تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فلا يخالفه إلا من يخالف الرسول وهم معتصمون بحبل الله يحكمون الرسول فيما شجر بينهم لا يتقدمون بين يدي الله ورسوله فضلا عن تعمد مخالفة الله ورسوله. فلما طال الزمان خفي على كثير من الناس ما كان ظاهرا لهم ودق على كثير من الناس ما كان جليا لهم فكثر من المتأخرين مخالفة الكتاب والسنة ما لم يكن مثل هذا في السلف. وإن كانوا مع هذا مجتهدين معذورين يغفر الله لهم خطاياهم ويثيبهم على اجتهادهم. وقد يكون لهم من الحسنات ما يكون للعامل منهم أجر خمسين رجلا يعملها في ذلك الزمان؛ لأنهم كانوا يجدون من يعينهم على ذلك وهؤلاء المتأخرون لم يجدوا من يعينهم على ذلك " .. هذا مع ان من لاحظ صنيع أئمة الفرق الكلامية يجد فيهم التناسب أيضا حسب قربهم من الحديث و نور النبوة فكثير منهم في مخالطته للحديث كالقاضي عياض و ابن حجر و النووي و البيهقي و غيرهم ينزعون في الاتباث في شرحهم لبعض الأحاديث منزعا يتحررون به عن تأصيلات المذهب و يتعصبون فيه للحديث و السنة و هذا يجعلهم من أهل السنة بهذا الاعتبار ... هذا مع مراعاة أن كلمة التوحيد هي التي كتب الله عليها الوضوح التام و كل ما كان اليها أقرب كلما كان اوضح و كلما كان المخالف متقصدا لنقضها كلما كان اجماع المنظومة الاسلامية في الانكار عليه أوضح و اصرح ... وهذا يؤدي بنا الى معنى كلمة و "نحوه" في كلام شيخ الاسلام لأنه ان لاحظت انه ذكر الفرق الأربع الكبرى التي قال عنها السلف بعد استقراء و بحث انها الأصول الكبرى للبدع الناشئة في الاسلام و هي الفرق التي صرحت أقوالها في بداية دخولها الى المجتمع المسلم بنواياها للطعن في أصول منظومته المعرفية .. فالرافضة كفروا عامة الصحابة ما عنى الطعن في نقل كافة المصادر الأصلية .... و مثلهم في ذلك الخوارج و زادوا عليهم باستحلال دماء المسلمين ما يضعف كيان النظام بتقصد فناء افراده ... و تبعتهم القدرية في الطعن في العلم الالهي و الخلق الالهي و شموله و لوازمه و هو ما يوقع القطيعة بين الخالق و المخلوق كما قال أكابرهم على قول سلفهم أبيقور وماني أن الخالق خلق الخلق و أدار لهم ظهره فلا علم له بهم و لا بعدوه اله الظلمة العابث بهم ... ثم ختمت المرجئة و الجهمية الحلقة فجعلت من مجرد المعرفة القلبية ايمانا و أنكرت العلو و باقي الصفات المميزة للخالق عن خلقه وهو ما يمحو كل الفروق و الحدود بين الحق و الباطل و يحيي الفرعونية و النمرودية و باقي ملل الكفر الغنوصية المتولدة عنها جذعة ... فهذه جملة أصول المقالات المنكرة و التي يظهر بوضوح كيف انها تعود على اصل المنظومة الاسلامية بالنقض .... و كل فرقة أخطأت في الأمة الا و هي آخذة ببعض مقالة واحدة منها الا أن الأولين خطأهم ظاهر و مباشرتهم لأصول الدين بالهدم ظاهرة أما من تاثر بهم من أهل العلم و الايمان من طوائف الأمة من الحنابلة و المالكية و الشافعية و الصوفية و غيرها من الطوائف يقولون بمقالات تستلزم مقالات الأولين دون ان يكونوا قاصدين لها او عالمين بوجه لزومها ... فهؤلاء يبقى الاختلاف و التدافع فيهم خفيفا مقارنة مع غيرهم و من نصر منهم السنة المحضة و الطريقة السلفية من كافة الطوائف المذكورة يستحق اسم أهل السنة و الحديث و الطائفة المنصورة .. دون تقييد ببلد او مذهب أو جنس ... و الفرق الأربع المذكورة مع كونها ليس لها لسان صدق عند الأمة كما لهؤلاء الآخرين ... لخروجها وقت كان الأمة واحدة و مفاهيهما واضحة و كلمتها مجتمعة ... و مع ذلك كما يقول شيخ الاسلام اختلافاتهم لا تقارن بخلافات الملحدين و النصارى و اليهود و سائر الملل لاتفاقهم جميعا على " أصول الدين وقواعد الإيمان التي اتفق عليها المنتسبون إلى الإسلام والإيمان " ما لم يتفق عليها غيرهم من اهل الالحاد و الملل كما يقوله شبخ الاسلام حين يتكلم عن مقالات الاسلاميين للامام الأشعري أنه صنف مقالات الغير الاسلاميين فبلغت أضعاف أضعاف ذلك مما بلغه فقط ... و كلمة نحوهم يقصد بها و الله أعلم بقية الفرق الستة أو الأربعة المذكورة على اختلاف بين العلماء في تحديدها لأنه لم يذكر منها الا ثلاثة و يلتحق بها في كونهم ليس لهم لسان صدق وان كانوا شرا منهم من ظهر من الفرق المصرحة بشر من مقالة الفرق الأربع الأولى و لم يكونوا على عهد السلف كالقرامطة و الاتحاديين و الاسماعيلية و الباطنية .... و ان لاحظت ترى ان كل الترتيب كلن بحسب القرب من نور النبوة و الحديث رأيا و بصرا و فعلا و قولا و و انتسابا و زمانا و مكانا ... فكلما كان القرب كلما قل الاختلاف و التدافع و زادت فيوضات العلم و الرحمة و اليقين و السكينة ... و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

ـ[الجشتمي]ــــــــ[07 Oct 2008, 05:50 ص]ـ

و قال شيخ الاسلام أيضا في المجموع في بيان نفس قوله

وفي الجملة باب الاجتهاد والتأويل باب واسع يئول بصاحبه إلى أن يعتقد الحرام حلالا كمن تأول في ربا الفضل والأنبذة المتنازع فيها وحشوش النساء وإلى أن يعتقد الحلال حراما مثل بعض ما ذكرناه من صور النزاع مثل الضب وغيره بل يعتقد وجوب قتل المعصوم أو بالعكس. فأصحاب الاجتهاد وإن عذروا وعرفت مراتبهم من العلم والدين: فلا يجوز ترك ما تبين من السنة والهدي لأجل تأويلهم والله أعلم"

و قال أيضا فيه

"وهذا من أسباب فتن تقع بين الأمة فإن أقواما يقولون ويفعلون أمورا هم مجتهدون فيها وقد أخطئوا فتبلغ أقواما يظنون أنهم تعمدوا فيها الذنب أو يظنون أنهم لا يعذرون بالخطأ وهم أيضا مجتهدون مخطئون فيكون هذا مجتهدا مخطئا في فعله وهذا مجتهدا مخطئا في إنكاره والكل مغفور لهم. وقد يكون أحدهما مذنبا كما قد يكونان جميعا مذنبين. وخير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة "

و هذا رابط لكلام مشهور, ملخص و مركز لشيخ الاسلام عن حديث الافتراق

http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=6548

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير