تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ (120) البقرة) لكن مع هذا نحن نلتزم معهم المنهج الشرعي في مسألة الولاء والبراء.

د. عبد الرحمن: في قوله تعالى في السورة (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ (6)) ما تعليقك على هذه الآية؟

أعلم أن الوقت ضيق ولكني اخترت بعض الايات للوقوف على هداياتها ودلالاتها وإلا فالسورة تحتاج لوقوف أكثر ومن ذلك هذه الآية. هذه الاية (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ) هذه يستدل بها علماؤنا من أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله وأن له حروف وأنه يُسمَع (حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ) (ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ) وفيها لفتة مهمة أن أعظم ما يدعى به الناس يوعظ به الناس هو القرآن ويوجه به الناس هو كلام الله عز وجل ولذلك يحضرني كلمة نفيسة للحافظ بن حجر رحمه الله في فتح الباري يقول: إن إسماع الناس كلام الله عز وجل من أعظم أبواب الدعوة إلى الله عز وجل بل هو أعظم أبواب الدعوة إلى الله عز وجل. بعض الناس يظن أنه لن يؤثر في قلوب الناس إلا بالقصص بالحكايات وقد يتوسع للأسف فيأتي بأحاديث موضوعة فيكذب على النبي صلى الله عليه وسلم أو حكايات مختلقة، نقول لا بأس بالقصص في باب الوعظ والتذكير لكن لماذا لا نستفتح حديثنا بالقرآن؟. عمر رضي الله عنه كان إذا جلس مع أصحابه قال يا عبد الله بن قيس، يا أبا موسى ذكِّرنا الله والدار الآخرة قال فيقرأ عليهم القرآن، وليست مجرد القراءة فقط وإنما نقف على هداياته ودلالاته. وهذا كلمة أنصح بها نفسي وإخواني جميعاً لا توعظ القلوب ولا تستصلح أحوال الناس إلا بكتاب الله عز وجل فلنبدأ خطبنا ومواعظنا وحديثنا بكلام الله سبحانه وتعالى وحبذا بل هو الواجب أن نعلق على هذه الآيات من كلام المفسرين سلفاً وهذا هو الأفضل أو من كلام المتأخرين وهذا الذي تستصلح به أحوال الناس وما يأتي بعد ذلك فهو خير ولكن الأهم أن ننطلق من كلام الله عز وجل.

آية أخرى يسميها العلماء آية المحبوبات الثمانية (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)) (فَتَرَبَّصُواْ) تهديد. هذه آية عظيمة ذكر الله تعالى فيها هذه المحبوبات الثمانية التي في الغالب تتعلق بها القلوب الأباء والأبناء والإخوة والزوجة والعشيرة والأموال والدور هذه إذا كان الإنسان يقدمها على ما يطلبه الله عز وجل من عبده على ما أمره به الرسول صلى الله عليه وسلم فليحذر (فَتَرَبَّصُواْ). وأيضاً في مسألة الجهاد لا يقدمها إذا حق الجهاد وجاءت أموره بضوابطه وبأحكام التي ذكرها العلماء فالإنسان يكون على حذر أن لا يقدم هذه الأمور على محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم. والله جل وعلا بيّن لنا أن المحبة الحقيقية هي التي يتبعها الاتباع واستجابة (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ (31) آل عمران) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ (24) الأنفال) ينبغي للإنسان أن يتقي الله عز وجل وهذه المحاب هي محاب طبيعية كل إنسان يحب الزوجة يحب الب والإبن والعشيرة لكن لا تقدم على مراضي الله على أوامره الله ولا تكون سبباً في أن يقع الإنسان في ما حرم الله عز وجل كأن يسرق أو يأخذ مالاً حارماً ينتصر لعصبية قبلية وغيرها من الأمور المحرمة وهي مثيرة للأسف فالإنسان يتقي الله ولا يقدمها على أوارم الله أو يتجاوز بسببها فيقع فيما حرم الله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير