تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (40)) لو ننظر في القصة وفي آخرها يقول الله عز وجل (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ (106)) (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (109) حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110)) إحالة الأمر إلى الله عز وجل في كل شيء، هذا أمر.

الثاني مما قيل في مضامينها أنها سورة الصبر وهذا ظاهر جداً بمعنى أنها جاءت في تسلية النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة أن فرجهم قريب وأن عليهم أن يصبروا حتى ينجز الله ما وعدهم فصبر يعقوب فيها واضح وصبر يوسف فيها واضح وأيضاً ماذا عملوا بعد أن تمكنوا وحصّلوا ما كانوا يريدون ويؤأملون من ربهمعفوا عمن ظلمهم ولم يقابلوا شيئاً من الإساءة بالإساءة وإنما قابلوها بالإحسان والعفو (قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ (92)) فهي قصة الصبر أو موضوعها الصبر.

الموضوع الثالث الدعوة، يوسف عليه السلام بدأ فيها داعية محترفاً من الطراز الأول يأتيه الفتيان ليسألانه عن تأويل الرؤيا فما يؤول الرؤيا لهما إلا بعد أن يدعوهما ويبين لهما لماذا أوتي هذا العلم وكيف أنه منن المحسنين. أنا قلت جامعاً المضامين كلها وأسأل الله أن أكون وفقت فيما قلت "عاقبة الصبر على دعوة التوحيد" هذا موضوع السورة. هذه السورة جاءت مؤكدة لمضمون سورة هود في الثبات والصبر (تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49) هود) هذه في سورة هود، وهنا نفس العملية إذا ثبت يا محمد على دعوة التوحيد وصبرت أنت ومعك فاعلم أن العاقبة ستكون لك ولمن معك كما كانت ليعقوب ويوسف عليه السلام (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111))

د. عبد الرحمن: يوسف عليه السلام هو الجيل الأول في أنبياء بني إسرائيل فهو ابن يعقوب مباشرة بخلاف موسى عليه السلام الذي جاء بعد وعيسى هؤلاء من سلالة بعيدة.

د. الخضيري: نعم ولذا أقول أن اختيار يوسف ليكون نموذجاً لهذه المعاني التوحيد والصبر اختيار موفق لأن اليهود موجودون وسينظرون هل هذه القصة موافقة لما عندهم ولذلك ورد في بعض الروايات أن اليهود لما سمعوا القصة من فم الرسول صلى الله عليه وسلم أسلم جماعة منهم. الثاني أن العرب ما كان عندهم علم بهذه القصص فسيلجأون عندما تنزل هذه القصة الطويلة إلى من يسألونه لو جاء بقصة لا يمكن الاسترشاد إليها لقالوا هذه اختلقها محمد أو هي من عنديات محمد، لا، (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ (94) يونس) هذا يعني إياك أعني واسمعي يا جارة، إسألوا أهل الكتاب والنصارى هل هذا وارد في كتبهم أم لا؟ فكان اختيارها في غاية الروعة والتوفيق.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير