ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[26 Aug 2010, 10:37 ص]ـ
جزاك الله خيراً د. عمر على هذه الإجابات القيمة وإن شاء الله قريباً أضع تأملاتي في القصص الذي ورد في سورة هود من باب المدارسة واستنباط الفوائد لأنه بلا شك كل جزئية من القصة ترد في سورة معينة تكون لحكمة إلهية وكذلك اختيار بعض الأنبياء دون غيرهم لكل سورة أمر يدعونا فعلاً إلى التأمل واستنتاج الأهداف منها وربطها بمحور السورة وموضوعاتها وإسمها والله تعالى أعلم.
ولدي اقتراح لا أدري إن يوافقني الإخوة المشرفين والأعضاء عليه وهو أن نخصص بعد رمضان المبارك في قسم التفسير مواضيع نبحث فيها في كل سورة من السور بدل الانتظار لبرامج رمضان كل عام فنتدارس كل سورة على النحو الذي يحصل في التفسير المباشر إلا أن المدارسة تكون مفتوحة لمدة أسبوع أو أكثر مثلاً لكل سورة فيتولى أحد أهل العلم الحديث عن السورة أو ننطلق من حلقات التفسير المباشر لكل سورة ومن ثم نتدارس الآيات والأهداف والموضوعات ويدير كل سورة أحد أهل العلم أمثالكم د. عمر هكذا نبقى على تواصل مع كتاب الله تعالى ونتدارسه طيلة العام ونفعّل نشاط الملتقى القرآني فيصبح مدرسة بحد ذاته.
وفقنا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[27 Aug 2010, 11:35 م]ـ
وهذا أوان الوفاء بطلب أخي العزيز الدكتور عبدالرحمن الشهري، شاكراً للأخت د. سمر تجشمها عناء التفريغ، وأؤكد على أنني لم أضف شيئاً في هذه الأسطر على ما ذكر في الحلقة إلا ما يخص قصة موسى عليه الصلاة والسلام في التعقيب المهم الذي نسيت أن أذكره في الحلقة، وهو تعقيب مهم جداً، يمتثل في قوله تعالى: {فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ} [هود: 109].
وغني عن القول أن هذه الأحرف كتبت ونشرت ههنا للمذاكرة وتقريب معاني السورة، فخرجت بهذه الصورة الميسرة، وإلا فالمحور الذي طلب مني هو: (علوم سورة هود) كبير جداً، ويستحق أن يفرد بمجلدٍ كبير، فقد ظهر لي وأنا أحضر لهذه الحلقة من عدة كتب مع التأمل والمذاكرة أن فيها من الهدايات والدلالات شيء كبير وعظيم يجل عن الوصف، وهكذا هو كتاب الله يظهر لمن تدبره وتأمل في معانيه الشيء الكثير، خاصة إذا اطمأن طالب العلم إلى مقصد السورة ومحورها الأساس الذي يغلب على الظن أن السورة تدور عليه، فهذا له لذة يجدها من عاناها، والله المستعان.
في 17/رمضان/1431هـ
علوم سورة هود
ـ اسمها: لا يعرف لها غير هذا الاسم، وهي مكية وهو شبه اتفاق.
ـ فضلها: ورد فيها الحديث المشهور من طريق ابن عباس وغيره، ولكن كل طرقه مراسيل وجزم الدارقطني بضعفها كلها،
وثمة رؤيا رواها البيهقي في شعب الإيمان (4/ 82) فقال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ السَّرِيَّ، يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ ج فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! رُوِيَ عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ: " شَيَّبَتْنِي هُودٌ " قَالَ: " نَعَمْ " فَقُلْتُ: مَا الَّذِي شَيَّبَكَ مِنْهُ قَصَصُ الْأَنْبِيَاءِ وَهَلَاكُ الْأُمَمِ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ قَوْلُهُ: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}.
ـ ظروف نزول السورة: يبدو ـ والله أعلم ـ أن هذه السورة نزلت في ظروف صعبة وقاسية كان النبي ج يمر بها هو وأصحابه، ويقال: إن نزولها كان بعد وفاة خديجة وعمه أبي طالب! والله أعلم بهذه المعلومة الأخيرة، لكن المقطوع به أن نزولها كان لمعالجة حال صعبة وشدة كان يعانيها النبي ج وأصحابه، وبرهان هذا هو المحور الذي أرى أن السورة كلها قامت عليه.
قال ابن عاشور: ـ في التحرير والتنوير (11/ 197) ـ:
"نزلت هذه السورة بعد سورة يونس وقبل سورة يوسف، وقد عُدّتْ الثانية والخمسين في ترتيب نزول السور، ونقل ابن عطية في أثناء تفسير هذه السورة أنها نزلت قبل سورة يونس؛ لأن التحدي فيها وقع بعشر سور وفي سورة يونس وقع التحدي بسورة ... إلى أن قال في (11/ 218):
¥