1 ـ الذي يظهر أن سبب عتاب الله تعالى لنوح دون إبراهيم عليهما الصلاة والسلام أن نوحاً كلّم ربّه في أمرٍ قد نفذ به القضاء، فالخطاب مع الله تعالى أولاً، ثم هو في أمرٍ انتهى، أما الخليل فهو يجادل الملائكة مباشرةً ـ وإن كانوا رسلاً من عند الله تعالى ـ وهو يجادل في أمرٍ يتعلق بابن أخيه وكيف يقع الهلاك على أناس مؤمنين؟! فهو ـ عليه الصلاة والسلام ـ لم يجادل عن أناس حق عليهم العذاب، فظهر الفرق من وجهين، والله تعالى أعلم وأحكم.
أما سؤالك يا أم عبدالله:
- قال تعالى: (((وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120))))
وعن ابن عباس قال قال أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله قد شبت قال شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت) أخرجه الترمذي.
كيف نجمع بين الآية الكريمة والحديث، لنتوصل لشمائل نبينا صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين؟
إذا تبين لك أن الحديث لا يصح فلا تعارض به الآية لو فرضنا أن هناك تعارضاً، مع أنني لا أرى فيها تعارضاً ـ لو صح الخبر ـ فكونها تشيبه لما فيها من الأوامر العظيمة وأشدها: فاستقم كما أمرت، وكونها مثبتة لما فيها من القصص العظيمة التي ذكرتُ بعض أسرارها،والله أعلم.
وأما سؤالك الثالث: في سورة هود قال تعالى: (((فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ)))
وفي سورة الفيل قال تعالى: (((تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ)))
لِمَ كان العقاب بحجارة من سجيل لقوم لوط، ولمن أرادوا هدم الكعبة، ولم يكن لقوم آخرين على حد علمي؟
ـ الحقيقة لا أرى فائدة علمية تذكر من هذا السؤال، ومع هذا فأذكر ما يظهر لي، فيقال:
إن عظم الجريمة التي فعلوها تناسب هذه العقوبة، فقوم لوط لما انتكست فطرهم قلبت عليهم الديار، وأرسلت عليهم الحجارة إيذاناً ـ والله أعلم ـ بأن الرجم عقوبة يستحقها فاعل هذه الجريمة العظيمة (اللواط) اللوطي كما يستحقها الزاني المحصن.
أما قوم أبرهة، فلكونهم اغتروا بقوتهم ولم يقف في وجههم أحد أراد الله تعالى أن يريهم هوانهم بإرسال طيرٍ صغيرة بالنسبة لأحجام الفيلة، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، فحين ظنوا أنه لم يقف في وجوههم أحد على سطح الأرض، جاءهم العذاب من الجو؛ ليوقن العباد أن الله حافظٌ بيته، مع ما فيها من الإرهاصات لبعثة نبينا وسيدنا محمد صل1.
وأنا بانتظار أسئلة الأخت د. سمر حول القصص.
يتبع .. إن شاء الله تعالى.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[26 Aug 2010, 06:02 ص]ـ
لكن لأنني مُجْهَد فإنني سأقتصر في هذه الإطلالة على إجابة الأخت أم عبدالله الجزائرية، فأقول ـ والله الموفق ـ:
1 ـ الذي يظهر أن سبب عتاب الله تعالى لنوح دون إبراهيم عليهما الصلاة والسلام أن نوحاً كلّم ربّه في أمرٍ قد نفذ به القضاء، فالخطاب مع الله تعالى أولاً، ثم هو في أمرٍ انتهى، أما الخليل فهو يجادل الملائكة مباشرةً ـ وإن كانوا رسلاً من عند الله تعالى ـ وهو يجادل في أمرٍ يتعلق بابن أخيه وكيف يقع الهلاك على أناس مؤمنين؟! فهو ـ عليه الصلاة والسلام ـ لم يجادل عن أناس حق عليهم العذاب، فظهر الفرق من وجهين، والله تعالى أعلم وأحكم.
أما سؤالك يا أم عبدالله:
- قال تعالى: (((وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120))))
وعن ابن عباس قال قال أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله قد شبت قال شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت) أخرجه الترمذي.
كيف نجمع بين الآية الكريمة والحديث، لنتوصل لشمائل نبينا صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين؟
إذا تبين لك أن الحديث لا يصح فلا تعارض به الآية لو فرضنا أن هناك تعارضاً، مع أنني لا أرى فيها تعارضاً ـ لو صح الخبر ـ فكونها تشيبه لما فيها من الأوامر العظيمة وأشدها: فاستقم كما أمرت، وكونها مثبتة لما فيها من القصص العظيمة التي ذكرتُ بعض أسرارها،والله أعلم.
وأما سؤالك الثالث: في سورة هود قال تعالى: (((فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ)))
وفي سورة الفيل قال تعالى: (((تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ)))
لِمَ كان العقاب بحجارة من سجيل لقوم لوط، ولمن أرادوا هدم الكعبة، ولم يكن لقوم آخرين على حد علمي؟
ـ الحقيقة لا أرى فائدة علمية تذكر من هذا السؤال، ومع هذا فأذكر ما يظهر لي، فيقال:
إن عظم الجريمة التي فعلوها تناسب هذه العقوبة، فقوم لوط لما انتكست فطرهم قلبت عليهم الديار، وأرسلت عليهم الحجارة إيذاناً ـ والله أعلم ـ بأن الرجم عقوبة يستحقها فاعل هذه الجريمة العظيمة (اللواط) اللوطي كما يستحقها الزاني المحصن.
أما قوم أبرهة، فلكونهم اغتروا بقوتهم ولم يقف في وجههم أحد أراد الله تعالى أن يريهم هوانهم بإرسال طيرٍ صغيرة بالنسبة لأحجام الفيلة، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، فحين ظنوا أنه لم يقف في وجوههم أحد على سطح الأرض، جاءهم العذاب من الجو؛ ليوقن العباد أن الله حافظٌ بيته، مع ما فيها من الإرهاصات لبعثة نبينا وسيدنا محمد صل1.
.
جزاك الله خيرا د. عمر المقبل وبارك في علمك.
بالنسبة للسؤال الأول فقد استفدت، وانتبهت لأمرور أشرت إليها بخصوص وقت المجادلة، ولعلها تتعلق بعلم العقيدة في بعض الجوانب.
أما السؤال الثاني فقد استفدت جزاك الله خيرا وتذكرت أن الرسول صلى الله عليه وسلم من أولي العزم من الرسل.
أما السؤال الثالث، فقد تفكرت، وعملت مقارنة، كأي إنسان يقرأ القرآن، فرأيت أن هدم الفضيلة كهدم الكعبة، وخاصة هذه الجريمة، ستضيع الأسرة صمام أمان المجتمع، وأين الرجال حماة الدين، وأين من يحمي الكعبة إذا ضاعت الأسرة، هذا الذي جعلني أسأل.
جزاك الله خيرا.
¥