تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (26))، اجتثت قلعت أزيلت من فوق الأرض ما لها من قرار. ليس المهم أن ننظر إلى النخلة والشجرة الحنظل وإنما المهم أن ننظر إلى الإيمان وثبات الإيمان ثبات المؤمنين وصبرهم وإيمانهم بهذا المبدأ ثم ننظر في الجهة المقابلة إلى زيف الكفر وإلى زيف الكفار مهما ظهر لنا أنه متكاثر وأنه قوي فهو في الحقيقة لا أصل له والشيء إذا لم يكن له أصل يمكن أن يزول في اية لحظة من اللحظات.

المقدم: في أول السورة قال تعالى (لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ (1)) وهنا (وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء (27)) فالهداية إنما تحصل بتوفيق من الله عز وجل

د. صواب: الهداية إنما تحصل بتوفيق الله ولكن اشير إلى ملمح مهم جدًا: البعض قد يتحرج من نسبة الهداية إلى محمد صلى الله عليه وسلم والآية هنا نصّت على (لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ (1)) ولا يكون ذلك إلا بإذن الله عز وجل فهو هادٍ كما وصفه الله عز وجل (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) الأحزاب) (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) الشورى) (رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ (11) الطلاق)

المقدم: أيضًا سنقف مع آية ضرب المثل في النعمة وتبديل النعمة لكن قبل ذلك (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا) ما الإشكال في كونها مكية أو غير مكية؟

د. صواب: ليس هناك إشكال كما قلنا لكن البعض رأى أنها تتحدث عن أهل مكة وعن يوم بدر ومعلوم أن ما حصل في بدر كان بعد الهجرة ومن ثمّ فقالوا إذا كان المقصود (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28)) وقد أنعم الله عز وجل على أهل مكة بنعم كثيرة الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف وأعطاهم الأمن فإذا كان الحديث عنهم بعد حادثة بدر فتكون الآيتان مدنيتان.

المقدم: وما يروى عن علي وعمر كأنهم بنو أمية وبنو المغيرة هل في هذا شيء؟

د. صواب: ليس من هذا شيء

المقدم: الوقفة مع النعم وعدم تبديلها

د. صواب: آيات جميلة نقف عنها ونتأملها وهو الحديث عن النِعَم يقول الله عز وجل (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) وَجَعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30) قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ (31) اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ (32)). لكن قبل أن نسرد النعم (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا) ثم جاء الحديث عن النعم وبين هاتين الآيتين (قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ (31)) ما علاقة الأمر بإقامة الصلاة والإنفاق في الحديث عن النعم؟ لأنه من لوازم شكر النعمة أن تقيم الصلاة وأن تنفق (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا) فلم يشكروها أما أنت أيها المؤمن فعليك أن تشكر هذه النعم ومن شكر هذه النعم (قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ (31)) وهذا لا شك شكر للنعمة. ثم بيّن الله تعالى جزءًا من هذه النعم (اللّهُ الَّذِي خَلَقَ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير