تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقرآن ومنتظم ومرة بعد مرة (فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ).

ولو تأملت في الآية 38 التي هي آية التحدي قال قبلها (وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (37)) ما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله، يقول الله تعالى لا يمكن لأحد أن يأتي بمثل هذا القرآن لا يمكن إطلاقاً. ثم يقولون بعدها (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ) لاحظ ما ذكروه هم، التهمة التي اتهموا بها النبي صلى الله عليه وسلم لذا قال (قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38)) وهذا خطاب لقريش والسورة كلها الخطاب فيها لقريش بالذات هنا الخطاب لقريش أنتم يا قريش إذا كان محمد افتراه هو لن تعجزوا أن تأتوا بسورة مثله. وهذا يشير إلى مسألة مهمة وهي أن خرق العادة نوعان خرق العادة الأول نسميه الخرق الكلي وهذا ليس إلا لله سبحانه وتعالى ما تخرق به العادة للأنبياء فإن هذا مما لا يمكن أن يأتي به بشر لا ساحر ولا كاهن ولا غيره ولهذا يجريه الله سبحانه وتعالى على نبي من أنبيائه أو على وليّ صادق تابع لنبي وإجراؤه على يد الولي الصادق تصديق للنبي. ولهذا ننبه من باب الفائدة أن تسمية الكرامة للولي والمعجزة للنبي هذه تسمية اصطلاحية، هذا تفريق اصطلاحي وإلا ففي النهاية فالكرامة الصحيحة الصادقة التي تصدر على يد الولي هي من عند الله سبحانه وتعالى وتصديق للنبي ولا يمكن أن تخالف ما دعا إليه النبي ولا أن يدعو الولي بها لغير الله تعالى فهذه قضية تفريق مصطلحي وإلا هي في النهاية واحدة وهي من عند الله سبحانه وتعالى والله سبحانه وتعالى يجريها عن من شاء لكن آية النبي أكبر وأعظم بلا شك.

القضية الثانية الخرق النسبي وهذه التي أشار إليها الله سبحانه وتعالى يقول إذا كان محمد هو الذي جاء بهذا القرآن فعندكم من القدرة ما عند محمد فلماذا لا تأتون بسورة مثله؟ ولهذا نقول الذي أوقع الباقلاني رحمه الله تعالى لما تكلم عن المعجزة وخوارق العادات اضطرب عليه الأمر رحمه الله تعالى مع ما أوتي من عقل فجعل أنه لا يمكن إدراك الفرق بين ما يأتي به الساحر وما يأتي به النبي فوقع في هذا الإشكال وهو رحمه الله تعالى لم يفرق بين الأمرين. نقول لا، إذا دخلنا في الجانب النسبي ما يرتبط بالبشر وقدراتهم فيمكن لأحد أن يأتي أحد بأعلى مما أتى به السابق، يمكن أن يأتينا ساحر ويمكن أن يأتي واحد أقوى منه في السحر، هذا ممكن لكن إذا ارتبط الأمر بالله سبحانه وتعالى فلا.

د. عبد الرحمن: ربما هو يقصد دهماء الناس

د. مساعد الطيار: رد عليه ابن تيمية وغيره لأنه وقع في هذا الإشكال لأسباب عقدية لكن المقصد أنه يجب أن نفرق بين هذا وذاك

د. عبد الرحمن: وأن ما يجريه الله تعالى على يد نبي من أنبيائه لا يختلط مع ما يأتي به السحرة.

د. مساعد الطيار: (قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ) وهذه آخر مراحل التحدي على الصحيح. الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى ذهب إلى أنه يجوز التحدي بآية وهذا في الحقيقة فيه نظر، هو استدل بقوله سبحانه وتعالى في سورة الطور (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ (34) الطور)، ونقول هذه الآية مُجملة وهذه الآية مبيّنة وكل الآيات التي وردت فيها مثل هذا فهذا تبينها لأن السورة لحمة واحدة سواء كانت سورة طويلة أو كانت سورة قصيرة هي التي وقع فيها التحدي بالنص الواضح جداً في القرآن

د. عبد الرحمن: وهناك في القرآن آيات من كلمة واحدة لا يعجز أحد أن يقولها مثل (مدهامتان) (والعصر)

مثل هذا تضعف هذا الرأي.

د. مساعد الطيار: (فَأْتُواْ بِسُورَةٍ) تكررت موطنين، في هذا الموطن وفي سورة البقرة لكن لاحظ الآية في سورة البقرة جاءت بعدها (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) البقرة) تكرر الإتيان بسورة في أكثر من موطن.

د. عبد الرحمن: لكن يعتبر التحدي بسورة هو آخر مرحلة سواء ورد في يونس أو في البقرة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير