تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الجوانب الكبرى فيما يتعلق الإعتقاد.

ومن جوانب الاعتقاد أيضاً الرسل وإثبات الرسالات وهذه ذكرت في السورة بطرائق

د. عبد الرحمن: كنت ذكرت بالأمس قضية الأخبار وأنها غلبت على الجانب القرآني في العهد المكي وهذه السورة مصداق لما تفضلت به.

القصص هي أخبارات سابقة وتضمنت إخبارات كثيرة فالواجب علينا أن نقف مع هذه الأخبار ونصدقها وننتفع بما فيها من مدلولات ومعاني. قوله تعالى (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6)) هذه إشارة إلى الرسل عموماً وإلى من أرسلوا إليهم ثم جاء ذكر نوح وهود وصالح وشعيب وموسى وكل الأنبياء الذي ذكروا في السورة.

علاقة قصة أصحاب الأعراف بمقصود السورة الذي هو الدعوة إلى العقيدة والتوحيد

هذا من ركائز العقيدة الإيمان باليوم الآخر والإيمان باليوم الآخر أو اليوم الآخر جزء من الاعتقاد لأن من آمن وحقق التوحيد لأن مصيره في اليوم الآخر الجنة والفوز العظيم وهذا الأمر فصلته هذه السورة لأن الله عز وجل فصّل مآل المؤمنين الذين آمنوا وعملوا الصالحات ومآل المكذبين وما لهم والعياذ بالله على شكل حوار رائع بين أصحاب الجنة وأصحاب النار فمن آمن وحقق العقيدة الصحيحة والإيمان في قلبه يكون مصيره الجنة ومن كفر وكذب يكون من أصحاب النار يوم القيامة، أصحاب الأعراف ظهروا في مظهر يظهر ما عليه الإيمان من نعيم في الجنة وما عليه أهل الكفر من شقاء وعذاب (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47))

د. عبد الرحمن: تحدثت أن سورة الأعراف جاءت لتقرير العقيدة فهل يمكن توضيح أساليب تقرير العقيدة في هذه السورة؟

قضايا العقيدة الكبرى التي قررتها السور المكية ثلاث: قضية الألوهية لله عز وجل وقضية إثبات الرسالة الوحي وقضية الإيمان بالله واليوم الآخر والبعث لأن هذه القضايا التي خالف فيها الكفار هي القضايا الكبرى في السور المكية، فذكرنا قضية الألوهية بجانبيها العبادة والتشريع وقضية إثبات الرسل على وجه العموم ومحمد صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا (158)) فأثبتت هذه السورة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص وأنها رسالة إلى كل الناس وأنها رسالة عامة.

والقضية الثالثة قضية البعث تناولتها السورة في عدة مواضع كما في قوله تعالى (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29)) إلى ذكر الجنة والنار إلى غير ذلك من الآيات التي تضمنتها هذه السورة.

أساليب تناول السورة لهذه القضايا تختلف عن سورة الأنعام فعنيت بالجانب التأريخي كأسلوب ظاهر لكن هناك أساليب بالتفصيل قررت هذه القضايا ودعت إليها، أسلوب القرآن بالدعوة إلى هذه القضايا أولاً اسلوب التذكير بالنعم وهذا أسلوب لا تكاد تخلو منه سورة وخاصة السور المكية وأول نعمة هي نعمة القرآن وهي التي بدأت بها السورة ثم نعمة الخلق (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ (11)) إلى غير ذلك وقلنا بالأمس أن نعمة الخلق هي الأصل وهي الابتداء ونعمة التخويف بالعذاب. هاتان الوسيلتان تصلح لكل الناس ولذلك دائماً التذكير بالنعم والتخويف بالعذاب تصلح لكل الناس الصغير والكبير وأنت إذا أردت أن تدعو إلى شيء تذكر بالنعم تذكر بالثواب والتخويف بالعقاب لأن من الناس من يأتي بهذا الأسلوب فيخاف فيخوّف وهذه السورة خوّفت الكفار من النار وذكرت النار (وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50)) وقال تعالى (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)) ثم ترتقي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير