تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عندنا أيضاً قضية النماذج نماذج أهل الإيمان وأهل الكفر نموذجان من أهل الكفر وما حصل لهم قوم نوح وقوم فرعون ونموذج لأهل الإيمان. ولا شك أن هذه النماذج فيها جوانب متعددة، ذكر هذه النماذج فيها رسائل متعددة رسائل للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ورسائل للكفار أنتم إن كنتم كذبتم فهذه نماذجكم فستلحقون بهم وإن كنتم آمنتم فهذا نموذج يُحتذى. وأيضاً هو تطمين للنبي صلى الله عليه وسلم وتسلية وتطمين للمؤمنين أن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل.

د. عبد الرحمن: كنا نتحدث عن الحجج العقلية الموجودة في سورة يونس وهذه لفتة مهمة وأود أن يتنبه المشاهدون للحجج العقلية الموجودة في سورة يونس للرد على المشركين وإثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم.

د. مساعد الطيار: وهناك موضوعات جانبية لكن لا بأس لو بدأنا بما يتعلق بالحجج. نحن ذكرنا الحجج العقلية والحديث عن القرآن جاء بأكثر من أسلوب وعندنا نماذج أهل الإيمان وأهل الكفر وأيضاً الإشارة إلى مصير الكفار خاصة كفار مكة وما هو المصير الذي ينتظرهم وعندنا جملة من أحوال الكفار ثم مآل المؤمنين والكفار أشير له في هذه السورة. لكن الموضوعان الكبيران هما موضوع الحجج العقلية وموضوع القرآن.

دعنا نبدأ بموضوع القرآن لأنه بدء به (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1)). (ألر) خمس سور بدئت بها والعجيب أنها كلها مرتبطة بالقرآن. في سورة هود قال (الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)) في سورة يوسف قال (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ (3)) وفي سورة إبراهيم قال (الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)) وبعد ذلك سورة الحجر (الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ (1)) فهذه السور ذوات (ألر) نلاحظ أنها ركزت على القرآن في بدايتها وهذه السورة بالذات من أكثر هذه السور فيما يتعلق بأحوال القرآن ولهذا ورد فيها قضية التحدي بسورة.

لو تأملنا بداية السورة (أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ (2)) بدأت بالوحي ونلاحظ أنها ستختم به (وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ (109)). وإذا تأملت قوله تعالى (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي (15)) هذه مسألة كبيرة جداً قريش تقترح مرة بعد مرة ومن اقتراحاتها الهزيلة والغريبة أنها قالت (ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ) قد يتساءل إنسان لماذا يطلب قريش قرآناً غير هذا؟ لأن هذا القرآن فيه سب لآلهتهم وفضح لعقولهم كأنهم يقولون إئت بقرآن ألطف من هذا القرآن، قرآن منقّح كما يقول النصارى اليوم. تتمة الآيات (إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (16)) الطاهر بن عاشور وقف عند هذه الآية وقفة أنصح بالرجوع إليها لأنه استشف منها مسألة الإعجاز في هذه الآية. (فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) انظر الحجج العقلية، أنا الآن عندكم منذ أربعين سنة ليس هناك أي مقدمة لما جئت به وفجأة جئتكم به أليس عندكم عقل يجعلكم تتدبرون وتفكرون أن هذا لا يمكن أن يكون من عند بشر. لذا أحوال النبي صلى الله عليه وسلم من القضايا المهم جداً التأمل فيها وإبراز دلائل النبوة من خلال أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم وهي من الحجج العقلية التي يشير إليها القرآن وهي سهلة جداً. أربعين سنة ما ذُكِر عنه أنه بنس بمثل هذا الكلام ولا تكلم به لا من قريب ولا من بعيد وكان يعجبه من خطباء العرب قس بن ساعدة مثل غيره من الناس فجأة يأتي بمثل هذا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير