تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حنبل له غلطات معروفة وهذا منها وهذه طريقة أبي إسحاق بن شاقلا.ومنهم من قال: بل أحمد قال ذلك على سبيل الإلزام لهم. يقول: إذا كان أخبر عن نفسه بالمجيء والإتيان ولم يكن ذلك دليلا على أنه مخلوق؛ بل تأولتم ذلك على أنه جاء أمره فكذلك قولوا: جاء ثواب القرآن لا أنه نفسه هو الجائي ( ... ) وذهب " طائفة ثالثة " من أصحاب أحمد إلى أن أحمد قال هذا: ذلك الوقت وجعلوا هذا رواية عنه ثم من يذهب منهم إلى التأويل - كابن عقيل وابن الجوزي وغيرهما - يجعلون هذه عمدتهم. حتى يذكرها أبو الفرج بن الجوزي في تفسيره؛ ولا يذكر من كلام أحمد والسلف ما يناقضها.ولا ريب أن المنقول المتواتر عن أحمد يناقض هذه الرواية ويبين أنه لا يقول: إن الرب يجيء ويأتي وينزل أمره بل هو ينكر على من يقول ذلك. والذين ذكروا عن أحمد في تأويل النزول ونحوه من " الأفعال " لهم قولان: منهم من يتأول ذلك بالقصد؛ كما تأول بعضهم قوله: {ثم استوى إلى السماء} بالقصد وهذا هو الذي ذكره ابن الزاغوني. ومنهم من يتأول ذلك بمجيء أمره ونزول أمره وهو المذكور في رواية حنبل. وطائفة من أصحاب أحمد وغيرهم - كالقاضي أبي يعلى وغيره ممن يوافق أبا الحسن الأشعري - على أن " الفعل " هو المفعول؛ وأنه لا يقوم بذاته فعل اختياري. يقولون: معنى النزول والاستواء وغير ذلك: أفعال يفعلها الرب في المخلوقات. وهذا هو المنصوص عن أبي الحسن الأشعري وغيره قالوا: الاستواء فعل فعله في العرش كان به مستويا وهذا قول أبي الحسن بن الزاغوني. وهؤلاء يدعون أنهم وافقوا السلف؛ وليس الأمر كذلك. كما قد بسط في موضعه. وكذلك ذكرت هذه رواية عن مالك رويت من طريق كاتبه حبيب بن أبي حبيب؛ لكن هذا كذاب باتفاق أهل العلم بالنقل لا يقبل أحد منهم نقله عن مالك. ورويت من طريق أخرى ذكرها ابن عبد البر وفي إسنادها من لا نعرفه.واختلف أصحاب أحمد وغيرهم من المنتسبين إلى السنة والحديث: في النزول والإتيان والمجيء وغير ذلك. هل يقال إنه بحركة وانتقال؟ أم يقال بغير حركة وانتقال؟ أم يمسك عن الإثبات والنفي؟ على " ثلاثة أقوال " ذكرها القاضي أبو يعلى في كتاب " اختلاف الروايتين والوجهين ".فالأول قول أبي عبد الله بن حامد وغيره.

والثاني: قول أبي الحسن التميمي وأهل بيته.

والثالث: قول أبي عبد الله بن بطة وغيره. ثم هؤلاء فيهم من يقف عن إثبات اللفظ مع الموافقة على المعنى وهو قول كثير منهم كما ذكر ذلك أبو عمر بن عبد الرحمن وغيره (*). ومنهم من يمسك عن إثبات المعنى مع اللفظ وهم في المعنى منهم من يتصوره مجملا ومنهم من يتصوره مفصلا؛ إما مع الإصابة وإما مع الخطأ. والذين أثبتوا هذه رواية عن " أحمد " هم وغيرهم - ممن ينتسب إلى السنة والحديث - لهم في تأويل ذلك قولان:أحدهما: أن المراد به إثبات أمره ومجيء أمره. و الثاني: أن المراد بذلك عمده وقصده ( ... ) قلت: وتأويل المجيء والإتيان والنزول ونحو ذلك - بمعنى القصد والإرادة ونحو ذلك - هو قول طائفة. وتأولوا ذلك في قوله تعالى {ثم استوى إلى السماء} وجعل ابن الزاغوني وغيره ذلك: هو إحدى الروايتين عن أحمد. والصواب: أن جميع هذه التأويلات مبتدعة لم يقل أحد من الصحابة شيئا منها ولا أحد من التابعين لهم بإحسان؛ وهي خلاف المعروف المتواتر عن أئمة السنة والحديث: أحمد بن حنبل وغيره من أئمة السنة. ولكن بعض الخائضين بالتأويلات الفاسدة يتشبث بألفاظ تنقل عن بعض الأئمة وتكون إما غلطا أو محرفة؛ كما تقدم من أن قول الأوزاعي وغيره من أئمة السلف في النزول " يفعل الله ما يشاء " فسره بعضهم أن النزول مفعول مخلوق منفصل عن الله وأنهم أرادوا بقولهم: (يفعل الله ما يشاء) هذا المعنى وليس الأمر كذلك؛ كما تقدمت الإشارة إليه ( ... ) وهؤلاء يقولون: النزول من صفات الذات ومع هذا فهو عندهم أزلي كما يقولون مثل ذلك في الاستواء والمجيء والإتيان والرضى والغضب والفرح والضحك وسائر ذلك: إن هذا جميعه صفات ذاتية لله وإنها قديمة أزلية لا تتعلق بمشيئته واختياره؛ بناء على أصلهم الذي وافقوا فيه ابن كلاب وهو أن الرب لا يقوم بذاته ما يتعلق بمشيئته واختياره؛ بل من هؤلاء من يقول إنه لا يتكلم بمشيئته وقدرته ولا يقوم به فعل يحدث بمشيئته واختياره. بل من هؤلاء من

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير