تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25)) (قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي (26)) هو يدافع عن نفسه وظهر الحق لهم. قال هذا الرجل بكل دياثة – فهو رمز الرجل الديوث المذكور في القرآن الكريم- قال (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29)) يدل على أنه عرف الموضوع، المشهد لما رأت المرأة أنه بهذه الصورة انتهى أطمعها في المزيد فلما سمعت بأن النساء يتحدثون أنها هي تراود فتاها عن نفسه أرادت أن تكيد لهن وتوقعهن فيما وقعت فيه حتى لا تشعر بالتفرد وتعيّر به وحدها فجمعت النساء وأعدت لهن متكئاً وقدمت لهن فاكهة وأعطت كل واحدة سكيناً هي كانت متوقعة أنه سيحصل أثر لهذه النظرة لهذه الصورة الجميلة وبالفعل لما قدمت الفاكهة دعت يوسف فدخل عليهن (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)) امرأة تنظر إلى صورة بغاية الروعة والجمال والسكين بيدها والفاكهة بيدها (وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ) أصبنها بشيء من التجريح بسبب شدة ما أصابهن من الشهوة والافتنان ولذلك قال الله عز وجل (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)) لما ذكر ذلك وأقرّه ولم ينكره دلّ على أن لهن كيداً وأن على الرجال أن يحذروا من ذلك الكيد وأن هذا الكيد كيد عظيم إن لم يستعصم الإنسان منه بتقوى الله عز وجل والبعد عن موارد الفتن. ولذلك العبرة في هذا الباب والعبر كثيرة جداً ولا يمكن أن نتوقف عند شيء منها فضلاً عنها كلها أن الإنسان مع امرأته ومع أهل بيته لا يمكِّنهم من موارد الفتن فالرجل الذي يأتي بهذه الشاشة المليئة بالجميلات والجميلين من هؤلاء الشباب والفاتنين الذين يعرضون أنفسهم بصورة مغرية لضعفاء النفوس وضعفاء العقول وضعفاء الدين ثم يلومهم على ما يقع منهم من الفاحشة هذا هو الملوم حقيقة، لا تقربهم ولا تدنيهم من النار ثم تلومهم على الاحتراق

ألقاهم في يم مكتوفاً وقال إياك إياك أن تبتل بالماء

الآن في مراكز الهيئة يقبض إخواننا المحتسبون على بعض الفتيات في خلوة محرمة مع شباب في بعض الأسواق نسأل الله العافية والسلامة فعندما يتصلون بالأب لأجل أن يستلم ابنته يتفاجأ الأب بالأمر لكنهم يسألونه ما هو الوضع العام في البيت؟ يجدون الأب قد ألقى الأمور لم يبال بها، ثقة عمياء في ابنته، الفضائيات ستمائة وخمسين قناة على الشاشة، كم هي القنوات المحافظة والمتزنة؟ قليلة جداً أمام بحر هائل جداً وإذا جئت إلى القنوات الأوروبية وغيرها تجد شيئاً لا يمكن أن يوصف ولا يعبر عنه، بالله فتاة في عمر الزهور في الثامنة عشرة أو في العشرين أو الخامسة والعشرين أو الثلاثين من عمرها تنظر إلى هذه الأشياء ألا تتحرك فيها الشهوة! أليست مخلوق له دم ولحم ولها شهوة وعندها أماني تتمنى خاصة إذا كانت محرومة من هذه الأمور ستبحث عن هذا البلاء نسأل الله السلامة والعافية، لذا نقول الدرس والعبرة في هذا الباب أن لا نعرِّض هؤلاء للفتنة وأيضاً إذا وقع شيء من ذلك منهم أن يكون درساً لنا بأن نعطيهم درساً حتى لا يعودوا مرة أخرى

فقسى ليزدجروا ومن يكون راحماً فليقسو أحياناً على من يرحم

د. عبد الرحمن: نأتي إلى القصة المهمة وهي قصة يوسف مع الفتيان اللذيان في السجن: هو دخل السجن مع أنه كان مظلوماً لكنه بقي في السجن بضع سنين، فهل تحدثنا عن هذه القصة.

د. الخضيري: الفتيان لما رأيا يوسف رأيا أنه محسن، كيف ذلك؟ كان يرفق بالسجناء ويواسيهم ويطعمهم ويخدمهم فأنسوا منه خيراً ولذلك رأوا هذه الرؤيا (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36) قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)) قال بعض المفسرين أنه لا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير