تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لا زال في أمر الله عز وجل وفي توحيده (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ (14)) (وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ (15)) (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16)) بعدما ذكر هذه القضية العظيمة بدأ يذكر من يستجيب ومن لا يستجيب وجزاء هؤلاء وجزاء هؤلاء ومثال هؤلاء ومثال هؤلاء في طريقة سلسلة انسيابية غاية في الروعة والجمال فهو يقول (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16)) هبل واللات والعزى الذين تدعون لهم الإلهية خلقوا خلقاً فأنتم أشكل عليكم الأمر نحن نعبد هذا أو نعبد هؤلاء الذين لهم خلق كخلق الله، أين عقولكم؟. ثم ذكر مثلا للحق والباطل وأن هذا الباطل الذي ينتفش ويعلو بنفسه ويزهو حتى يبدو شيئاً كبيراً أمام الأعين لكن لا حقيقة له كالطبل له صوت عالي وجوف خالي قال (أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا (17)) هذا يسمى المثل المائي. ثم جاء المثل الناري قال (وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ (17)) أي بهذين المثلين يبين الله حقيقة الحق وحقيقة الباطل، الحق والباطل في المثل المائي على النحو التالي: ينزل الله الماء فإذا نزل الماء فصار الباطل منتفشاً وصار يعلو فعندما ترى الوادي مقبلاً ترى فوقه العيدان والزبد الذي ينتفخ فقاعة ليس فيها شيء ولا فيها أي نفع لكنها ترة بالعين ويكون لها شيء من الوجود الظاهر لكن بلا حقيقة وبلا معنى، في نهاية المطاف (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ (17)) هو الذي يبقى لا يتغير هذه الدعوة وهذا الكتاب وهذا الدين وهذا الحق الذي جاء به الرسول بقي، أين هي دعوات المبطلين؟ أين هي الأمم الكافرة التي عارضت هذه الدعوة العظيمة؟ أين هي الآلهة التي كانت تعبد من دون الله؟ ذهبت وفنيت وبادت وبقي الحق. وفي المثل الناري عندما يوقد على أي شيء يراد الإيقاد عليه من الذهب والفضة والحديد تجد أنه يطفو عليه شيء من الزبد ثم بعدما ينتهي الأمر يبقى النافع في الأسفل وهذا الزبد يُحمل ثم يُرمى كذلك الحق والباطل لذا لا تغركم صورة الباطل ولا انتفاشته ولا دولته ولا أمواله ولا متاعه الزائل انظروا إلى الحقائق. ولذلك أرى كثيراً من الناس لا يستعمل هذه القاعدة في جميع أمور الحياة عندما تأتي قضية وتثار ينظرون إلى الصوت العالي ويتابعونه ولا ينظرون إلى الحقائق ولا يتأملون (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46) سبأ) هذه قضية نحتاج إليها أننا إذا جاء الحق والباطل أن نتأمل الحقائق ونترك الظواهر.

د. عبد الرحمن: لا زلنا نتحدث عن المرسِل سبحانه وتعالى فهل من مزيد؟

د. الخضيري: الحديث عن المرسِل سيأتي لأنه على طريقة القرآن في المثاني أنه يؤتى بالشيء شيئاً فشيئاً ثم يعاد فيلصق بالنفس.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير