تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ذلك أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم رسالة إلى الناس كافة فهي رسالة لكل العالمين يعني فلن يبقى أحد إلا ويدخل في هذه الرسالة بخلاف رسالة الأنبياء السابقين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فكانت رسالة خاصة لأقوامهم.

المقدم: (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ (5)) في قصة موسى هل هذا أيصًا يندرج في ذكر النِعَم؟

د. صواب: نعم، تستطيع أن تقول سواء في الافتتاح (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ) نوع من النعم ثم انظر إلى الربط القوي (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ) لماذا؟ لأن الناس أمام هذه النعم، أمام هذه الأيام والأيام هنا بمعنى الوقائع وبنو إسرائيل كانت لهم أيام وأيام كما ذكر الله عز وجل في هذه السورة (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ (6)) فهذه الأيام أنجاهم الله عز وجل من فرعون، أنجاهم من الغرق ةمن البحر، أنجاهم من التيه وآتاهم الطعام وآتاهم أشياء كثيرة فهذه الأيام أمره أن يذكرهم بها لكي يشكروا هذه النعمة ولأن الناس بعد ذلك ينقسمون إلى شاكر وكافر بالنعم.

المقدم: في قول الله عز وجل في الآية الثانية (اللّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) ما السر في خفض كلمة (اللهِ)؟ وهل هناك قرآءة أخرى؟

د. صواب: هذه الآية فيها قراءتان متواترتان إحداها قراءة حفص التي نقرأ بها (إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ (2)) صراط مضاف، العزيز مضاف إليه، الحميد هي صفة للعزيز، والله هنا بدل من العزيز الحميد لكن هناك قراءة أخرى وهي أيضًأ متواترة وقرآءة صحيحة برفع لفظ الجلالة (اللهُ الذي له ما في السموات) وهي مبنية على أنها خبر لمبتدأ محذوف كأنه قال هو اللهُ الذي له ما في السموات.

المقدم: في قصة موسى عليه السلام لما قال لقومه (وَقَالَ مُوسَى إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8) أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ (9)) هل هذا الكلام على لسان موسى عليه السلام؟ أم هو استئناف لكلام كفار قريش؟

د. صواب: هذه محتملة للأمرين جميعًا ومن العلماء من ذهب إلى أنها على لسان موسى ولكن الظاهر أنها خطاب لقريش والخطاب لهم هنا قد أتتهم الأنبياء وكانوا يشاهدون جميع هؤلاء الذين من قبلهم وهم قريبون منهم، منهم من هو في شمال الجزيرة ومنهم من هو في جنوب الجزيرة وكلهم موجودون قريبًا منهم.

المقدم: المحاورة غير الموضوعية من قِبَل المعاندين للرسل إلى أن قال الله عز وجل (وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15)) ذكرتني بسورة الأنفال (إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ (19)) هل هناك ارتباط؟

د. صواب: الإستفتاح هو طلب الفتح (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ (89) الأعراف) والاستفتاح هنا كل منهم يريد أن ينتصر على الآخر. لكن مهما كان هذه الاية تحتاج إلى وقفة لأنه بعد هذا الحوار وهذا التكذيب يأتي الرسل ويدعونهم إلى الله تعالى ويشككون في ذات الله عز وجل ويسألونهم (قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ (10)) بمعنى أفيه شك؟ لا يمكن أن يكون فيه شك وقد خلق هذا الكون ومع ذلك يقولون حجة ميتة (قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (10)) فيأتي الرسل فيقولون (قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ (11)) هذه من قوة المحاجة، أنتم تريدون أن تقفوا عند نقطة أننا بشر نعم نحن بشر لكن ما هو وجه الدلالة بعد ذلك؟ ماذا تبنون عليها كوننا بشر؟ (وَلَكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير