تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. عبد الرحمن: بعض الباحثين عقد مقارنة بين قصة يوسف كما وردت في القرآن الكريم وقصة يوسف كما وردت في التوراة ووجد أن بينها اختلاف القرآن الكريم رواها وأخرجها بشكل رائع والتوراة التي بين أيديهم الآن محرفة ففيها شيء من الحق وفيها أشياء من الباطل تتطابق في بعض المواقف وتحتلف في مواقف كثيرة وفيها إساءة إلى يعقوب عليه السلام وإساءة إلى يوسف عليه السلام وإساءة إلى لوط عليه السلام. لكن قصة يوسف بالذات فيها اختلاف كبير جداً في أسباب حقد إخوانه عليه ثم وضعه في البئر ثم كيف عاش في بلاط عزيز مصر

د. الخضيري: أستنبط من كلامك إن صح ما ذكروه في أسباب النزول من أن بعض اليهود أسلموا عندما سمعوا هذه القصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنها طابقت ما عندهم فهذا التحريف -والله أعلم- جاء متأخراً بعد عهد النبوة والكتاب يتطور وفي كل طبعة تضاف أشياء وتحذف أشياء أخرى

د. عبد الرحمن: الأعجب من ذلك في كتاب نظم الدرر للبقاعي البقاعي كان يسلك طريقه في كتابه نظم الدرر وهو أنه كان يستعين بالتوراة والانجيل لإيضاح كثير من القصص والمناسبات فلامه كثير من علماء عصره وعاتبوه على ذلك فألّف كتاباً جميلاً أسماه الأقوال القويمة في حكم الرجوع إلى الكتب القديمة وأخذت توقيعات عدد من العلماء في زمانه أن فعل هذا ليس فيه شيء والشيخ سفر الحوالي -أسأل الله أن يشفيه - دلّ على فكرة جميلة قال لو تراجعون أنتم الآن التوراة الموجودة الآن وتقارنوها بالنقولات التي نقلها البقاعي لما فعلت ذلك وجدت خلافاً كبيراً والبقاعي متأخر (سبعة قرون ماضية) فحتى النسخة التي كان يرجع إليها البقاعي حرّفت

د. الخضيري: ومما ذكرناه في قصة يوسف يدل على ذلك ويؤكده.

أبرز ما نقف عنده في سورة يوسف

د. الخضيري: من الأشياء التي أحرجتني في هذه السورة أنها مائدة عظيمة جداً.

موقف إخوان يوسف من يوسف، قضية الحسد

د. الخضيري: من الأشياء التي أوردتها هذه السورة حسد القرابة لبعضهم أو حس بني آدم فهذا الحسد هو الذي أخرج إبليس من دائرة المصطفين وكانت سبب اللعنة عليه والغضب وهذا الحيد كان السبب في أول معصية ارتكبت في الكرة الأرضية بين ابني آدم (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ (27) المائدة) إذن الحسد داء وبيل لا يسلم منه أحد وهؤلاء أبناء نبي على الخلاف في كونهم أنبياء أو ليسوا بأنبياء وإن كان أنا أرجح بأنهم ليسوا أنبياء وأن المقصود بالأسباط هم الأنبياء في ذريتهم يعني أنبياء بني إسرائيل عليهم السلام والمقصود أن هؤلاء إخوة أصابهم هذا الداء الذي لا يكاد يسلم منه أحد لكن المؤمن يدفعه بالتقوى وغير المؤمن يستسلم له ويسترسل معه ولوازمه وإيحاءاته. هؤلاء لما رأوا يعقوب عليه السلام يدني يوسف والمحبة شيء قلبي لا يلام الإنسان عليه ولا يملك الإنسان دفعه وهذا يحصل من كل أب مع ابنائه ومن كل زوج مع زوجاته ويحصل مع الشيخ وتلاميذه محبة قلبية أن يلام الإنسان عليه التصرفات بمعنى أن يفضِّل هذا الإبن أو هؤلاء الأبناء في العطية أو النفقة على إخوانه هذا الممنوع أما الحب فهذا لا يلام عليه. الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب عائشة ويحبها حباً شديداً ويقول اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك، وكان النساء يلاحظون ذلك وجاءت زينب تقول للنبي صلى الله عليه وسلم إن نساءك يلمنك أنك تقرِّب إبنة الصديق وتدنيها أكثر فكان صلى الله عليه وسلم لا يملك إلا أن يبيّن أن هذا هو قدره وحظه.

د. عبد الرحمن: وقفنا عند الحديث عن الحسد الذي وقع من إخوان يوسف ليوسف عليه السلام وكيف أثمر هذا الحسد أنهم كادوا يقتلونه.

د. الخضيري: فرّقوا بين يوسف وبين يعقوب واستمرت الفرقة سنين طويلة قد تبلغ أربعين سنة كما يقول بعض المفسرين.

د. عبد الرحمن: هل يمكن أن يُلام الأب عندما لا يعدل بين أبنائه وتثمر هذه المحاباة هذه الضغينة وهذا الحسد بين الأبناء؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير