تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67)) (أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ) ثم قال (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75)) لاحظ أن إبراهيم وهكذا كل الدعاة إلى الله عز وجل قبل أن يبدأوا دعوتهم عندهم رصيد قوي من المعرفة واليقين ومن أعظم وسائل تحقيق هذا اليقين والمعرفة النظر في ملكوت السموات والأرض إضافة إلى النظر في آيات الله لكن النظر في الملكوت يكون سابقاً على النظر في آيات الله.

قصة إبراهيم عليه السلام في سورة الأنعام ودلالاتها

سورة الأنعام لما كانت تقرر قضية العقيدة والتوحيد وتؤسس هذه القضية الكبرى سلكت مسالك متعددة من ضمنها أسلوب التقرير وأسلوب التلقين وأسلوب القصة، أسلوب الحوار ولذلك الحوار واضح جداً في هذه السورة، بعض الباحثين كتب الحوار القرآني في ضوء سورة الأنعام

د. عبد الرحمن: أذكر الدكتور زاهر ألمعي في كتابه مناهج الجدل طول في سورة الأنعام كثيراً

هذا من أسلوب تقرير العقيدة وإبطال عقائد المشركين. وقبل أن أقف مع هذه القصة أحب أن أنبه على قضية مهمة جداً لمن يقرأ القرآن ونحن عندما نتكلم عن شيء ينبغي أن نذكر قواعد نستفيد منها ونحن نقرأ القرآن. قراء القرآن كثيراً ما يركزون على قضية الأمر والنهي إذا سمعت الله يقول يا أيها الذين آمنوا فارعها سمعك فإنه إما خير تؤمر به أو شر تنهى عنه، هذا أمر مهم جداً لكنه في الغالب في السور المدنية ويتعلق بالأحكام لكن هناك أمر من وجهة نظري أهم بكثير وهي الوقوف مع الأخبار في القرآن التي تكثر في السور المكية، السور المكية أكثرها أخبار قضايا مؤكدة بأخبار، والأخبار هذه هي بناء الاعتقاد أنت لما تعتقد تحتاج لأخبار صادقة (ومن أصدق من الله قيلا) لتبني عليها اعتقادك وفكرك وثقافتك فإذا تكوّن الاعتقاد الصحيح يأتي الامتثال الكامل على وجهه أما إذا كان الاعتقاد ضعيفاً فإن الأوامر ستأتي والنواهي ولا أحد يمتثل لها كحال كثير من الناس الآن، كثير من الناس يؤمر وما يستجيب لأنه ليس هناك عقيدة قوية ولا إيمان صادق وراسخ يدفعه إلى الامتثال. إذا قرأت القرآن المكي غالبها أخبار في جملتها فيها أوامر ونواهي لكن قليلة مقارنة بالأخبار، لما تقرأ سورة الأنعام أخبار مؤكدة فتحتاج أن تأخذ هذه الأخبار بصدق (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً (115)) صدقاً في الأخبار فخذ هذه الأخبار بقوة. لما تقرأ قصص الأنبياء هي أخبار فعليك أن تستفيد منها في تقرير القضية الكبرى التي جاء القرآن لتحقيقها والدعوة إليها وهي قضية الإيمان والعقيدة. إبراهيم على وجه الخصوص من الأنبياء وأولي العزم الذين لهم مكانة بل يكاد يكون النبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم في المنزلة والمكانةعلى كثرة الأنبياء وهو الذي نذكره مع نبينا في التشهد "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم" وسبب ذلك أنه ركز على هذه القضية قضية تقرير العقيدة والإيمان والتوحيد بأساليب شتى وبطرائق متنوعة كلها منشؤها اليقين بالله عز وجل فبدأت هذه الآيات بذكر اليقين وأنبه على كلمة اليقين وخاصة في أسلوب الحوار لأن الحوارات الآن وهي مسلك مهم من مسالك تقرير الحق خاصة في مواقع الانترنت مواقع حوارية ومواقع مع النصارى وحوار مع المبتدعة ويسلكها من لا يملك الحد الأدنى من العلم حتى بعضهم ضيّع دينه وضيّع مبادئه وشكك هؤلاء الذين يحاورهم لأنه لم يدخل على يقين فجاءت قبل هذا الحوار مع الكفار (وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75)) فإذا لم تكن على يقين اترك الجدال لغيرك ممن وصل إلى هذه المرتبة والعلماء يقولون اليقين إنما يوصل إليه بعد مرحلة من النظر والتأمل ومعرفة العلم بالأدلة المتتابعة لا يكفي دليل واحد بل لا بد من أدلة متتابعة حتى تصل إلى القوة واليقين بعد ذلك أنت لما تحاور غيرك إن أقنعتهم فهذا هو المطلوب وإن لم تقنعهم فعلى الأقل ثبت أنت لكن المشكلة أن يتزعزع الإنسان

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير