تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نار جهنم، حتى يمر آخرُهم يُسحَبُ سَحباً، فما أنتم بأشدَّ لي مناشدةً في الحق قد تبين لكم مِنَ المؤمن يومئذ للجبار، (وفي رواية: حَتّى إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النّارِ، فَوَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ بِأَشَدّ مُنَاشَدَةً لله فِي اسْتِقْصَاءِ الْحَقّ، مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لله يَوْمَ الْقِيَامَةِ لإِخْوَانِهِمْ الّذِينَ فِي النّارِ) وإذا رأوا أنهم قد نجوا، في إخوانهم، يقولون: ربنا إخواننا، كانوا يصلون معنا، ويصومون معنا، ويعملون معنا [ويحجون]، فيقول الله تعالى: (وفي رواية: فَيُقَالُ لَهُمْ: أَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ. فَتُحَرّمُ صُوَرُهُمْ عَلَى النّارِ. فَيُخْرِجُونَ خَلْقاً كثيراً قد أَخَذَتِ النّارُ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ وَإِلَى رُكْبَتَيْهِ. ثُمّ يَقُولُونَ: رَبّنَا! مَا بَقِيَ فِيهَا أَحَدٌ مِمّنْ أَمَرْتَنَا بِهِ فيقول:) اذهبوا (رواية: ارجعوا) فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه، ويحرِّم الله صورهم على النار، فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه، وإلى أنصاف ساقيه، فيُخرِجون من عرفوا، ثم يعودون، (وفي رواية: فيُخرجون خلقاً كثيراً ثم يقولون ربنا لم نذرْ فيه أحدا ممن أمرتنا) فيقول: اذهبوا (رواية: ارجعوا) فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه، فيُخرِجون من عرفوا (في رواية: خلقا كثيرا) ثم يعودون [يقولون: ربنا لم نذرْ فيها ممن أمرتنا أحداً]، فيقول: اذهبوا (رواية: ارجعوا) فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان (وفي رواية: من خير) فأخرجوه، فيُخرجون من عرفوا [خلقا كثيرا، ثم يقولون: ربنا لم نَذَرْ فيها خيراً]). [وكان] أبو سعيد يقول: فإن لم تصدقوني [بهذا الحديث] فاقرؤوا [إن شئتُم]: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها [ويُؤتِ من لدنه أجرا عظيماً]}. فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون، فيقول الجبار [عز وجل]: [شَفَعَتِ الْمَلاَئِكَةُ وَشَفَعَ النّبِيّونَ وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ] بقيت شفاعتي، (وفي رواية: وَلَمْ يَبْقَ إِلاّ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ)، فيقبضُ قبضةً من النارِ، فيُخرِجُ [منها] أقواماً [لم يعملوا خيرا قطّ] قد امتُحِشوا (وفي رواية: قد عادوا حُمماً)، فليقون في نهَر بأفواه الجنة يقال له: ماء [نهر] الحياة، فينبتون في حافتيه كما تنبت الحِبَّة في حميل السيل، قد رأيتموها إلى جانب الصخرة، إلى جانب الشجرة، فما كان إلى الشمس منها كان أخضر (وفي رواية: مَا يَكُونُ إِلَى الشّمْسِ أُصَيْفِرُ وَأُخَيْضِرُ) وَمَا كان مِنْهَا إِلَى الظّلّ يَكُونُ أَبْيَضَ؟ [فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ! كَأَنّكَ كُنْتَ تَرْعَى بِالْبَادِيَةِ]، فيخرجون كأنهم اللؤلؤ، فيجعل في رقابهم الخواتـ[ـيـ]ـم، فيدخلون الجنة، فيقول (في رواية: يعرفهم) أهل الجنة: هؤلاء عتقاء الرحمن (في رواية: عتقاء الله)، أدخلهم [الله] الجنة بغير عمل عملوه، ولا خير (رواية: قَدَم) قدموه، فيقال لهم: [ادخلوا الجنة] لكم ما رأيتم ومثله معه [فَيَقُولُونَ: رَبّنَا أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ. فَيَقُولُ: لَكُمْ عِنْدِي أَفْضَلُ مِنْ هَذَا. فَيَقُولُونَ: يَا رَبّنَا! أَيّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا؟ فَيَقُولُ: رِضَايَ. فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَداً". [ر:4305] [قال أبو سعيد ?: بلغني أنّ الجسر أدقُّ من الشعرةِ وأحدُّ منَ السيف] [متفق عليه]

(وفي رواية: يُدْخِلُ الله أَهْلَ الْجَنّةِ الْجَنّةَ. يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ بِرَحْمَتِهِ. وَيُدْخِلُ أَهْلَ النّارِ النّارَ. ثُمّ يَقُولُ: انْظُرُوا مَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ. فَيُخْرَجُونَ مِنْهَا حُمَماً قَدِ امْتَحَشُوا. فَيُلْقَوْنَ فِي نَهْرِ الْحَيَاةِ أَوِ الْحَيَا. فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبّةُ إِلَى جَانِبِ السّيْلِ (وفي رواية: كما تنبت الغثاءةُ في جانب السيل) وفي رواية: في حَمِئَةِ أو حميلة السيل). أَلَمْ تَرَوْهَا كَيْفَ تَخْرُجُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً) [متفق عليه]

(وفي رواية: أَمّا أَهْلُ النّارِ الّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا، فَإِنّهُمْ لاَ يَمُوتُونَ فِيهَا وَلاَ يَحْيَوْنَ. وَلَكِنْ قَوْمٌ أَصَابَتْهُمُ النّارُ بِذُنُوبِهِمْ (أَوْ قَالَ بِخَطَايَاهُمْ) فَأَمَاتَهُمْ إِمَاتَةً. حَتّى إِذَا كَانُوا فَحْماً. أُذِنَ بِالشّفَاعَةِ. فَجِيءَ بِهِمْ ضَبَائِرَ ضَبائِرَ. فَبُثّوا عَلَى أَنْهَارِ الْجَنّةِ. ثُمّ قِيلَ: يَا أَهْلَ الْجَنّةِ أَفِيضُوا عَلَيْهِمْ. فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبّةِ تَكُونُ فِي حَمِيل السّيْلِ" فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: كَأَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ كَانَ بِالْبَادِيَةِ.)

رواه أحمد (3/ 16 - 17) خ (7439 و4919 ومن طريقه البغوي في شرح السنة (15/ 141 - 142/ 4326 وقال هذا حديث صحيح) والذهبي في الأربعين (ص116 - 118)) م (183) ابن جرير (29/ 41) خز ص169 و172 - 174 والحاكم (4/ 582 - 584) وهق في الأسماء والصفات (2/ 79) وابن منده في الإيمان (816 و817 و818) وفي الرد على الجهمية (ص35 - 36) وابن بطة في الإبانة (كما في إبطال التأويلات 1/ 156) والآجري في الشريعة ص260 - 261 وهو مخرج في الصحيحة رقم 583.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير