السنن والآثار والفقه والعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير